القصة القصيرة في العراق
كتب .. كتب .. كتب :
ثلاث وثلاثون – فاطمة عيسى :
د. حسين سرمك حسن
عن دار تموز للطباعة والنشر بدمشق صدر كتاب "القصة القصيرة في العراق 1967 – 1973" للباحثة الدكتورة "فاطمة عيسى أبو رغيف" (193 صفحة) .
والكتاب أصلاً هو رسالة حصلت بها المؤلفة على درجة الماجستير من جامعة الموصل في عام 1984 .
وقد حمل الغلاف الأخير تعريفاً بالكتاب والأهم تحديد السبب الذي جعل الباحثة تختار هذه المرحلة بالذات 1967 – 1973 :
(وكان لابدّ لهذه الدراسة ، وهي تتناول القصة القصيرة في العراق ، من أن تُحدد في إطار زمني واضح ، لذا حصرت فترة الدراسة بين سنتي 1967 – 1973 ، فقد سارت القصة القصيرة في العراق في منعطفات جديدة خلال هذه الفترة إذ انصرفت إلى محاولة البحث عن صيغ بديلة على مستوى الشكل وطرق العرض الفني ، وفي خط التعمق وطرح البديل لما يمكن أن يُعد واقعية مستهلكة أو مستنفدة الأغراض .
وقد راح كتاب القصة القصيرة ، مع إحباطات مشاريع التحول الاجتماعي ، واتساع هوة الكبت ، والتأزم النفسي ، يرتادون أفقا قصصيا أوسع يتيح لهذا الكبت والإحباط مسارب للتنفس ، ويصوغ رؤية جديدة للواقع تتناسب مع معطياته الجديدة وانعكاساتها على ذاتية المبدع ، وهذه الرؤية هي التي يصطلح على تسميتها عادة (بالتجريب) .
ولكني أزعم أنه ليس ذلك التجريب الذي يرى فيه البعض مغامرة فنية ، أو زبدا أجوف سرعان ما يتلاشى ، بل هو خط التطور والإبداع الخلاق يأخذ مجراه ، وتلك سُنة الحياة والفن معا) .
تكوّن الكتاب من مقدمة وتمهيد وثلاثة فصول ، تناولت الباحثة في التمهيد الواقع السياسي والاجتماعي في العراق في تلك المرحلة وانعكاساته على الفن القصصي .
أما الفصل الأول فقد خصصته الباحثة "للقصة التقليدية" من خلال أبرز اتجاهاتها ، وهي الإتجاه السياسي في محورين هما : الوطني والقومي . والإتجاه الاجتماعي ، والاتجاه الفردي .
في الفصل الثاني ناقشت الباحثة "القصة الوصفية" في أبرز جوانبها أيضا ، وهي الجانب السياسي والجانب الاجتماعي والجانب الذاتي .
أما الفصل الثالث والأخير فقد طرحت فيه الباحثة موضوعة "تيار القلق" في القصة القصيرة ، محددة الملامح الوجودية والعبثية في القصة القصيرة ، ثم الملامح الرمزية وأخيرا القصة النفسية .
وختمت الباحثة كتابها بالإستنتاجات التي حددتها بما يلي :
-كان للعوامل الساسية والفكربة والاجتماعية دور كبير في تحديد مسار القاص العراقي
-سبّب العالم المعقد والمكتظ بالتناقضات والقهر انكفاء الأدباء على أنفسهم ولجوئهم إلى معالجات ذاتية غامضة
-اعتماد التجربة الذاتية محورا للتجريبية التكنيكية جعل النموذج يتكرر باستمرار
-كلما اقترب العقد الستيني من الانتهاء برزت ملامح جديدة تبشر بعودة القصة إلى الإنتماء
-ممارسة الأشكال الجديدة ضخّمت الإحساس بالغربة والانسحاق عند البعض من كتاب القصة
-شهدت فترة البحث جرأة كبيرة في استخدام شتى الأسالبيب العالمية الحديثة في السرد القصيي
-أصبحت القضية الفلسطينية قضية مركزية في القص
-أقحم بعض الكتّاب التساؤلات الفلسفية بالأجواء الأسطورية والرموز وتعمّد الغموض -ظل البطل في القصص ذلك المثقف المعزول المجرد من الحركة والفعل
-استخدم الكتّاب تداخل الأزمنة وجزئيات المكان والميل إلى الغنائية واستخدام المونولوجات الطويلة.