صدور العدد61 من الكلمة
صدور العدد61 من الكلمة
العدد الواحد والستون من مجلة الكلمة
خيانة المثقفين، أسلمة الثورات العربية، تجديد أصول الفقه
صبري حافظ، سالم اكويندي، صنع الله ابراهيم، أحمد بن بلة، وفاطمة ناعوت
تقدم «الكلمة» في هذا العدد الجديد، عدد 61 مايو/ آيار 2012، مجموعة من المقالات تواصل فيها مواكبتها للربيع العربي. وتهدي القارئ معها دراسة/ كتاب عن رواية صنع الله إبراهيم الأولى، ودراسة مسرحية فريدة عن لغة الممثل ومشهدية الصمت، وأخرى عن خيانة المثقفين وتعثر الثورة، ثم أكثر من دراسة عن التطرف وهجمات التأسلم السياسي الشرسة على الربيع العربي، والدولة المدنية والدستور المرتجى بعد الثورة. وهناك أيضا مجموعة من الدراسات حول كتاب من الأردن ومصر وعمان والمغرب، تتابع فيها الكلمة زخم الإبداع العربي، فالكلمة حريصة على الإنصات للنبض العربي من المحيط إلى الخليج. وتقدم (الكلمة) كعادتها رواية جديدة، جاءت هذه المرة من العراق. وديوان شعر جديد من مصر، وعددا من الدراسات والمقالات يتوقف بعضها إزاء الحركة الإسلامية ومفكريها، بينما يتقصى البعض الآخر إنجازات النص السردي الحديث، والتنظير له. فضلا عن المزيد من القصائد والقصص، وأبواب (الكلمة) المعهودة من دراسات وشعر وقص وعلامات ونقد ومراجعات كتب وشهادات ورسائل وتقارير وأنشطة ثقافية، لتواصل (الكلمة) مسيرتها بقوة دفع أكبر، وبمزيد من أحدث إنجازات كتابنا من مختلف أنحاء الوطن العربي.
يفتتح الدكتور صبري حافظ باب دراسات بجزء أول من دراسة طويلة حول "خيانة المثقفين .. وتعثر الثورة" إذ ينطلق هذا البحث من أن خيانة المثقفين، وتقاعس عدد كبير منهم عن الاضطلاع بدوره القيادي والضميري، لم يساهم في إطالة عمر الاستبداد والتخلف والتبعية في البلاد العربية فحسب، بل ساهم أيضا في تعثر الثورات حينما انطلقت موجاتها العفوية الكاسحة في العام الماضي. في "لغة السرد" يقدم الناقد المغربي يحيى بن الوليد دراسة تروح بين تأملات النقد النظرية كنص يعي نصيته، وتطبيقات الناقد التحليلية كنقد يسعى لطرح تأويلاته على القارئ. إذ يتعامل الناقد المغربي مع الرواية المغربية «جيرترود شتاين»، والرمز الثقافي والمعرفي والكولونيالي معا، بصورة تحرص على إبراز المعرفي. وتقدم الكاتبة اللبنانية مادونا عسكر في دراستها "التطرف" دعوة مخلصة للعقلانية والتسامح. وتأمل متأنٍ لما تنطوي عليه مختلف أشكال التطرف، من التطرف الديني والسياسي وحتى التطرف الإلحادي، من إلغاء للعقل، ونفي للقيم الإنسانية الأصيلة. ويعيد الباحث الجزائري بوبكر جيلالي في "الاستمداد والمكانة: تجديد أصول الفقه"، بناء منطق الفقه الإسلامي في مشروع "التراث والتجديد"، عند حسن حنفي يركز فيها على استمداد المحاولة ومكانتها. ويعود بنا الناقد المصري شوقي عبدالحميد يحيى في "العناصر مابعد الحداثية في "شارع بسادة" للرواية التي نشرتها (الكلمة) في العدد الماضي، كاشفا عن أصلها التجنيسي الضارب في مجموعة قصصية لمؤلفها، وعن الوحدات السردية التي تتشكل منها بنيتها وعن العناصر مابعد الحداثية فيها وقدرتها على بلورة ذات تعاني بدورها من ملامح الذات مابعد الحداثية وإشكالياتها. ويقدم ناقد المسرح المغربي سالم اكويندي في "مشهدية الصمت المسرحي" دراسة جديدة من حيث الرؤية والمنهج معا حول الممثل المغربي مصطفى سلمات الذي رحل عن عالمنا مؤخرا، ينحت فيها لغة نقدية قادرة على فتح آفاق جديدة في التحليل والرؤية والتعامل مع الفعل المسرحي، ومع مفهوم الجسد العارض والمؤدى، وبلورة الصمت كلغة بالغة الفصاحة والقدرة على التوصيل. وتنشر الكلمة دراسة/ الكتاب "النص الظل: وقراءة المسكون عنه" للباحث المصري ممدوح فراج النابي، حيث يحلل فيها الباحث المصري واحدة من علامات كتابة الحداثة المهمة في الرواية «تلك الرائحة»، من أجل قراءة المسكوت عنه في النص، والتعرف على الظلال والرؤى الثاوية وراء النص، وذلك بتحليل الصوت والبطل الإشكالي وشبكة علاقاته وطبيعة السرد واللغة والتجنيس. أما الناقد مثنى حامد فيستقصي "الخاتمة المشوهة في القصة الغرائبية"، حيث لابد أن تكون كل عناصر القصة القصيرة متناغمة وموظفة بإحكام. هنا يكشف القاص والشاعر الأردني عن بعض تشوهات الخاتمة في نوع بعينه من القصة الأردنية، وعن أن افتقار الخاتمة إلى الوظيفة العضوية والمنطق البنيوي للنص ينال من قدرة القصة على التأثير والإقناع. ويختتم الناقد المغربي فريد أمعضشو باب دراسات ب"سؤال الواقع وواقع السرد" حيث يكشف لنا الناقد المغربي في هذه الدراسة عن الجدل المستمر بين سرد الواقع وواقع السرد وطبيعته في مجموعة قصصية يتريث عبرها عند العلاقة بين السرد والواقع الاجتماعي والسياسي والنفسي في هذا الجنس الأدبي الأثير. ويكشف عبر تحليله التفصيلي لقصص المجموعة عن أن هواجس الواقع لاتزال الشاغل الأول للقصة.
في باب شعر تهدي الكلمة لقرائها ديوان "صانع الفرح" للشاعرة المصرية فاطمة ناعوت. الشاعرة التي توزعت كتابتها بين عوالم الشعر والترجمة. في ديوانها الصادر حديثا ورقيا ورقميا تواصل الشاعرة حوارها مع الأمكنة والزمن والشخوص والذاكرة، وقد أسهمت الترجمة في "حواريتها" الخاصة في إخصاب عوالم قصيدة الشاعرة وجعلها أكثر انفتاحا على أفق الشعر ومجازاته. هذا وتنشر الكلمة قصائد الشعراء: عادل بدر علي، جواد وادي، سعيد الشيخ، خليفة الدرعي. أما باب السرد، فيحتفي برواية "الإرسي" للروائي العراقي سلام ابراهيم. وليست غرفة الإرسي العلية لدى الروائي العراقي مجرد مكان اختبأ فيه الراوي بعد هروبه من جبهة القتال، وعانى فيها من هواجسه ورغباته الجنسية، بل تتسع على مدار الرواية لتكتنز بدلالات متعددة لتصير المسكوت عنه والمقموع الذي تخفيه العادات والتقاليد والقيم المهيمنة التي يواجهها الراوي ويفضحها باحثا عن الخلاص. وتكتب القاصة والباحثة السورية أثير محمد علي نص ارتحال في مدن محتشدة بأزمنة حاضرة دوما، ونقرأ نصوصا قصصية للمبدعين: عيد أسطفانوس، سعيدة تاقي، سامية العطعوط، محمد عباس علي داوود.
في باب نقد يتناول الباحث السوري صبحي حديدي "مهماز" زكريا تامر، والموقف الأخلاقي للكاتب الكبير، والمعلن عنه في الفيسبووك من خلال تعليقات تحفيزيّة تنحاز للثورة. ويرى الشاعر والكاتب المصري فرانسوا باسيلي في "العقلية السحرية وأسلمة الثورات العربية" أن الديموقراطية هي الحل، ولكن لا ديمقراطية مع خلط الدين بالسياسة. ويقدم قائد جبهة التحرير الوطنيّة الجزائريّة الراحل أحمد بن بلة. وأول، رئيس للجزائر المستقلة سنة 1962، شهادته عن تشي غيفارا. وفيها يميط اللثام عن الصداقة التي جمعت بين القائدين وعلى التفاعل بين حركات التحرر، بينما يتأمل الشاعر أسعد الجبوري "الشعر اليوم وغدا" حيث ينتهي الى أن تاريخ الشعر هو تاريخ التراب، الذي هو تاريخ التجارب الأولى للفلزات، عندما تتفاعل فتخلق الكيمياء الخاصة بالأشياء وبالكائنات. ويقارب الناقد يوسف ليمود "مصر: حقن الأشكال الغربية بجينات مصرية" رغم أن ملامح أزمة تلوح من التعامل مع الأشكال الفنية الغربية، إلا أن السياق الجدلي قادر على استنباتها من جديد في شبكة الثقافة المصرية. وتحاور الباحثة سلمى مبارك في "الاقتباس" ملتقى طرق بين مبدعين، السرد الروائي والمشهد الفيلمي. بينما تسبر الباحثة إيمان يونس في "الكتابة بأدوات العصر" تاريخ الكتابة منذ النص المسماري إلى الرقمي، وتبين الكيفيّة البصريّة والصوتيّة الذي أحيطت به في بعض الأحيان، وترى أن كل حقبة زمنيّة كانت تلغي ما قبلها، فتفرض سيطرتها وهيمنة أدواتها، لأن التطور الطبيعي يقضي بتراجع القديم لصالح الجديد. ويلقي الباحث إلياس عفيف سليمان في مقاله "العربي الفلسطيني الذي تهود وعمل في شعبة المخابرات العبرية" الضوء على تفاصيل سيرة وتحول الفلسطيني محمد أبو العينين إلى اليهودي ابراهام بن ابراهام، وكيفية انخراطه في المشروع الاستعماري، وعمله في حركة بيتار الشبابيّة التي كان هدفها زرع وبث الروح اليهودية الصهيونيّة. ويرصد الناقد الفلسطيني نبيل عودة المنجز الشعري لحسين مهنا، في حين يستقرئ الكاتب هاني حجاج "السلوك الجنسي عند الأطفال". وفي شهادته حول "الأنا" "يوكيو ميشيما بقلم يوكيو ميشيما"، يبدو ميشيما منشطراً على نفسه على الطريقة البيسوارية. فيتناول شخصه بضمير غائب يتخفى السارد وراءه. ومن خلال قول النص يتقدم الـ"هو" بأزمته الأخلاقية المثالية المنقسمة بين ثنائيات ضدية تجادل الواقع "كما هو" و"كما يجب أن يكون". ويقودنا سلام الكواكبي الى رحلة إلى الأرجنتين، حيث "جزر المالوين وحرية الأرجنتين"، ومعه نستبين عنفوان ثقافة هذا البلد، وتجربته في التحول الديموقراطي، بعد حقبة الديكتاتوريات. ويتناول الكاتب عيسى الصباغ ظاهرة الأسماء المستعارة للمشتركين في نوافذ التواصل الاجتماعي الفايسبوك.
وتعود "الكلمة" في باب علامات لافتتاحية مجلة "الطليعة" الصادرة في دمشق سنة 1935. وقدّمت من قبل رئيس تحريرها فؤاد الشايب على أنها "رسالة التحرر الفكري"، و"تبحث في الأدب والاجتماع". وشارك في تحريريها كامل عيّاد، وصلاح الدين المحايري، وميشال عفلق. ويفتتح محرر الكلمة عبدالحق ميفراني باب كتب بقراءة في ديوان الشاعر فاتحة مورشيد "مالم يقل بيننا" هذه التجربة الشعرية التي تحتفي بالكنه الإنساني وبقيم الحب، وينشغل بما لم يقل، وما سكتت عنه الكلمات والاستقصاءات المشتهاة. ويراجع الناقد عبداللطيف الزكري في "المفاهيم النقدية والوعي المنهجي" أهم الأفكار التي بلورها كتاب "تحليل النص السردي" تقنيات ومفاهيم للناقد محمد بوعزة. ويقربنا الناقد محمد معتصم من تجربة روائية تونسية جريئة بمستوى ما تطرحه من موضوعات إشكالية خصوصا موضوع "التحول الجنسي"، رواية "طرشقانة". أما الناقد عبدالرحيم مؤذن فيواصل تقديم سلسلة مقارباته لنصوص قصصية مغربية حديثة كاشفا سمات خطابها السردي ومستويات اشتغالاتها النصية. الناقد الفلسطيني ابراهيم درويش يقربنا من خبايا وأسرار "اتفاق أوسلو" من خلال عودته للأوراق الفلسطينية. وتثمن الباحثة السعودية رانية الشريف العرضاوي جهد الباحث والمترجم المغربي سعيد بوخليط في تقديمه للنظرية الجمالية الباشلارية. وتستقصي قراءة الكاتب المصري بليغ حمدي إسماعيل في "الجسد أيضا يثور "عيون غائرة تأبى الارتواء" وهو ديوان شعري ينتمي الى الحساسية الجديدة.
بالإضافة إلى ذلك تقدم المجلة رسائل وتقارير و"أنشطة ثقافية"، تغطي راهن الوضع الثقافي في الوطن العربي.