ناقص ضلع
أحدث نشاطات دار فضاءات للنشر والتوزيع
ناقص ضلع
للكاتبة الفلسطينية
نهى غنام
عن دار فضاءات للنشر والتوزيع
عن دار فضاءات للنشر والتوزيع- عمان، صدرت المجموعة القصصية (ناقص ضلع) للكاتبة الفلسطينية نهى غنام والتي تقع في صفحة من الحجم المتوسط وصمم غلافها الفنان نضال جمهور .
بلغة أشبه بالنصل تحز نهى غنام جمود الذاكرة القارئة لنصها، في محاولة منها لخلق وشائج قادرة على استحضار الحالة التي تبتغي إيصالها للقارئ، فقصصها تتناول تفاصيل الذات الإنسانية، ومعاناة الإنسان في ظل الاحتلال، وتواكب أحلامه بأناة، واضطرابات عوالمه الباحثة عن إيجاد مساحات قابلة للحياة، وتفتش عن مساحاته المتمردة في مواجهة الأخر، وهواجس إنسانها اللاهث ومكابرته ونزوعه إلى الحرية، حيث تعيش الشخصيات القصصية حالات من التركز الفردي في محيط دهشة المفارقات الغريبة التي تصوغ حياة الإنسان ورغباته وميوله الدفينة وتمرده.
ومن مقال كتبه أمين أبو وردة رأينا أن نقتطف بعض ما قال على لسان نهى بتاريخ21 /05/2009,
تقول غنام أنها اعتادت الكتابة منذ صغرها في إطار مذكراتها الشخصية ولكنها توقفت فترة عن الكتابة ولدى انتقالها للجامعة فكرت العودة للكتابة، فوجدت أن ما تلاقيه وتشاهده على حاجز بيت ايبا الواقع بين جنين ونابلس سيكون الأكثر حظا في الكتابة.وتستذكر يوما في الأشهر الأولى للانتفاضة تم احتجازها مع آخرين 12 ساعة بسبب سلوكها طريقا موازيا للحاجز.وتتابع أن عشرات الحاضرين طلبوا خلال فترات الاستراحة مزيدا من التفصيل لما يتعرض له الإنسان الفلسطيني على الحواجز وبخاصة النساء وكيف المسافة القصيرة بين بلدة وأخرى تصبح مضاعفة.
تقول الكاتبة في قصة " اختراق لجدار الصمت" : تزداد سخونة البندقية فيضمها مجاهد علها تطفئ من برودة جسده شيئا، تخطر يافا على باله الآن ويحس برعشة التفكير بسمية، ولكن البندقية تمعن بالسخونة وجسده يبرد ربما لأنهما يتجاوبان مع صوت قريب لدبابات، أسطول عسكري يتجه إلى بيت الحاجة يعرف أن المطلوب هناك، وهي تتوجه بالدعاء لخالقها، والجيران يتضرعون أن لا تطالهم حملة تفريغ البيوت، المدينة كلها ترتبط ارتباطا وثيقا بالسهر هذه الليلة كما سمية المختزنة في أبشع بقعة من بيتها. صوت الميكروفون المؤذن بمنع التجول صار واقعا والناس تجهزوا للخروج ليلا ترتجف أجسادهم لأن شخصا أو أشخاصاً سيخوضون معركة موتهم الليلة. إنهم ينتظرون معجزة تحدٍ أخرى تفيد بأن للقوة مصدراً قلبياً يتعلق بالحق. وجاءت رصاصات الجنود نذيرا بالبدء. إن مجاهداً يتجهز لخوض غمار الصبر على مفارقة روحه، فقد واعد الجميع أن لا يستسلم إلا بخسارتهم. ويرد برصاصة من طرف نافذة ثم يلقي بظهره على جدار صمته وتجري الوقائع كما العادة، يطلق ويطلقون فإذا بجندي قتيل وآخر جريح وهو يستنشق رشفة علاج من رغبته بالتحدي، فقد أصابه جرح في إحدى المناطق، ويسقط جندي آخر متمترس خلف خوذته ومتراجع إلى صفيح الدبابة. رصاصة أخرى ويفقد مجاهد حق اختياره للنهاية، فقد نفذ تعاليم تدريبه العسكري بدقة وسيموت إثر انتهاء الرصاصات. هكذا تكون معظم النهايات في المدينة المحاصرة. وصار الجنود يناوبون بتساليهم إلى أن عمَّ الصمت صار الجو مناسباً لهجوم الآلات على مخزن أم محمد، واستعدت الجثة لتفقدها النجس، ثم انسحاب إلى أقصى المدينة. الصمت صار عادة مناسبة، لا يسري في وريد المكان إلا تردد أخبار اغتيال ما، الحاجة أم محمد تدعو بالجنة لمجاهد... مجاهد كان قطعة من قلبها.
الوالد يركض إلى المخزن معتد على الباب المغلق بفتحه تبدو سمية خلفه هادئة، ربما لم تسمع خبرا عاجلا بعد، ولكن إحساسها مقبل على شفير هاوية؛ صرخت وترنمت عدة آهات على شفتيها فقد عادت رسالة القمر كما ذهبت.
وتشكل هذه المجموعة ولادة حقيقية لقاصة جادة وقادرة على أن ترسي عالمها الخاص وأسلوبها المتميز في عالم كتابة القصة القصيرة والقصة القصيرة جدا.
وقد اشتملت المجموعة على 28 قصة قصيرة وقصيرة جدا جاءت عناوينها كالتالي: أكثر صراحة مع نفسي، سلفة ودين، زكام الفصل "الهاتفي "، شاغر على القمر، سيمفونية اشتياق ، صمود على حافة الجوع ، في ردهة من جنون ، لحظة؟! ، مدني في دولة الموت، أوراق من يوميات على حاجز، ناقص ضلع، لأنها ضلت الطريق، براءة، التحليق نحو النقب، نحو تثبيت الجدار وطن الألحان الأخرى، امتطاء ذكرى، قصص قصيرة جدا: سريعا إلى الهاوية، بيننا بضع قطرات، على أطراف روما، فراق و.. نقطة؟!، اختراق لجدار الصمت، الحب الذي لا ينضب، مع سبق الإصرار والخيانة، موعد ماسنجري، نقطة في بحر شطة، انسياق افتراضي.