من الشعر الإسلامي الحديث
من الشعر الإسلامي الحديث
"مختارات من شعراء الرابطة"
عشر ومئة قصيدة.. لثمانية وثلاثين شاعراً من مختلف البلاد العربية، قدم لكل شاعر بتعريف موجز، وتمت الإشارة إلى مناسبات بعض القصائد التي تعين القارئ على فهم جو القصيدة الذي نظمت فيه، وهو الكتاب الأول في سلسلة إصدارات رابطة الأدب الإسلامي العالمية – مكتب البلاد العربية.
وقد هدف الكتاب إلى أمرين؛ الأول: التعريف بعدد من شعراء الرابطة في الدول العربية.
الثاني: تقديم نماذج من الشعر الإسلامي المعاصر في الأدب العربي، والذي يمثل امتداداً للماضي العريق لهذا الشعر الذي رفع الالتزام من قيمته الفنية على عكس ما يتصوره كثير من المعارضين للالتزام الإسلامي في الشعر بحجة أن الالتزام قيد للمبدع.
وهم بذلك ينسون أو يتناسون أن الالتزام الإسلامي نابع من داخل الشاعر وليس مفروضاً عليه من الخارج، لذلك فهو التزام يعطي مزيداً من الصدق في التجربة الشعرية للشاعر خاصة، وللأديب عامة.
أما طريقة توزيع القصائد في الكتاب فقد خضعت لتقديم الشاعر نفسه بالميلاد، ولم ينظر فيها إلى الفنية أو الموضوعية.
وقد روعي في اختيار القصائد التنوع الموضوعي من الشعر الوجداني الذاتي إلى الشعر الاجتماعي الأسري، وشعر القضايا الإسلامية المعاصرة، واستلهام التاريخ الماضي المشرق. وشعر استنهاض الأمة الإسلامية للتتجاوز واقعها المرير إلى آفاق العز والمجد.
فمثلاً نقرأ للشاعر الكبير عمر بهاء الدين الأميري قصيدتين بعنوان: أمي، وأبي. إذ عرف الشاعر بإجادته في التعبير عن مشاعره الوجدانية ابناً نحو أمه وأبيه، وأباً نحو أبنائه وأحفاده.
ونقرأ للشاعر السعودي عبد الله بن إدريس قصيدة تضرع ومناجاة بعنوان: عفواً إلهي.
ونقرأ للدكتور عبد القدوس أبو صالح قصيدة بعنوان: دمعة من القلب في رثاء د. عبد الرحمن رأفت الباشا أحد رواد الأدب الإسلامي المعاصرين.
ونقرأ في الكتاب قصائد عدة عن جراحات المسلمين، ومنها فلسطين، فقد تجاوب عدد من الشعراء بجيل الحجارة الذي ضرب مثلاً غير مسبوق في مقاومة المحتل الغاصب، ومنها قصائد: الحجر والصامتون لعبد الله ابن إدريس، وجيل الحجارة لعبد الرحمن العبيد، وفلسطين لعبد الرحمن بارود، ويا قدس وعذراً فلسطين لأحمد حسن القضاة، والنار تحت العنكبوت لعصام الغزالي.
ونجد بعض الشعراء يقدمون غزلاً.. نسيجه الهم الكبير مما تعانيه الأمة الإسلامية مثل قصيدة أغنية لقيس بن الملوح للشاعر محمد وليد، وأجّلي حبك للشاعر محمد علي الرباوي.
وضم الكتاب / الديوان عدداً من القصائد الغنائية الخفيفة الأوزان التي جمعت بين سمو المضمون ورقي الفن الشعري، وخير مثال لهذه القصائد قصيدة (الموعد الأكبر) للشاعر د. وليد قصاب والتي تبدأ بهذا المقطع:
مغيب الشمس يا أمي بجانب تلنا الأخضر
أنا واعدت أصحابي هناك الموعد الأكبر
سنسقي حلم فرحتنا ونزرع دربنا عنبر
وإذا كان من غير الممكن استعراض ما يقارب من أربع مئة صفحة من الشعر في صفحة واحدة، فإن هذا التعريف يهدف إلى وضع علامات دالة على هذا الديوان الشعري الرائد في الشعر الإسلامي الحديث بنماذجه المنتقاة لشعراء كبار جعلوا من الشعر وسيلة للنهضة بأمتهم، لا عبثاً يخرق سفينة الأمة التي تتقاذفها الأمواج العاتية.