الطفولة بين الواقعية والغرائبية في قصص فرج ياسين
كتب .. كتب .. كتب :
خمس وثلاثون – ثمار كامل البيضاني :
الطفولة بين الواقعية والغرائبية
في قصص فرج ياسين
د. حسين سرمك حسن
عن دار تموز للطباعة والنشر بدمشق صدر كتاب "الطفولة بين الواقعية والغرائبية في قصص فرج ياسين القصيرة" للباحثة "ثمار كامل البيضاني" (343 صفحة) .
حمل الغلاف الأخير تعريفاً بالكتاب جاء فيه :
(كان التحدي الكبير كون أعمال فرج ياسين ليست تقليدية وإنما تميزت بآليات سردية إبداعية فيها رموز دلالية ، كما أنه منحدر من خلفية شعرية تجعل أعماله مغايرة ومخالفة للمألوف ، وتمنح نصوصه قابلية القراءة المتعددة ، أي إن على قارئه أن يكون متسلحا وواعيا ومشاركا ..
ومن الجانب الفني أسهمت الطفولة في خلق جرأة في تناول النصوص حيث منحت الكاتب الحرية في ملامسة العوالم المسكوت عنها نفسيا واجتماعيا وسياسيا كون التوظيف الطفولي لا يعرف الممنوعات لأنه عالم واسع يضم البراءة والعفوية ويشع غموضا ووضوحا في الوقت ذاته .
إن هيمنة الطفولة منحت النصوص تشويقا فنّيا وموضوعيا كونها صبغت السرد بلمحة تجديدية تمنحه هوية محددة) .
اشتمل الكتاب على مقدّمة وتمهيد وثلاثة فصول . ضم الفصل الأول : "الطفولة" ، أربعة مباحث تناولت الباحثة في الأول منها : تشابك الشخصيات وصعوبة تمييز الشخصية الرئيسية ، والثاني تقنية الدفعات السردية في بناء الشخصيات ، والثالث : بناء الشخصيات الطفولية من خلال شخصيات أخرى ، والرابع : دور الأفعال في الجمل الفعلية والجمل الإسمية في بناء الشخصية .
أما الفصل الثاني الذي حمل عنوان "الواقعية" فقد اشتمل على مبحثين طُرح في الأول منهما موضوع واقعية البيئة ، وفي الثاني زاوية النظر .
أما الفصل الثالث والأخير فقد تكوّن من فسمين تناولت الباحثة في الأول منهما موضوعة "الغرائبية" من حيث مواردها ، وتأثيرات كون الطفل في بيئة غرائبية ، وأنواع الفضاء الغرائبي عند فرج ياسين ، وطرحت في القسم الثاني "رؤية كلّية" .
لا أعلم لماذا لم تستمر الباحثة على منهجها في تقسيم بحثها إلى فصول ومباحث في الفصل الثالث ، وتحولت فيه نحو استخدام صيغة الأقسام .
وفي القسم الثاني من الفصل الثال المعنون بـ "رؤية كلّية" ، كنتُ أتوقع أن تطرح الباحثة نظرة شاملة على مجمل نتاج القاص في ضوء تحليلاتها السابقة ، لكنني فوجئت بها تحلّل نصّين قصصين للقاص هما : ثوب بنفسجي قصير الأكمام ، والصرّة .
وفي الخاتمة طرحت الباحثة استنتاجاتها النهائية عن الطفولة والغرائبية في قصص فرج ياسين وهي :
-الهيمنة الطفولية في أ‘ماق القاص منحت نصوصه تشويقا فنيا وموضوعيا
-تنوّع التناول الطفلولي كشف درر طفولية نادرة في عوالم الكبار وسلوكهم
-تنوّع البناء السردي كالتشابك في تركيب الشخصية الطفولية ، وتحكم الدفعات السردية في تنامي الشخصية ، ودور الأفعال اللغوية في تشكيل الشخصية ، وتلون زاوية النظر وصعوبة التواصل مع منظور السرد ..
-تأرجح المكان بين الخيال والوااقع
-تنوع المشاعر الإنسانية في الحرب والسلم وفي التعلم والجهل والدين والغيبيات والفروق الاجتماعية
-قامت العوالم الغرائبية على التوظيف الأسطوري المبني على المحاكاة وإعادة صياغة وترميز الرمز
-وجود فلسفة واقعية مبنية على تقاطع النصوص بالواقع
-استخدمت الباحثة مصطلح الغرائبية وليس العجائبية أو الفنتازيا لوجود تجانس بين الطفولة وهذا المفهوم
-نهايات النصوص كانت مفتوحة ومفاجئة .