رامز باجلان: على نار هادئة
خمس وستون
د. حسين سرمك حسن
عن دار تموز للطباعة والنشر بدمشق صدر كتاب للأستاذ رامز باجلان بعنوان "على نار هادئة" ، وسبق أن قدمنا ، سابقاً ، قراءة لكتاب آخر للأستاذ باجلان هو "مدارسنا بلا ضفاف" .
يشتمل هذا الكتاب 122 صفحة) على مجموعة من المقالات المتنوّعة التي تتناول ظواهر أخلاقية وسلوكية مُدانة ومرفوضة صارت تنخر وبعنف في جسد مجتمعنا بعد احتلال الأمريكان والبريطانيين الخنازير الكلاب لوطننا وتدمير بناه وتحطيم حاضره ومستقبله . في مقدّمة هذه الظواهر بطبيعة الحال هي قضية الفساد و.. (زلزلة اللصوصية التي باتت تضرب العراق من أقصى الفاو إلى اقصى زاخو ، ومن هيلة وخضر إلى منطقة الحياد المُباعة بدرجة 100 على مقياس ريختر العربي الكوردي ) كما يقول باجلان في مقالته الإفتتاحية (يا لصوص ... اتحدوا) (ص 8) والتي يقترح فيها : (بناءً على ما عرضته مرحلة السقوط ونظراً لاحتياج الشعب في المرحلة الراهنة إلى كوادر متقدّمة ومثقفة بثقافة لصوصية ، وبعد الإتكال على الله وبمؤازرة المخلصين من جندرمة اللصوص – فتح جامعة باسم جامعة اللصوص التقنية وبكلّيتين حالياً :
1-كلّية الاختلاس والسرقات
2-كلية التزوير والاحتيال) (ص 8 و9)
والمقالات مكتوبة بأسلوب السخرية السوداء .. سخرية تقطّع قلب المتلقي وهو يرى – عاجزا ومهملاُ ومُهانأً – جسد وطنه وهو يُقطّع .. وثرواته تُسلب وتُنهب بلا رحمة ولا حياء من قبل السفلة اللصوص آكلي أثداء أمّهاتهم . يواصل الأستاذ باجلان حديثه عن كلّيتي جامعة اللصوص التقنية :
(تمنح هاتان الكلّيتان شهادة دكتوراه وماجستير وبكالوريوس وبورد كفاءة سرقات وفق الشروط التالية :
3-وثيقة تخرّج مزوّرة ولو من اعدادية في خان جغان
4-تعهد خطي بالإستمرار على مهنة السرقة والاعتراف بالسرقات السابقة والحالية .. وإذا تبيّن أن السارق أو السارقة قد سرق خمسين ملياراً أو أكثر يُمنح شهادة دكتوراه سرقات مع الترفيع لمنصب أعلى ومنحه نوط شجاعة من الدرجة الأولى تقديرا لشجاعته الفائقة كلّش في سرقة الشعب) (ص 10)
إنّ سلسلة المقالات التمهيدية هذه التي تُعالج الفساد المخزي الذي يجري في وضح النهار تعبّر عن نفاد صبر ومزاج شعبي عام يُنذر بالكثير الكثير .
ضم الكتاب ثمان وعشرين مقالة عالجت أمورا اخلاقية مختلفة وذكريات حياتية ذات دروس وعبر .