المرابون الجدد

أحدث نشاطات دار فضاءات للنشر والتوزيع

المرابون الجدد

للكاتب والإعلامي زكريا شاهين

"الكتاب اخطر من أن يجسده ملخص صغير"

صدر حديثاً عن دار فضاءات للنشر والتوزيع كتاب " المرابون الجدد" للكاتب والإعلامي زكريا شاهين، يقع الكتاب في 380 صفحة من القطع الكبير، وقد صمم غلافه الفنان المبدع نضال جمهور.

 في الكتاب، قراءة لأخطر تقرير نشر ولم يتم التنبه إليه بشكل جاد، لكن ما جاء فيه، ترجم إلى أعمال شهدتها ولا زالت بداية الألفية الثالثة.

 باتفاق عدد من الدول الغربية، تم استدعاء لفيف من العلماء والمختصين الى قرية نائية تقع في جبال الألب، وتدعى لوجانو، ليضعوا خططا تسمح للغرب بالسيطرة على موارد العالم.

 انعزل العلماء هناك، وبعد فترة قدموا تقريرهم المرعب الذي يقول بضرورة إنقاص سكان الأرض إلى نصف ما هو عليه العدد الآن.

 فالصين على سبيل المثال، تعد مليارا وثلاثمائة مليون، فإذا أراد كل صيني ان يستهلك بيضة كل يوم، فان بيض العالم لن يكفيه، أما إذا قرر شرب زجاجة من الجعة، فان قمح العالم لن يصنع الكمية المطلوبة، وما ينطبق على الصين ينطبق على الهند واندونيسيا ودولا عدة، فما العمل لإنقاص عدد سكان الصين الى ثمانية مئة مليون، وكذلك سكان الهند؟.

 اما بالنسبة لدول ما يسمى بالعالم الثالث، فإن سكانها يطلق عليهم بحسب تسمية العلماء أولئك، النفايات السكانية، وعليه، فان مصيرهم يجب ان يكون كالنفايات تماما، خاصة وان بلدانهم تزخر بالموارد التي لا يعرفون استغلالها دون مساعدة الغرب، فلماذا يساعدهم؟

 يقولون ان نظرية مالتيس التي تتحدث بان الكوارث هي وسيلة الطبيعة لإنقاص البشر في سبيل الحفاظ على الموارد لم تعد تنفع، إذن لا بد من وجود فعل أقوى من الكوارث ومن تفاصيل تلك النظرية.

 ان إنقاص البشر لن يتأتى الا بموتهم، وعليه، فتشجيع الأفعال التي تؤدي إلى هذا المصير ضرورة للغرب، الأفعال تلك، ودون الدخول في التفاصيل، تتلخص بشن حروب بعد صناعة أسبابها، بإذكاء صراعات الهوية قومية كانت ام مذهبية، تفتيت الدول الكبرى بتشجيع ثورات الأقليات، تشجيع الجريمة المنظمة وصناعة الموت من خلال المخدرات والجنس، خاصة تشجيع المثليين الجنسيين ناقلي الأمراض كمرض نقص المناعة، إعادة صناعة الأمراض المنقرضة في الدول الصالحة لذلك كالملاريا والجدري والتوفئيد ، الحد من مساعدة مرضى نقص المناعة بعدم تسهيل الحصول على أدوية، اختراع أمراض جديدة كأنفلونزا الدجاج والخنازير وغيرها، تشجيع الاضطرابات والإضرابات النقابية وحتى إضراب سائقي الشاحنات والشرطة في الدول المنشودة لشل اقتصادها تحت دعاوى الديمقراطية، تشجيع كل ما يمكن ان يؤدي الى العنف.

 الكتاب يرصد ما جاء في التقرير، وتطبيقاته على ارض الواقع، فيرى تيمور الشرقية ويرى كيف يموت المهاجرون في البحر، ويرى كيف ان قرى بكاملها في بعض البلدان انتهت بسبب اصابة معظم سكانها بمرض نقص المناعة، وكيف عادت الأمراض القديمة الى العديد من الدول الأفريقية، وكيف دخل مرض سارس إلى الصين وهكذا.

 أما في الحروب فنرى الحروب الأفريقية اليومية ثم حرب العراق وأفغانستان وتفتيت يوغسلافيا واندونيسيا.

 حروب الهويات في كل مكان، بدأت في دول البلقان ولم تنتهي في مصر حيث تشجيع الاقباط.

 حروب الهويات الدينية يقودها الغرب الذي يقول انه يتعاطف مع المسلمين مثلا كما كان الحال في كوسوفو، او مع المسيحيين في جنوب السودان وهكذا.

في الرصد للتقرير، نرى للعرب نصيبا كبيرا، السودان اليمن الصومال لبنان وغيرها

 يلجأ العلماء إلى تبرير كل ذلك على طريقتهم بالقول ان الرابحون أفضل من الخاسرين، يمجدون السوق إلى درجة وضعه في مصاف الرب، يطوعون الكتاب المقدس لخططهم حين يستشهدون بما ورد في الإنجيل تأكيدا لتوجهاتهم وهكذا.

في الرصد بعد ملخص ما جاء في التقرير، متابعة لأحداث عام2003، وهو العام الأكثر دموية، من خلال مقالات مختلفة تصب في نفس السياق للكاتب، نشر معظمها في صحف تصدر في الغرب.

الكتاب اخطر مما يمكن ان يجسده ملخص صغير.

-      ومن الجدير بالذكر أن الكاتب عمل كرئيس تحرير مجلة إلى الأمام – 1978 -1984 بيروت ومديراً لإذاعة القدس – 1987 – 1990 ومدير تحرير لمجلة أمواج-طرابلس وكاتبا في مجلة الجيل الجديد- حيفا، وهو الآن من أسرة تحرير صحيفة العرب اللندنية وقد كانت اطروحة الدكتوراة التي نالها من جامعة أم درمان - السودان "السقوط في براثن الشمال المتوحش – حروب الموارد"

-      وقد صدر له مؤخرا رواية " الرجل الذي لم يكن هناك" عن دار فضاءات، ومن أهم أعماله، شتلات الزعتر وجنازير الدبابات، الفكر الصهيوني بين النظرية والممارسة، ستة أيام في أفغانستان، حقوق الإنسان = الصورة والظل – عربي انكليزي، فلسطين في زمن التحولات، تفاحة قابيل = عربي انكليزي