شقلب أحوالك وطلع الخير اللى جواك
محمد العدولي
هل الانسان فى حقيقته خيرّ أم أنه بين الخير و الشر ؟
هذا السؤال تجرنا رواية " شقلب أحوالك " للكاتب و المحاضر وليد نبيه نحو الإقتناع الى أن الإنسان دوما خيرّ لكن الظروف و التربية هى التى تدفعه نحو الشر أو نحو الخير . فرجل الأعمال الاستغلالى سعيد حسين و الذى كان يستمتع بمعاناه الآخرين و التغلب عليهم عندما فقد ذاكرته تحول الى انسان يفيض عذوبه و رغبه فى مساعدة الاخرين حتى بعد أن عاد الى أمواله و ثراءه فقد ظل على خيريته التى عاد اليها فى فترة معاناته .
و على نفس السياق نجد أقارب هذا الملياردير و ورثته و المستفيدين من غيابه فى حبكة بوليسية متقنه بيحثون عنه و يوهمنا الكانب برغبتهم فى العثور عليه للتخلص منه تماما , حتى يصدمنا برغبتهم فى العثور عليه للاطمئنان على مصيرة و السعى لعلاجه .
و الخط الاخر الذى تسير عليه هذه الرواية هو اللعب على إقتناع الشعب الخرافات و الدجل فبطل الرواية الثانى راضى يظل يبحث و يحول العثور على الشيخ المغربى الذى رمى لعنته على ذلك الملياردير لإستعطافه لفك تلك اللعنة , لكن هذا الرجل يعترف له بدجله و انه لم يفعل شيئا و لكن الظروف هى التى سايرت إدعاءه لتصنع من دجله حقيقة .
و رغم أن الكاتب يستخدم اسلوب الفصول المتنقلة فتارة يحدثنا بضمير المتكلم سعيد , ثم يحدثنا فى الفصل التالى بضمير المتكلم راضى , و يعود تارة أخرى و يحدثنا بضمير المتكلم سعيد , الا أن الحبكة الدرامية و التشويق البوليسي الذى يستخدمه الكاتب يحافظ على نسق الرواية و يجعل هناك ترابط فى تسلسل الأحداث , و يجعل ذهن القارئ متصلا بالموضوع .
كما أن إستخدام الكاتب للغة العامية فى ورايته حعلها أقرب الى ذهن رجل الشارع و تسلسل الحديث اليومى , بلا مفردات معقدة و لا طنطنه متكلفة.