نجمة كنعان، المقاومة المدنية والثقافية الفلسطينية

أحدث نشاطات دار فضاءات للنشر والتوزيع

مع جمعية البيارة الثقافية

دار فضاءات والبيارة تشهرانه خلال معرض أبو ظبي الدولي للكتاب

معركة الهويّة

 تعكف دار فضاءات للنشر والتوزيع وجمعية البيارة الثقافية، بالعمل حاليا على إنجاز  كتاب "نجمة كنعان، المقاومة المدنية والثقافية الفلسطينية – معركة الهويّة" ليكون حاضرا لإشهاره في معرض أبو ظبي الدولي للكتاب – الدورة الحادية والعشرون، المزمع عقدها شهر مارس/آذار 2011، ويأتي هذا الكتاب ضمن رؤية البيارة وأهدافها التي تُعنى بشؤون الثقافة والمجتمع، وتسعى لحماية كرامة الإنسان وثقافة أرض وشعب فلسطين، عبر إنجاز أعمال إستراتيجية تبقى وتتطور لفائدة المجتمع، ضمن رؤية شاملة لفلسطين كبلد عربي وشعب له جذور ينشد الحرية والازدهار.

كيف يتطور النضال الفلسطيني ويتحول من شكل إلى آخر؟ ومن فكر وفلسفة إلى فكر وفلسفة أخريين؟ كيف يستخدم أدوات أدبية وفنيّة وثقافية متعددة؟ وما وظائف هذه الأدوات؟ وكيف تتحول المظاهرة إلى تعبيرات إنسانية بالغة الرمزية والدلالة، وتستفز رغم سلميّتها عنف الاحتلال فتفضحه وتكشفه؟ كيف يمكن أن يكون ارتداء المرأة الفلسطينية الثوب التقليدي نوعاً من النضال الوطني؟ وهل هو نوع من إعلان الهوية؟ أم هو جزء من التشبث بها؟ أم تحول يعتريها؟ أم أنه خلقٌ وصناعة لها؟ كيف تتحول نجمة كنعان الأسطورية -إحدى أهم زخارف تطريز الثوب الفلسطيني- إلى عنوان هوية ونضال؟

هذه الأسئلة كلها أثيرت وأجيب عن بعضها في دراسات وأبحاث. ولكن الأسئلة لم تنته، أو أنّ الإجابات لم تكن دائماً شافية تماماً، إضافة إلى أنّ الدراسات الأكثر عمقاً وتحليلاً لهذه الموضوعات جاءت باللغة الإنجليزية أكثر منها بالعربية، مما يزيد حاجة القارئ العربي إلى الكتب والدراسات التي تعينه على سبر غور هذه القضية، وهو ما يحاول هذا الكتاب أن يسهم فيه، خصوصا في مقدمته التي قدمت عرضا لأهم النظريات والدراسات العلمية التي تناولت موضوع الهوية، مع تطبيقها في الحالة الفلسطينية.

تُقدّم فصول هذا الكتاب، مواد تمثّل في جزء مهم منها مصادر أولية، غير منشورة، أو أنّها اعتمدت على قراءة معمقة تحليلية ومقارِنة لكثير من المصادر الأولية، وبذلك يمكن للكتاب أن يقدّم للقارئ غير المتخصص مادةً توثيقية وصفية في فصوله، حيث يستعرض د. أحمد جميل عزم (محرر الكتاب) في الفصل الأول من هذا الكتاب تجارب فعلية "لحالات من جوع الفلسطينيين"، فيما يتضمن الجزء الثاني من الفصل الأول تتبعاً لتوثيق هذه الحالات والتعبير عنها في الأدب، وتحديداً في الرواية الفلسطينية. ثم يتحدث في الجزء الثالث من الفصل عن أثر حالات الجوع والتجويع في أنماط السلوك والشخصية على اختلافها، وهي آثار إيجابية أحياناً وسلبيةٌ أحياناً أخرى.

ويدرس الفصل الثاني، تجربة قرية "بلعين" في المقاومة السلمية والشعبية، المدعومة بتضامن عالمي عملي واضح، ويعتمد الباحث عبد الغني سلامة في جزء كبير من دراسته على مقابلات وملاحظات ميدانية وشخصية، وتتضمن مصادره لقاءات أجريت مع ناشطين كانوا مطاردين من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.

في الفصل الثالث يقدّم مروان بركات مراجعة لوضع مدينة القدس، تبدأ بتوضيح جغرافية المدينة المتغيّرة بفعل الحروب وقرارات الاحتلال التوسعية، ويشير بركات إلى كيفية تغيّر "تخيّل" الجغرافيا في عقول الناس من موقف إلى آخر وضمن السياقات المختلفة، كما يقدّم توثيقاً للآثار الاجتماعية، التي تقترب أحياناً من الكوميديا السوداء، المضحكة المبكية، لآثار بناء جدار الفصل العنصري الإسرائيلي على حياة المقدسيين.

وفي الفصل الرابع تعرض نورا جبران وسلام عفونة توثيقاً لفكرة استخدام ثوب المرأة الفلسطينية المطرز رافعة نضالية لصنع الهويّة الوطنية والحفاظ عليها، من خلال مقدمة عامة لأنثروبولوجيا الثوب الفلسطيني، وكيف يتم فهمه في العقل الفلسطيني الجمعي، ثم تقدمان تجربة عملية شخصيّة ومؤسسية للحفاظ على هذا الثوب، متمثلة في تجربة الناشطة مها السقا.

أما الفصل الخامس، فيقوم على مقابلة مع الفنانة التشكيلية، تمام الأكحل، ومسيرة نحو ستين عاماً في استخدام الألوان واللوحات في بناء الهوية، وتعبئتها في سياق معركة ضد الاحتلال.