الإسلام المعاصر الوجه الآخر
الإسلام المعاصر الوجه الآخر
والقضايا الجدلية
صدر عن الدار العلمية للنشر والتوزيع في القاهرة ، وبالتعاون مع منشورات الفرات ، كتاب الإسلام المعاصر الوجه الآخر ، للكاتب والإعلامي السوري ثائر الناشف .
يقع الكتاب في 185 صفحة من القطع المتوسط، ويقدم الكاتب ثائر الناشف (28) عاماً في مؤلفه " الإسلام المعاصر الوجه الآخر " العديد من القضايا السياسية ذات الصلة المباشرة بالإسلام، كالإرهاب والأصولية والعلمانية والإصلاح الديني والحوار مع الغرب ، ساعياً إلى معالجتها برؤية نقدية تحليلية، ومستخدماً في الوقت ذاته أسلوب الربط والمقارنة بينها وبين الأديان الأخرى، وطريقة تعاملها مع تلك القضايا.
فالمعنى الذي انطوى عليه عنوان الكتاب ، اقتضى من الكاتب الربط بين ثابت الإسلام ( النص ) ومتغير القضايا المعاصرة ، لإبراز الوجه الآخر لكليهما برؤية نقدية، اعتمدت أشد الاعتماد على أسس التحليل الثقافي ، واضعة في اعتبارها المقدمات الأساسية للإسلام، وما يتعارض معها أو يتوافق من رغبات الفرد والجماعة.
ويفرد الكاتب في الفصل الأول مساحة واسعة لقضيتي التطرف والإرهاب وعلاقتهما المباشرة بالإسلام قديماً وحديثاً ، طارحاً في سبيل ذلك ، سلسلة من التساؤلات العميقة من قبيل ، هل الإرهاب ديدن الإسلام ؟.
كما لم يخلو الكتاب في الفصل الرابع ، من المقاربة الجادة بين قضايا الإسلام والعلمانية ، من خلال ركون الكاتب إلى استخدام أسلوب المقارنة بين الإسلام والمسيحية من ناحية ، وبين الإسلام واليهودية من ناحية أخرى ، نظراً للاختلاف العميق بين القضايا المتصلة بالإسلام ، سواء كانت سياسية أو ثقافية أو اجتماعية، عما هو عليه الحال لدى المسيحية أو اليهودية من قضايا جوهرية .
وتظهر لغة الاختلاف بين دين وآخر ، في الفصل العاشر، الذي خصصه الكاتب ، لمحاولة فهم الحوار داخل الدين نفسه ، ومع الأديان الأخرى .
ويرى الكاتب ثائر الناشف، أن الاختلاف في لغة الحوار مع الآخر، له ما يبرره، فلكل دين سماته وظروفه التي تميزه عن غيره من الأديان، وتضفي على القضايا المتصلة به، كقضيتي الديمقراطية والأصولية، خصوصية تختلف في فهمها وتطبيقها عن غيرها من القضايا.
أما الرؤية النقدية التي حملها الكتاب في طياته، فالهدف منها النظر إلى الإسلام وقضاياه المعاصرة، نظرة أفقية من الداخل ومن كل الوجوه وجميع الاتجاهات.
وبما أن الإسلام المعاصر كدين وعقيدة على احتكاك مستمر بدنيا السياسة، رغبة من فقهائه في توجيه مسار الحياة حسب الشرائع والمعتقدات، وفق ما بات يعرف اليوم بظاهرة الإسلام السياسي، فإن تشريح تلك الظاهرة المستجدة بين المتدينين وأسلوب تعاطيهم مع قضايا المجتمع والسياسة، رغم ما تنطوي عليه من مخاطر داهمة وسلبيات كبيرة، كان من جملة الأهداف التي عمل الكاتب على تقديمها للقارئ بكل جرأة وموضوعية.
وللكاتب العديد من المؤلفات الصادرة حديثاً إلى جانب هذا الكتاب ، منها مسرحية الزمن الرديء ، وظل الديكتاتور ، وكتاب الطائفية في سوريا رؤية من الداخل .