العدد الثاني والخمسون من مجلة الكلمة

الحراك الشعبي العربي عند المستعرب الاسباني مونتابيث وأسئلة الهوية الفلسطينية عند إدوار سعيد

مقالات الثورات العربية، رولان بارث في النقد المغربي، وجمالية الخط العربي

ريتشارد رايث، فواز طرابلسي وسلمان رشدي

يصدر العدد الجديد من "الكلمة"، عدد 52 أغسطس (آب) 2011، المجلة الالكترونية الشهرية التي يرأس تحريرها الدكتور صبري حافظ. في وقت لازال الحراك العربي الثائر في تتابعه المفتوح على احتمالات عديدة، تسعى لتحقيق الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية وقيم الصدق والنزاهة التي بشرت بها (الكلمة) وجذرت في عقول الشباب الحلم بها، ورفض الفساد والاستبداد. ويتصاعد معها زخم التغيير والتحرر. وتهتم (الكلمة) كعادتها بزخم هذا الواقع ومتغيراته، تتابعها وتسجل نبضها في عدد جديد تنشر فيه حوارين مهمين: أولهما مع المستعرب الأسباني الكبير بدرو مارتينيث مونتابيث يتناول فيه الحراك الشعبي العربي الراهن، وثانيهما مع الراحل الكبير إدوار سعيد يستشرف فيه الكثير مما يدور حول الهوية الفلسطينية. كما تنشر كعادتها عددا من المقالات التي تتابع الحراك الثوري وتتأمل مساراته، فضلا عن المزيد من القصائد والقصص المستوحاة من تلك المتغيرات، وأبواب (الكلمة) المعهودة.

وهكذا نقرأ في باب دراسات، "الثورات تسقط أنظمة الأفكار أيضا" للباحث اللبناني فواز طرابلسي، حيث يكشف الباحث كيف أسقطت الثورات العربية أنظمة كاملة من الأفكار التي درجت على التعامل مع المنطقة وتحليل مجتمعاتها وفق تصورات غربية استشراقية نيوكولونيالية جاهزة. ويكشف الباحث المغربي كريم إسكلا في "أسس الشرعية في مجتمعات مابعد الثورة التونسية" عن أسباب انهيار سلطات ما قبل الثورة التونسية في المجتمع العربي من خلال دراسته لتآكل الأسس التي قامت عليها شرعيتها. ويسعى الناقد المصري شوقي عبدالحميد يحيى في "الرواية صانعة الثورة" الى الكشف عن دور الرواية المصرية في الإبقاء على نار الغضب والرفض مشتعلة تحت مرجل الواقع حتى نضج وقام بثورته المجيدة، إلى تتبع بعض الملامح التي فجرت الغضب والثورة. وتستقصي الباحثة الإيرانية فاطمة فائزي في دراستها "المسيح بعد الصلب لبدر شاكر السياب" كيف استطاع السياب أن يحيل الشخصية التراثية إلى شخصية جمالية تتراكب فيها التواريخ والإحالات من تموز إلى يوحنا المعمدان والمسيح. ويقارب الباحث المغربي حسن مخافي في دراسته "رولان بارث في النقد المغربي الحديث" سر اهتمام النقد العربي والمغربي خاصة بأعمال رولان بارت والعودة المستمرة لكشوفها النقدية، ويرى أن السر يكمن في موسوعيته المعرفية، وتعدد زوايا النظر عنده، والمزاوجة بين التنظير والتطبيق، وثراء مرجعياته الفكرية والفلسفية، فضلا عن منهجيته التي تتسم بالمرونة والصرامة معا. ويعود الكاتب المصري محي الدين ابراهيم في "الثورة المضادة في مصر والمماليك الجدد" الى التاريخ يستقرئ دروسه، ويقدم لنا رؤيته الجديدة لمذبحة القلعة التي حانت ذكراها المئوية الثانية قبل شهرين، ويرى في السياق الذي قاد إليها الكثير من ملامح المؤامرات التي تحاك بثورة مصر الجديدة. وينهي الباحث حمودان عبدالواحد باب دراسات ب"المعاني الرمزية لقتل أطفال الثورات العربية وتشويه جثثهم"، وهي دراسة تحليلية ذكية للدلالات المتعددة لعملية قتل أنظمة الاستبداد العربي الأطفال وتشويه جثثهم، في مواجهتها القذرة للثورات، والتي تكشف عن تخلفها البنيوي في مواجهة الثورات العربية الراقية والنبيلة.

في باب مواجهات، تقدم الكلمة حوارا فريدا ونادرا، جرى بين الكاتب الهندي سلمان رشدي والمفكر الفلسطيني الكبير إدوار سعيد بمناسبة صدور كتاب جديد له قدم فيه لصور عن الواقع الفلسطيني، ويوشك الحوار أن يكون مكملا للكتاب، حيث يلقي الضوء على الكثير مما طرحه سعيد فيه عن فلسطين وكيف أن عليها أن تروي للعالم قصته، ولا تتركها في أيدي الأخرين يمثلونها ويمثلون بها. كما تنشر لقاء مع "مونتابث" ورأيه في الحراك الشعبي العربي، وقد سبق في أعداد سابقة، أن نشرت المجلة لقاءات أجرتها محررتها أثير محمد علي، مع بدرو مارتينث مونتابث، وفي هذا العدد تتابع الكلمة نشر لقاء خصها به المستعرب الاسباني ويدور حول وجهة نظره في الحراك الثوري العربي، والمآل المحتمل له، ورأيه في الحرية كما تمثلها الشباب العربي المنتفض.

وقد اختارت الكلمة مادة تعود لعام 1950، في باب علامات، سطرها السوري سامي الكيالي في سياق وضع دستور للبلاد، يعبر عن كافة مكونات المجتمع السوري، ويؤكد على تلازم الوحدة الوطنية مع إطلاق الحريات العامة. وللأسف تبدو المقالة وكأنها تحاور يومنا هذا حتى بعد مضي أكثر من ستين عاماً عليها.

في باب النقد يكتب الباحث والكاتب الفلسطيني سلامة كيلة عن "استراتيجية مكافحة الثورات العربية" في تعمد أساليب غير مباشرة مقلدة الإمبريالية، التي تطور أساليبها لمقاومة الثورات.

أما الباحث والشاعر المصري فرانسوا باسيلي فيعقد  أمله على قدرة ثورة مصر على نبذ الأصولية السلفية المتشددة، في مقاله "مصر وأوهام التقسيم بين السلفية القبطية والإسلامية" ويرى أن الحل هو بالفعل السياسي الجاد الذي يسعى لتحديث مصر ضمن إطار دولة القانون والفكر العلمي العقلاني والديمقراطية السليمة، وتنشر الكلمة تلك الصرخة الاحتجاجية للكاتب الإسباني الكبير خوان غويتيسولو {المقيم في المغرب/ مراكش}، والذي يجدد ندائه حول "جامع الفنا: هذا التراث الشفوي للبشرية" مطالبا بالمحافظة على هذا التراث الفرجوي الإنساني والذي تحول الى طقس مسرحي وفني مفتوح. ويرى الباحث والمبدع محمد أنقار "الخلاص في أسلوب كيليطو" هذا "الساحر اللغوي" من خلال اعتماده في الجوانب الديداكتيكية والتربوية والتعليمية. أما الكاتب المصري عيد أسطفانوس، فيرد في "ظهير اللغة" بأن هيمنة السكونيّة السياسية والاجتماعية تستدعي بالضرورة استنقاع اللغة وتخشبها في صيغ شعائرية يدافع عن استنساخها الاكليروس اللغوي، فلا هي بقادرة على مواكبة العصر والتواصل معه، وتنهي الباحثة المصرية عبير علي باب النقد ب"جمالية الخط العربي"، حيث الخط العربي ممارسة جمالية تمثل الهوية العربية والإسلامية، وتتبع سيرورة تاريخه ومنشأه اعتباراً من وظيفته التدوينيّة.

باب مراجعات كتب، يقدم الكاتب حمودان عبدالواحد كتابا حول "الأدب والقراءة في عصر الخواء"، حيث يتوقف عند إشكالية عميقة تتعلق بموضوع الأدب والقراءة، من خلال حوار مناظرة جمع بين مثقفين يشرحون معا، واقع الأدب والفكر بالغرب في نهاية القرن العشرين، وحو "أسئلة الرواية" يراجع الناقد الأردني موسى ابراهيم أبو رياش أحد الأعمال الروائية العربية ومن خلال أسئلة الهوية والمكان والتاريخ والكتابة الروائية، يقربنا المقال من أهم سمات ومعالم هذا النص الروائي الغني. ويكتب الشاعر الفلسطيني نمر سعدي عن رواية جادَّة وضَّاجةٌ بالألمِ الإنساني لروائية سورية حشدت صوراً حيَّةً حقيقيَّةً للواقعِ السوري، وسلَّطت الأضواء على عوالم خفيَّة. ويقدم لنا صالح الغازي تجربة قصصية سعودية مسكونة بهموم المجتمع السعودي وتناقضاته، بهموم وأسئلة المرأة وبقضايا مجتمعية تعوقها عن التحرر والمشاركة الفعلية. ويقربنا الكاتب المغربي عبدالسلام دخان من التجربة الجديدة للزجال المغربي إدريس المسناوي من خلال الإجابة حول سؤال "الحفر الأركيولوجي في جسد الذات والعالم".

ويواصل الناقد والقاص عبدالرحيم مؤذن سلسلة دراساته وتقديمه للنصوص القصصية الصادرة حديثا ضمن محور القصة المغربية القصيرة الأخرى، ويقدم في هذا العدد مجموعة مشتركة صدرت السنة الماضية تحتفي بالقصة القصيرة جدا، لتنهي الباحثة الزوهرة الغلبي باب مراجعات بمناقشة كتاب يحلل الخطاب التلفزيوني.

قصائد العدد الجديد من الكلمة، احتفت بتجرية الشاعر ريتشارد رايت من خلال تقديم ديوانه "كرز أسود" ديوان لشاعر أمريكي من أصل افريقي، في قصائد هايكو قصيرة تتقصى المعرفة قام بترجمتها الشاعر الفلسطيني محمد حلمي الريشة، قصائد تستقصي الجزئيات الصغيرة والتفاصيل بلمسة أخاذة شعريةتتجلي فيها الثقافة الأصيلة الدفينة والقادمة من أدغال افريقيا وكأنها نداء الروح الدفين. الى جانب الشاعر ريتشارد رايت تحتفي الكلمة بالشاعر نيكولا مادزيروف، شاعر مقدوني ترجمت أشعاره إلى حوالي ثلاثين لغة. ترجَم العديد من أشعار محمود درويش إلى اللغة المقدونية. أشعار نيكولا مادزيروف تندرج ضمن الشعر المقدوني الجديد الذي يدين بطريقته الخاصة التقوقع حول الهويات الضيقة ويحتفي بقضايا الذات في بعدها الإنساني. هذه بعض المختارات من شعره ترجمها الى العربية الشاعر المغربي محمد ميلود غرافي. الى جانب دواني العدد نقرأ قصائد الشعراء: بهاء بن نوار، علي جازو، عادل عطية، جواد كاظم غلوم.

في باب سرد وقص، تقدم الكلمة نصا روائيا مصريا "وراء الجبل" للروائي محمد محمد السنباطي، حيث ينسج الروائي المصري مدينة "روح الوادي" التي تشف في رمزيتها عن أحوال مدننا العربية. ومن خلال أسرة زايادان التي ورثت حفظ الملاحم والبطولات، تتكشف وقائع المأساة التي يكتوي بها أهل المدينة، حتى يصير بيع الأعين للإغراب وسيلتهم لتجاوز ما يعانونه. لكن النهر الذي يشق المدينة يحمل في طياته ما يجدد الحياة. ونقرأ نصوص المبدعين: عاطف سليمان، رياض بيدس، عمر الحويج، أحمد عبدالمنعم رمضان، محمود عيشونة.

 بالإضافة إلى ذلك تقدم المجلة رسائل وتقارير و"أنشطة ثقافية"، تغطي راهن الوضع الثقافي في الوطن العربي. لقراءة هذه المواد اذهب إلى موقع الكلمة في الانترنت:

http://www.alkalimah.net