ثورة الورد والياسمين
ثورة الورد والياسمين
من سيدي بوزيد إلى ضفاف النيل
أ.د. حلمي محمد القاعود
[email protected]
المؤلف : أ . د . حلمي محمد القاعود
الناشر : مكتبة الورد – القاهرة
تاريخ النشر : مايو 2011
عدد الصفحات :194 صفحة .
***
يبدأ المؤلف مقدمة كتابه عن ربيع الأمة ويوميات الشرف والكرامة
بقوله :
" مصر تنهض من نومها .
مصر تستيقظ بعد طول سبات.
صحيفة " القدس العربي " ، وصفتها وشبهتها بالفيل الذي يتحرك .
العالم العربي يتضامن مع مصر ، ومظاهرات تخرج في عمّان واليمن
وتونس وبيروت واستانبول ، فضلا عن لندن وباريس وواشنطن ونيويورك ؛ تؤيد الشعب
المصري في انتفاضة الكرامة والعزة .." .
وفي المقدمة أيضا نقرأ :
" سقط الخوف !
أول نتائج الثورة ، كان انتهاء عصر الخنوع والرضوخ والاستسلام
للفرعنة والطغيان ، وقرر الشعب الذي واجه الرصاص الحي أنه لن يستكين للطغاة بعدئذ
مهما كانت التضحيات !
ومع سقوط الخوف انكشفت فضائح ومفاسد لم يكن يتوقعها أكثر
المتشائمين قبل الثورة " .
ويضيف المؤلف :
" في الصفحات التالية متابعات وتسجيل لحدث الثورة ، أعظم حدث في
تاريخ مصر القديم والحديث..
لقد آثرت أن تكون هذه الصفحات في سياق ما كنت أكتبه بصورة
منتظمة على مدى السنوات الماضية ، وقد كتبتها قبيل الثورة بأسابيع قليلة وفي
أثنائها وبعد انتصارها ، ولذا وضعت في المقدمة بعض ما كتبته قبل الثورة حول مواطن
الخلل والفساد في المنظومة السياسية والإدارية التي عاشتها مصر ، وظهرت من خلال
ممارسات استبدادية فاشية تقنن للعنف وتزوير الانتخابات واحتقار العلم والبحث
العلمي ، والاستهانة بالجامعة وأساتذتها ، والتعذيب حتى الموت في أجهزة الأمن ،
والتحرش بالإسلام وإهانته والزراية به ، مع شن حرب رخيصة ضد قيمه ومنهجه ، والتشهير
بالدعاة والحركة الإسلامية ، وفي الوقت نفسه محاولة الظهور بمظهر التسامح وادعاء
الديمقراطية ، لدرجة أن كتبت مطالبا بالديكتاتورية الصريحة لتوفير الدماء والأموال
والوقت والجهد ؛ مما يهدر دون مسوغ أو داع ، وقلت فلتكن ديكتاتورية على طريقة
الجنرال فرانكو الذي توافق مع القوى الحية في إسبانيا على إعلان الديكتاتورية ،
مقابل التفرغ للعمل والإنتاج وحفظ كرامة الإنسان الإسباني ، وبعد موته تعلن ملكية
دستورية برلمانية ، يملك فيها الملك ولا يحكم ، وهو ما حدث بالفعل ، وصارت اسبانيا
تحقق دخلا يقدر بسبعة أضعاف الدخل الذي يدخل للعالم العربي كله بما فيه البترول
والمعادن الأخرى !
ثم كانت النتيجة التي تمثلت في ثورة تونس التي بدأت من سيدي
بوزيد ( نسبة إلى أبي زيد الهلالي ) حتى ميدان التحرير في القاهرة وبقية الميادين
في مدن مصر وشوارعها ، وامتدت إلى عديد من العواصم العربية ، من أجل حياة حرة كريمة
، لا مكان فيها لفرعون وهامان وجنودهما .. وهو ما يجده القارئ الكريم في القضايا
التي عالجتها الصفحات انطلاقا من حوادث الثورة ، وتطوراتها ، وانتصارها بإسقاط
النظام ، وأذرعه الإرهابية الرهيبة ، وخاصة جهاز أمن الدولة ، والأمل أن يكون
حكامنا ومسئولونا في المستقبل من الشباب الذي يعد أقدر على الحركة والإبداع
والإنتاج والتجدد .
لقد انتظرت هذه الثورة طويلا ، وظننت أني لن أراها قبل موتي ،
ولكن شاءت إرادة الله أن أشاهدها قبل الرحيل ، وأن أسعد بها سعادة لا توصف ، وهذا
يكفيني ويرضيني ، لأن الأجيال الجديدة قادرة بإذن الله على مواصلة طريق الأمل ،
وبناء المستقبل على أسس العدل والإحسان وإيتاء ذي القربى ، والشورى والكرامة
والحرية ، ورفض الانحراف والمنكر والظلم ..
لقد هَرِمْنا .. هَرِمْنا حتى جاءت لحظة الانتصار ؛ كما قال
مواطن تونسي كانت قناة الجزيرة تذيع عبارته في فواصل فقراتها .
وأسأل الله أن تكون هذه الكلمات حاملة لنبض الأمة بطريقة ما ،
ويجد فيها القراء ، وخاصة من الأجيال الجديدة انحيازا للحرية والكرامة والشرف ..
وهو الانحياز الذي يجب أن نضحي من أجله بالروح والدم ، حقيقة لا مجازا" .