مُحَمّد مُشْتَهَى الأُمَم
قراءة: محمود شعيب الدحلان
كتاب (مُحمّد مُشْتَهَى الأُمَم) يفتح باباً واسعاً للحوار بين الإسلام والغرب.
الكتاب يحتوي على آلاف الشهادات المنصفة لعباقرة الغرب وفلاسفته المشاهير.
االغربيون اكتشفوا أن الخروج من مشاكلهم المستعصية يكمن في شريعة الإسلام فقط.
كتاب (b>مُحمّد مُشْتَهَى الأُمَم) أحدث وأهم كتاب يحتاجه الناس في المرحلة الراهنة، إذْ يمنح فرصة جديدة للحوار الحضاري بين الشمال والجنوب، ويفتح باباً واسعاً بين الإسلام والغرب .. إذْ يلقي بالكرة في ملعب الآخر، عن طريق الدعوة إلى إعادة قراءة ما كتبه عقلاء الغرب ومنصفوه عن الإسلام ونبيهe، والتفكير العلمي المتأنِّي في تلك الكتابات التي تتجاوز الحصر.
كتاب (مُحمّد مُشْتَهَى الأُمَم) لمؤلفه/ محمد عبد الشافي القوصي- يعد أول كتاب من نوعه يعرض جوانب شخصية الرسول الأعظمe، وحاجة البشرية إلى هديه وتعاليمه ورسالته؛ بأقلام الغربيين (غير المسلمين) من العلماء والفلاسفة والمؤرخين والأدباء والمستشرقين والأحبار والرهبان. فعبر 300 صفحة، و20 مبحثاً قدّم مئات الأدلة والبراهين والقرائن على عظمة رسالة الإسلام ومدى احتياج البشرية إليها، كما شهد بذلك فلاسفة الغرب وعباقرته.
عباقرة الغرب وفلاسفته
إنه من منطلق الحكمة العليا الخالدة ]فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ[ نبش -المؤلف- في مؤلفات الغربيين ومذكراتهم، واستخرج منها شهاداتهم في حق الإسلام ونبيه، لإثبات عظمة الإسلام وعالمية رسالته، وصِدْق نبيّه وعُلوّ مكانته- فدلّل على ذلك بشهادة عظماء العالم وعباقرته المُنصفِين من مختلف الأجناس والمذاهب، وما توصلوا إليه وما اتفقوا عليه في شأن الإسلام ونبيّه! فتحدثوا عن دور الإسلام في نهضة الغرب، وأثر التشريع الإسلامي في القوانين الأوربية، ودوره في تحرير الرق وإلغاء العبودية، وسبقه في إقرار حقوق الإنسان، والمساواة بين الرجل والمرأة، ووضعه للعدل الاجتماعي، ودعوته لمحاربة الفقر والجهل والبدع والخرافات، ودعوته لإعمال العقل، ومحاربة التقاليد والموروثات الخاطئة، ومرونة التشريع الإسلامي وصلاحيته لمختلف الأزمنة والأمكنة، وعظمة القرآن الكريم وخلوده وما حواه من ألوان الإعجاز العلمي والبياني والتشريعي والعددي والنفسي، وغير ذلك.
إنّ هؤلاء "العباقرة" الذين استشهد -المؤلف- بآرائهم، ونقل كلامهم ليسوا من العرب ولا من المسلمين .. بلْ من الغربيين أنفسهم (غير المسلمين). أمثال: "توماس كارليل" الذي توجه برسالة جادة وصادقة إلى الغربيين، يقول فيها: "لقد أصبح من أكبر العار على كل فرد متمدّن من أبناء هذا العصر أن يصغى إلى ما يدّعيه المدّعون من أن دين الإسلام كذب وأن مُحمّداً خادع. لقد آن لنا أن نحارب ما يشاع من مثل هذه الأقوال السخيفة المخجلة، فإنّ الرسالة التي أداها ذلك الرسول ما زالت السراج المنير منذ اثني عشر قرناً لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم الله الذي خلقنا، أفكان أحدكم يظن أن هذه الرسالة التي عاشت بها وماتت عليها هذه الملايين الفائتة الحصر والإحصاء، أكذوبة وخدعة؟!
أمّا أنا فلا أستطيع أن أرى هذا الرأي أبداً، ولوْ أن الكذب والغش يروجان عند خلق الله هذا الرواج ويصادفان منهم (أيْ الملايين) هذا التصديق والقبول، فما الناس إلا حمق ومجانين، وما الحياة إلا سخف وعبث وضلال، كان الأولى بها ألا تُخلَق!
هل رأيتم قط، أن رجلاً كاذباً يستطيع أن يُوجِد ديناً وينشره؟!
عجيب والله! إن الرجل الكاذب لا يقدر أن يبني بيتاً من الطوب .. فكيف بمن بنَى أُمة وأنشأ حضارة؟!
كما أعلن مونتجمري وات Montgomery watt: "أن هناك كثيراً من دلائل النبوة وصدق الوحي الذي نزل على مُحمّدe، منها: أن أحداً لا يستطيع خداع الناس لفترة تربو على العشرين عاماً، لاسيما لو كان فى المتبعين لدعوته ذوو نظر ثاقب وكياسة كأبي بكر وعمر. بلّ إن من ناصبوه العداء، اعتنقوا دينه بعدما تبينوا صدقه كأبي سفيان، وخالد، وعمرو بن العاص، وغيرهم. كما أنه نشر ديناً قوياً وصاغ منظومة فكرية وأخلاقية واجتماعية واقتصادية وسياسية عظيمة، ومثل هذا لا يتأتى لدجال أوْ محتال كما يدّعي خصومه".
هذا، وقد حشد -المؤلف- مئات الشهادات التي أدلى بها الغربيون في حق الإسلام ونبيه، أمثال: ادوارد رمسي، وفولتير، وكويليام، ولايتنر، ولامارتين، وبرناردشو، وجوته، واللورد هدلي، والسير بودلي، وإرنولد توينبي، وسيجريد هونكة، وآن ماري شيمل، ورودي بارت، ونولدكه، وجارودي، ودُرّاني، وهوفمان، وباول شيمتز، ومايكل هارت، وديكارت، وجان جاك روسو، وولتر، وليبون، ومونتيه، وجيمس متشنر، وتولستوي، وسنكس، وكارلايل، وهامفري بريدو، والقس لوزان، والقس ميشون، والقس بوش، وهانز كونج، وكارين أرمسترونج، وريتشارد جابريل، وألفريد واجنر، ورونالد جود، ووليم بيرشل بيكارد، وموريس بوكاي، وفان إنجلن، وجيمس جينز، وآرثر إدنجتون، وغيرهم من عباقرة الغرب وفلاسفته.
الاعتراف سيد الأدلة
لمْ يكتفِ -المؤلف- بنقل شهادات المنصفين الغربيين، بلْ أتى بالكثير من شهادات الغلاة والمتطرفين المعروفين بكراهيتهم للحضارة الإسلامية، والمشهورين بعداوتهم للإسلام وأهله! أمثال: عالم اللغات الشرقية، والمستشرق الإنجليزي البروفيسور هامفري بريدو H.prideaux (1648-1724) الذي اعترف –رغم أنفه- في كتابه (حياة مُحمّد) باريس 1699- بالصفات السامية لمُحمّد وعظمة أعماله، إذْ يؤكد أن مُحمّداً طوال فترة بعثته "امتاز بشجاعة وفطنة عقله، وبدرجة عالية من المجد، مما جعله أعظم القادة الذين عرفهم التاريخ، وقد أنشأ إمبراطورية في أربعة وعشرين عاماً امتدت لتشمل المناطق التي تحتلها الإمبراطورية الرومانية لمدة خمسمائة عام بلْ وأكثر منها، وقد رأينا تلك المملكة الواسعة استمرت لقرون عديدة وهي في أوج عظمتها، وقد رأينا كثيراً من الإمبراطوريات والممالك الإسلامية التي لا تُقارن بغيرها في الامتداد والسيطرة لمدة طويلة ..".
كذلك، المفكر الأيرلندي أدموند بيرك Edmund Burke(1729-1797) الذي أكد: "أن القانون المُحَمَّديَّ قانونٌ ضابطٌ للجميع من الملِك إلى أقل رعاياه, وهو قانونٌ نُسِجَ بأحكم نظام حقوقيٍّ, وأعظم قضاء علميٍّ, وأعلم تشريع عادل, لم يسبق قط للعالم إيجاد مثله".
ويعد المستشرق الإنجليزي مارجليوث Margoliouth (1858-1940) الأكثر عداءًا للإسلام ونبيه، ومع ذلك نراه يقول في كتابه (مُحمّد ونهضة الإسلام): "إذا نحن قارنّا بين الوحي القرآني، وبين ما في أيدينا من كتب مقدسة، سندرك على الفور أن الإسلام وحده هو الدين الحقيقي". ومعاصره المستشرق اليهودي المجري جولد زيهر ignaz joldziher(1850-1921) إذْ يقول في كتابه (العقيدة والشريعة في الإسلام): "كان مُحمّد يريد إقامة دين الله الواحد كما جاء به إبراهيم، كما أنه بوجه عام كان مُصدّقاً لما سبق أن أوحاه الله لمن تقدّمه من الرسل والأنبياء .. فمُحمّد كان بلا شك أول مُصلِح حقيقي من الوجهة التاريخية".
وهذا المستشرق اليهودي المعاصر برنارد لويس L.pernard نصير الحركة الصهيونية، وشديد العداء والافتراء على المسلمين ودينهم وقضاياهم الوطنية والقومية .. وشديد الاستعداء لصانع القرار الأمريكي ضد الإسلام وأُمته .. إلا أن ذلك كله لم يمنعه من أن يعترف للإسلام بالتميز كدين ودولة، وبالسماحة في الانتشار السلمي، وبالعدل الذي تميز به الحكم الإسلامي مع الشعوب غير المسلمة، فيشهد L.pernardأن مؤسّس المسيحية نادى أتباعه: أنْ أعطوا ما لقيصر لقيصر، وما لله لله"، أمّا مؤسّس الإسلام فقد جعل من نفسه "قسطنطين" (274-337) ففي حياته أصبح المسلمون جماعة سياسية ودينية كان الرسول سيدها المطلق، يحكم أرضاً وشعباً، ويقضي بين الناس، ويجمع الضرائب، ويقود الجيوش، ويسيّر الدبلوماسية، ويخوض الحرب ... وبينما كان شيخ القبيلة يحتل منصب الرئاسة على أساس الموافقة الطوعية للقبيلة، وهي موافقة يمكن إلغاؤها، فإنّ مُحمّداً جاء إلى الحكم على أساس من الامتياز الديني المطلق، واستمد سلطته ليس من الطرف المحكوم، بلْ من الله".
مشاكل الحضارة الغربية
هذا، وقد أوضح -المؤلف- أن الملاحظ في شهادة الغربيين، أنهم كثيراً ما يركّزون على أزماتهم الاجتماعية والنفسية، ومشاكل الحضارة الغربية, لذلك لجأوا إلى سيرة (نَّبيِّ الإسلام) للبحث عن حلول لمعاناتهم وإنقاذ مجتمعاتهم من الضياع والانهيار. وبالفعل فقد وجدوا أن (الإسلام) وحده هو القادر على حل معضلات حضارتهم, واكتشفوا أن الخروج من مشاكلهم المستعصية يكمن في قوانين الإسلام وشريعته العالمية، وأيقنوا أن سيرة (مُحمّد) وأقواله وأفعاله هي الملاذ الآمِن، وشاطئ النجاة، ومرفأ السلامة.
وقد شَهِد بهذه الحقيقة كبار الزعماء والقادة ورجال السياسة –على وجه الخصوص- فقد أفصح نابليـونNapoleon Bonaparte 1769) 1821-) في مذكراته عن إعجابه بالتشريع الإسلامي، فكتب في الباب الرابع من رسائله، يقول (أرجو ألا يكون قد فات الوقت الذي أستطيع فيه أن أُوحّد جميع الرجال العاقلين والمثقفين في الدولة، وأن أُنشئ نظام حكم متناسق، مؤسس على مبادئ القرآن، التي هي وحدها الصادقة، والتي يمكنها أن تقود الناس إلى السعادة. بعيداً عن (المسيحية) التي تبشّر فقط بالعبودية والتبعية ..).
السؤال الأخير
يختتم -القوصي- متسائلاً: وماذا بعدما أجمع عباقرة العالم من الفلاسفة والمؤرخين والمفكرين والعلماء والأدباء على عظمة (نبيّ الإسلام) وفضله على الدنيا، وما قدّمه للإنسانية من عطاء في مختلف الميادين- فهل تُحترَم آراؤهم، وتُصدّق شهاداتهم، ونضم أصواتنا إلى أصواتهم؟!