ثنائيات في السرد

صدر حديثا "ثنائيات في السرد ـ دراسات في المبنى الحكائي "للاستاذ الدكتور محمد علي الشوابكة ، استاذ الادب الحديث والرواية في جامعة مؤتة ، نشرته وزارة الثقافة الاردنية باصدارات "مادبا مدينة الثقافة الاردنية،2012م 

-- ---------------

وقد تضمن الكتاب مقدمة واربعة فصول وخاتمة في "273"مائتين وثلاث وسبعين صفحة من القطع الكبير ، اعتمد نحو "104"مائة واربعة مصادر ومراجع كان من بينها اربعة مراجع بال

لغة الانجليزية .

***

(*) اما المقدمة فابرز فيها اهمية الرواية وعدها على راي مارون عبود "ديوان العرب " من غير ان ينتقص قيمة الشعر ، وابرز في مقدمته اهمية الثنائية في دراسات اكاديمية سابقة له جمعها في هذا الكتاب للاهمية 

(1|)

اما فصله الاول فوسمه ب"ثنائية الانسان والمكان دلالة المكان في مدن الملح لروائي "عبد الرحمن منيق "رحمه الله ،وابرز علاقات متبادلة بين ثنائية الانسان وخصوصياته والمكان من خلال التصور البشري وناقش في فصله هذا دلالة المكان على المغلق والمفتوح وهل المكان يكون طاردا للانسان وابرز المؤلف اهمية المكان من حيث اهميته الدالة على الشخصية والقيم والتاريخ والانتماء وختمه بجمالية الوصف المكاني وقام المكان بدور تفسيري للنفاذ الى بنية الطبقات الاجتماعية والغوص في نفسيات الشخوص في مجتمع الرواية وابرز اهمية حب الانتماء الى الارض باعتبارها مكانا تزيد الانسان احساسا بهh فالمكان يطبع الانسان والحيوان بطوابع مميزة وقد وظف منيف الكلمات الموحية فاضفى على المكان صفات انسانية ةوكان وصفه متسقا مع السياق ملتحما في السردية فشكل منه عضوا رئيسا متكاملا

(2)

اما الفصل الثاني فوسمه الاستاذ الدكتور الشوابكة ب"ثنائية النفط والتحول الاجتماعي ـ دراسة في "مدن الملح" فناقش الباحث علاقة النفط بالتحول الاجتماعي الطبقي من خلال قراءة نصية لخماسية "مدن الملح "ل"عبد الرحمن منيف وابرز الباحث اشكال الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية قبل اكتشاف النفط وما طرا على مجتمع الرواية من تغيرات في القيم المادية والمعنوية بعد تدفق النفط وكان التحول في مفردات الحضارة الوافدة وبرز شعور اجتماعي بالدونية وشيوع قيم القمع والتسلط وانعدام التفكير العلمي المبني على احترام العقل فصارت الثنائية بينهما تقوم على التضاد

(3) 

اما الفصل الثالث فوسمه ب"ثنائية الكاتب والتراث " ومثَّل على التناص في "متاهة الاعراب في ناطحات السحاب "ل"مؤنس الرزاز"واستشهد على ذلك بتناص قراني واهل الكهف ممثلا على غربة العقيدة والهروب بها حفاظا على المبدأ والعقيدة ، وموسى النبي والعبد الصالح في مصادرة الرؤيا وقتل الارادة ، ووظف التناص في الخطيئة البشرية الاولى يوم قتل قابيل اخاه هابيل وادرج امثلة كافية على التناص البنائي والسير الشعبية ورواية النص وابرز المؤلف قدرة الرواية على امتصاص الانساق الميثولوجية والدينية فاثبتت براعة الكاتب في تطويع بعض اشكال التعبير التقليدية لترجمة الهموم العامة والتجارب الذاتية واوجدت حقولا جديدة تنعش مخيلة المتلقي ، من خلال استلهام القص القرآني واشكال الرواية الشعبية . ;

اما الفصل الرابع فوسمه ب"ثنائيتا المتن والمينى والانفصال والاتصال "ـ قصة "بياض ورياض "لمؤلف مجهول ـ انموذجا "فكشفت دراسته عن انحراف في الزمن عن المسار الاصلي وترتيبه من جديد معتمدا على اليتي الاسترجاع والاستباق ، وكشفت الثنائيات عن توظيف تقنيات السرد المتعلقة بين زمني الحكاية والمبنى من حيث المساحة، وناقش الفصل مفردات النسيج السردي، والرؤية السردية ويناء الشخوص ، واظهرت الدراسة شخصيتي القصة بياض ورياض كانهما كانتا منفعلتين لا فاعلتين ، واتخذتا شكلا يكاد يكون واحدا وثابتا وكأن وعيهما بذاتهما وبالعالم جاء معدا سلفا ،وكان دورهما محاولة لاعادة صياغة الحب المثالي كما كان يتمناه الكاتب .