تدبير المنزل - ما بعد الثورة

أ.د. حلمي محمد القاعود

[email protected]

اسم المؤلف : أ . د . حلمي محمد القاعود

اسم الناشر : مكتبة جزيرة الورد – القاهرة .

تاريخ النشر : 1432هـ = 2011م .

عدد  الصفحات : 144 صفحة .

***

يأتي هذا الكتاب ضمن سلسلة من الكتب أصدرها المؤلف قبل ثورة يناير وبعدها ، كشف فيها مظالم النظام الفاسد البائد ، وطغيانه الذي طال شتى جوانب الحياة ، ولم يُفْلِت أحدا من المواطنين الذين يتوقون إلى الحرية والكرامة والعدل , ومن هذه الكتب : عباد الرحمن وعباد السلطان ، والعمامة والثقافة ، والعصا الغليظة ، التمرد الطائفي في مصر ، ,الأقلية السعيدة ، الإسلام في مواجهة الاستئصال ، ودفاعا عن الإسلام والحرية ، وثورة الورد والياسمين وغيرها ..

وهذا الكتاب يخصصه المؤلف لمعالجة قضايا المستقبل وبناء مصر بعد الثورة ، ومواجهة أبرز التحديات التي يتعين على مصر اجتيازها والطريق إلى ذلك ، وينطلق المؤلف من مفهوم أن السياسة في الأدبيات الإسلامية هي علم تدبير المنزل . قال بذلك ابن سينا في كتابه الشفاء . وهذا التعريف في رأي المؤلف من أفضل التعريفات التي تعرضت للسياسة ومفهومها ، فهي عملية تخدم المجتمع وتدبر شئونه مثلما تخدم الحياة التي تعيشها الأسرة داخل البيت ، حيث يقوم رب الأسرة بتدبير ميزانيته وفقا لإمكاناته ، ويتعامل مع أفراد بيته بما يمكنه من الوفاء باحتياجاتهم في إطار العلاقات العامة مع الجيران والمجتمع والسلطة القائمة ، داخل بيئته أو خارجها ، وتقديم الأولويات على الثانويات التي يمكن تأجيلها إلى حين  .

ويشير المؤلف إلى : " أننا يجب أن نستدعي هذا المفهوم بعد ثورة الورد في يناير 2011م ، لنتجاوز المضاعفات الاجتماعية والاقتصادية التي جرت عقب الثورة ، وما صاحبها من توقف دولاب العمل ، وخسائر في مجالات وميادين عدة ، وانهيار في إدارة بعض المؤسسات ..

هناك من يريد أن يدخل البلاد في مماحكات سياسية إلى ما لا نهاية ، بقصد تحقيق مصالح خاصة ، أو حزبية محدودة ، أو غير ذلك من غايات لا تمت بصلة إلى صالح الوطن ، وهو ما يتناقض مع طبيعة الثورة وأهدافها وغاياتها .

وأعتقد أنه لا بد من وضع خطة واضحة لبناء مؤسسات سياسية واقتصادية واجتماعية ، وهيئات أهلية تسهم في استقرار المجتمع ، وتقود خطواته نحو الخروج من الصعوبات الراهنة وفق آليات راسخة ، تقوم على البحث والدرس والتخطيط ، وسياسة لها ثوابت في كل ركن من أركان المجتمع ، لا تتأثر كثيرا بتغيير القيادات أو الإدارات .

إن أولوية العمل في سياق تدبير المنزل تتمثل في إنقاذها من التدهور الاقتصادي والديون الثقيلة التي تنذر بخطر عظيم صنعه الفساد ، أو مؤسسة الفساد التي نمت وترعرعت في ظل النظام الفاسد حتى صارت أقوى المؤسسات قاطبة .. " .

 " إن توفير المليارات ممكن في وقت قصير ، إذا وضعنا نصب أعيننا السفه الحكومي في مجالات غير مجدية ، ودعم المليونيرات ( مثلا دعم المصدرين  كمصدري الحديد والأسمنت ) ، والإنفاق المسرف في مجالات غير مثمرة ، وفي مقدمتها الأمن والإعلام والمظاهر الفارغة .. " .

لقد وفر الحاكم العسكري للإذاعة والتلفزيون قبل إنهاء مهمته أكثر من أربعين مليونا من الجنيهات في أقل من أسبوع ، ويمكن توفير مئات الملايين على مدى الأسابيع والشهور في مرافق أخرى عديدة  .

 ويضيف المؤلف :

"إني أتمنى من رئيس الوزراء أن يدرس على وجه السرعة تجربة حزب العدالة والتنمية التركي صاحب المرجعية الإسلامية ، في كيفية محاربة مؤسسة الفساد التركية ، واستعادة أموال الشعب التركي المنهوبة ، وتقديم الفاسدين إلى القضاء مهما كانت مراكزهم ( من بينهم مسعود يلماظ وتانسو تشيللررئيسا وزارة سابقان !) " .

 ويؤكد المؤلف أنه يجب على دولتنا أن تتوقف عن الاستدانة الخارجية والداخلية ، فالأموال والممتلكات التي يمكن استردادها ، مع وقف الإنفاق السفيه وتخفيض الأجور الضخمة ، يمكن أن تغنينا عن قبول القروض ذات الفوائد التي تأكل الأخضر واليابس ، وتدبير المنزل بالنسبة لمصر أمر ممكن ، ففي مصر خبرات وطاقات عظيمة يمكن أن تسهم إسهاما كبيرا في حل مشكلاتها ، وتنظيم شئونها ، ووضع أقدام المصريين على طريق النهوض والسلامة " .

 الكتاب يعالج كثيرا من القضايا التي تعلق بالأمن والتعليم والثقافة والديمقراطية والفن والمحليات والإعلام وغيرها .