احتفاء كلية الزيتونة بإصدارات أربعة جديدة

احتفاء كلية الزيتونة بإصدارات أربعة جديدة

د. كمال أحمد غنيم

[email protected]

كلية الزيتونة – فلسطين:

احتفت كلية الزيتونة بتدشين مشروعها الثقافي الكبير "كتاب الزيتونة" من خلال إصدار أربعة كتب متنوعة، أولها كتاب "البناءات الجمالية في النص القرآني" للكاتب رائد مصباح الداية، ورواية "يوم أعماني الدخان" للكاتب رائد غنيم، والمجموعة الشعرية "ترانيم الجرح النازف" للشاعر مصطفى منصور، وسيناريو الفيلم التلفزيوني "الأسد الصغير" للكاتب كمال أحمد غنيم.

من جهته أكد رئيس مجلس أمناء كلية الزيتونة أ.د. كمال غنيم عن فخره الكبير بباكورة كتب الزيتونة، وقال: "تسعى كلية الزيتونة للعلوم التنموية إلى تقديم رؤية حضارية شاملة، تهتم بكافة مفردات النهوض والتنمية، وهي لم تكتف بالتعليم الأكاديمي المحض، وإنما اهتمت بمحوري التعليم المستمر وخدمة المجتمع من جهة، والبحث العلمي من جهة أخرى".

وقال عميد الكلية أ. إياد عقل: "يهتم كتاب الزيتونة بسلسة من التخصصات المعرفية، ويفتح الباب أمام الباحثين والمبدعين في مجال: الدراسات الإنسانية، والدراسات السياسية، والدراسات الفلسطينية، والدراسات الأدبية واللغوية، والدراسات الفنية، والدراسات العلمية، بالإضافة إلى الأعمال الإبداعية من شعر وقصة ورواية ومسرحية ومقالة. ويهتم كتاب الزيتونة بنشر الكتب المترجمة والمخطوطات المحققة.

البناءات الجمالية

وقد درس كتاب "البناءات الجمالية في النص القرآني" للكاتب رائد مصباح الداية الزمان في القرآن الكريم من حيث اللفظ والمعنى، ومن حيث الشكل الجمالي العام، حيث تندرج بين مصطلحاته مفاهيم الترتيب والديمومة والتواتر. ودرس الكتاب المكان من خلال حضوره اللفظي وحضوره الدلالي، وبيّن جمالية الانتقاء في وصفه بما يخدم المعاني المرادة. وأفاض الكتاب في دراسة البناءات الجمالية للصورة الكلية: البناء القصصي, والبناء التوقيعي, والبناء المقطعي, والبناء الدائري. واهتم الكتاب بدراسة جماليات الموسيقى في الحرف والكلمة والجملة والنص، مستقصياً الحركات والسكنات والمخارج والصفات.

ويعدّ هذا الكتاب فاتحة خير في الدراسات القرآنية الحديثة والمعاصرة، لأنه يقول لنا ببساطة: إن هذا القرآن لا تنقضي عجائبه، وهو بحر زاخر ما زال متجدد العطاءات ليس على صعيد الإعجاز العلمي والاستشرافي لمتجددات الحياة والمستقبل وحسب، بل في ذروة تميزه وإعجازه: الإعجاز اللغوي والجمالي.

يوم أعماني الدخان

الكتاب الثاني من كتب الزيتونة هو رواية جديدة للكاتب المهندس رائد أحمد غنيم بعنوان: "يوم أعماني الدخان"، يقول أ. عبد المجيد عيسى في مقدمة تعريفية بالرواية: الرواية تُعتبر من الناحية الفنية نمطاً جديدا غير مسبوق في فن الرواية، فقد جاءت الرواية معتمدةً على المونولوج بشكل أساس، لكن الكاتب وبسحر خاص وظف المونولوج في أحداث واقعية، جاءت منطقية جداً في تسلسل راق ودقة عالية في العرض والتناول.

        وهو إلى جانب هذا يتسلل إلى داخل نفس القارئ المشدوه بما يقرأ، فيفاجئه بخصائص المرايا التي كان لها الدور الأساس في توضيح معالم الشخصيات الأساسية في الأحداث كلٍ على حده دون خلل، وفي قدرة هائلة على نقل القارئ من شخصية إلى شخصية وهو يحافظ محافظة تامة على خيط الأحداث. والأخطر من ذلك والأهم منه، ذلك الكم الرائع والغزير من الخبرات الإنسانية، وخلاصات التجارب التي نثرها الكاتب في جنبات الرواية، والتي كانت تَرِد كتعقيب منطقي وجامع على الأحداث يخدم الفكرة ويعززها.

ترانيم الجرح النازف

وقدمت كلية الزيتونة في الإصدار الثالث ديوان "ترانيم الجرح النازف" للشاعر المبدع "مصطفى منصور"، الذي تزيّن بجائزة عبد الرحمن بارود الأولى في الشعر، وتميز الديوان بحلية الالتزام، حيث ينتمي إلى مفردات الوجع الفلسطيني النازف، والوجع الإسلامي، والإنساني المعذب، وتسكن فيه مفردات العشق والقدس والنفي والحنين...إلخ،  وهي مفردات الوجع المتفائل، القابض على الجمر بقلب مفعم بالإيمان والوعي بنبوءة النصر وحتمية التغيير.

لقد اغترف الشاعر من ذلك المعين غرفة بيده، وتزنّر بالكلمات القدسية، واطمأن إلى روح القدس معه... لقد امتشق يقينه، واطمأن إلى أدلته النازفة، وراح يحدو بالركب إلى الأمام، محاربا اليأس، مفعما بالتفاؤل، محصنا بالوعي، ومتزينا بمفردات الجمال، التي منحت كلماته موسيقى روحية، تنضاف إلى موسيقى الشعر الداخلية والخارجية، والظاهرة والخفية.

ومحطات النشيد الآسر في هذا الديوان لها حكاية، ففيها يقف المتلقي مع الوطن المسافر، الذي ينتقل من المكان إلى الروح، ويتغلغل في الوجود مع الغرباء الراحلين، الذين ذوّبهم الحنين لعرائس المدائن القدس ويافا. وفيها تحلق الروح في سجن الواقع العربي المرير، على هامش الفعل، وفي غيابة السلام الزائف وغياهب الجراح ومتاهات النقوش اليعربية المتشابكة، والكوابيس التي تختفي منها بدر والفتح، واليرموك وحطين.

سيناريو فيلم تلفزيوني

وتمثل الكتاب الرابع من كتب الزيتونة في سيناريو الفيلم التلفزيوني "الأسد الصغير" للكاتب كمال أحمد غنيم، الذي تدور فكرته الرئيسة حول حدود الحرية الشخصية وانتهائها عند تحقيقها الضرر للآخرين، بالإضافة إلى أهمية مفهوم الشورى و الحوار.

تدور الحكاية من لحظة عبث صغار الغزلان وحدوث حريق كبير. وتنقذ (الغزالة الأُم) أطفال الغزلان والأسد الصغير. وتصر على تربية (الشبل) بين الغزلان، ويحذّر الحكيم من خطورة ذلك.

يفتقد الأسد ولده الصغير، لكن (الذئب) يقنعه بصعوبة العثور عليه، و يؤكد له أنه قد مات. يحاول الأسد و الذئب فيما بعد إقناع (الشبل) بضرورة مهاجمة الغزلان و العودة إلى طبيعته الافتراسية، التي أوشك أن ينساها.

        يحاول (الأسد الصغير) افتراس (الشاهد الصغير) الذي أرسلته أمه الغزالة للبحث عن (الشبل). ويدرك الغزلان (الشاهد الصغير) فى اللحظة الأخيرة، ويهاجمون (الأسد الصغير) بقرونهم الحادة المشرعة. وهنا يعترف (كبير الغزلان) بكثرة أخطائه، ويعلن على الملأ  أنه يتنازل عن الحكم لحكيم الغزلان، لكن الحكيم يرفض بأدب، و يقول له: المهم هو أن نتشاور وأن نبحث عن الحل الأمثل فى أية مشكلة تواجهنا.

وقد أكد أ.د. كمال غنيم رئيس تحرير كتاب الزيتونة في سياق الاحتفاء بتلك الإصدارات من باب الشفافية أن كتابه قد تم نشره ضمن السلسلة على نفقته الخاصة.