مُحَمّد مُشْتَهَى الأُمَم
البشارات بنبيّ الإسلام في التوراة والمزامير والأناجيل
مُحَمّد مُشْتَهَى الأُمَم
أضخم موسوعة علمية تحتوي على شهادات فلاسفة الغرب عن نبيّ الإسلام.
أربعة آلاف راهب وقسيس ومؤرخ ومستشرق شهدوا بعظمة النبيّ الخاتم.
الأناجيل بشّرت بقدوم نبيّ عظيم القدر يضع السلام في الأرض ولا يكون لدينه نهاية.
نزار يوسف
كتاب (مُحمّد مُشْتَهَى الأُمَم) يعد من أهم الكتب التي تنافح عن الإسلام ونبيه، وتدفع الشبهات والمغالطات التي حاول الآخر أن يلصقها ظلماً وزوراً. وقد اعتمد -المؤلف- المنهج العقلاني في عرض صورة الإسلام. بلْ إنّ أبرز ما تميز به الكتاب أنه اقتصر على نقل شهادات غير المسلمين فقط سواءً كانوا أحباراً أوْ رهباناً أو قساوسة أو مستشرقين أو فلاسفة أو مؤرخين أو أدباء من الغربيين أو النصارى العرب! هذا، وقد حشد -المؤلف- مئات الشهادات التي أدلى بها الغربيون في حق الإسلام ونبيه، أمثال: ادوارد رمسي، وفولتير، وكويليام، ولايتنر، ولامارتين، وبرناردشو، وجوته، واللورد هدلي، والسير بودلي، وإرنولد توينبي، وسيجريد هونكة، وآن ماري شيمل، ورودي بارت، ونولدكه، وجارودي، ودُرّاني، وهوفمان، وباول شيمتز، ومايكل هارت، وديكارت، وجان جاك روسو، وولتر، وليبون، ومونتيه، وجيمس متشنر، وتولستوي، وسنكس، وكارلايل، وهامفري بريدو، والقس لوزان، والقس ميشون، وهانز كونج، وكارين أرمسترونج، وريتشارد جابريل، وألفريد واجنر، ورونالد جود، ووليم بيرشل بيكارد، وموريس بوكاي، وفان إنجلن، وجيمس جينز، وآرثر إدنجتون، وغيرهم من عباقرة الغرب وفلاسفته.
بلْ إنّ منهم أشد الناس تعصباً وكراهية للإسلام وحضارته أمثال: مرجليوث، وجولد تسيهر، والقس جورج بوش، واليهودي المتطرف برنارد لويس، وغيرهم.
إن هذا الكتاب (مُحمّد مُشْتَهَى الأُمَم) الذي اضطلع بتأليفه/ محمد عبد الشافي القوصي- الصادر عن مكتبة مدبولي الصغير بالقاهرة- والذي يقع في أكثر من 300 صفحة من القطع الكبير، ويحتوي الكتاب على 20 مبحثاً جاءت على النحو التالي: الوصية الأولى، أنوار النبوة، لماذا يكرهون الأنبياء؟ العهد الجديد، الاعتراف سيد الأدلة، ماذا يقول الكتاب المقدس عن مُحمّد؟ المسيح يبشّر بالمسيّا، وشهد شاهد من أهلها، فاسألوا أهل الذكر، نبي الإسلام في مؤلفات الكُتّاب والمؤرخين النصارى العرب، المعجزة الكبرى، دلائل النبوة، نبيّ الرحمة، نبيّ الملحمة، نبي الحب، النبيّ الخاتم، رسول الحرية، صاحب الرسالة العالمية، أركون العالم يحتفي بالمسيح، في عالم الجَمَال.
قبل أن يعرض -المؤلف- صورة الإسلام ورسوله الأكرم، وعظمة القرآن الكريم؛ واجه غير المسلمين بحقيقة كتبهم "المقدسة" فقدم عشرات الشواهد والأدلة والبراهين على ما اعتراها من أكاذيب وخرافات ومغالطات، وذلك بشهادة فلاسفتهم وعلماء اللاهوت أنفسهم، وشهادات دوائر المعارف العالمية. فدائرة المعارف البريطانية –التي تعدّ مفخرتهم العلمية- تقول: "إنّ أسفار التوراة (العهد القديم) جُمِعَت على عدة قرون كان آخرها في القرن الخامس الميلادي، ونتيجة امتداد زمن التأليف إلى أكثر من ألف سنة خضعت الأسفار لمؤثرات كثيرة عملت فيها بالزيادة أوْ النقصان .. ولعلّ في ذلك ما يبين بوضوح ما أصاب العهد القديم من تعديلات نتيجة لضياع النصوص، ثم التحريفات والتغييرات الناتجة عن النقل والترجمة". لذلك يتناقش رجال اللاهوت حول بعض الأسفار وهل هي حقاً من أسفار "العهد القديم" أمْ دخيلة عليه، خاصة ما ورد في سِفْري: الجامعة، ونشيد الإنشاد!
إن علماء اليهود أنفسهم -الذين تخصصوا في نقد العهد القديم- يشهدون أن أسفار العهد القديم هي ركام من الاختلافات والتحريفات، ويقولون: "إن هذه الأسفار المقدسة هي من طبقات مختلفة، وعصور متباينة، ومؤلفين مختلفين .. فلا ارتباط بينها، سواء في أسلوب اللغة أمْ في طريقة التأليف". وشهادات أحبار اليهود على التحريف، جمعها العالِم اليهودي "زالمان شازار" في كتابه (تاريخ نقد العهد القديم من أقدم العصور حتى العصر الحديث).
لذلك؛ فإن الكنائس مازالت مختلفة في كثير من هذه الأسفار .. فالكاثوليك -مثلاً- يؤمنون بثلاثة وسبعين سِفْراً. بينما الأرثوذكس لا يؤمنون إلا بستة وستين سِفْراً فقط! ويقول البابا شنودة -بابا الأرثوذكس المصريين- "إنّ أسفار العهد القديم الحالية قد حُذِفَتْ منها الأسفار القانونية". كما جاء في جريدة "وطني" بتاريخ 2006/10/5م.
يضيف -المؤلف- قائلاً: ولا نعجب كثيراً مما قالته دائرة المعارف وما قاله علماء اللاهوت في شأن كتبهم .. فالكتاب "المقدس" نفسه يعترف بتحريفه: جاء في (سِفْر إرمياء 8: 8): "كَيْفَ تَدَّعُونَ أَنَّكُمْ حُكَمَاءُ وَلَدَيْكُمْ شَرِيعَةَ الرَّبِّ بَيْنَمَا حَوَّلَهَا قَلَمُ الْكَتَبَةِ المُخَادِعُ إِلَى أُكْذُوبَةٍ؟"
الأخطاء الـ 50 ألف الواردة في الإنجيل"
فأقدم المخطوطات الموجودة للأناجيل الأربعة هي Codex Sinaticus Codex vaticanus And Cocex Alexandrinus ترجع إلى القرن الرابع والخامس الميلادي، ولا أحد يعرف مدى التعديلات أوْ طبيعتها التي أُدخِلت على هذه الأناجيل في الفترة السابقة.
جاء في مخطوطة Bodmer الثانية التي صدرت سنة 200 م والتي وضعت اسم "يوحنا" إلى جانب الإنجيل المنسوب إليه: أن الأناجيل الأربعة وأعمال الرسل صدرت في أول الأمر دون ذكر اسم المؤلف، ثم وضعوا أسماء مؤلفيها على حسب ظنهم في القرن الثاني الميلادي.
وقد ورد في مجلة التايمز Times الصادرة في 30 ديسمبر 1974 مقال تحت عنوان: "إلى أيّ مدى وردت الحقيقة في الإنجيل وتستطيع أن تطلب نسخة مجانية عن الأخطاء الـ 50 ألف الواردة في الإنجيل" والتي أُعيد طبعها ونشرت في مجلة اليقظة المسيحيةChristian Awakening في 8 سبتمبر 1957 فلا عجب إذا علمنا أنه يوجد أربعة آلاف نص باللغة اليونانية للإنجيل الواحد!
وفي كتابه "تحريف الكتاب المقدس" يقول تونى باشبي T.Bushby: إن دراسته لنسخة الكتاب المقدس المعروفة باسم (كودكس سيناى Codex Sinai) وهى أقدم نسخة معروفة للكتاب المقدس والتي تم اكتشافها في سيناء، ويقال إنها ترجع للقرن الرابع، أثبتت له أن هناك 14800 اختلاف بينها وبين النسخة الحالية للكتاب المقدس .. وهو ما يثبت كم التغيير والتبديل الذي يعاني منه هذا الكتاب.
ويؤكد أنه لا يمكن لأحد أن يعرف حقيقة ما كانت عليه نصوص الكتاب الأصلي من كثرة ما ألمّ بها من تغيير وتحريف. وتكفي الإشارة إلى أنه في عام 1415م قامت كنيسة روما بحرق كل ما تضمنته كتب القرن الثاني، ويقال إنها كانت تضم الإسم الحقيقي ليسوع المسيح. وقام البابا بنديكت الثالث عشر بإعدام بحث لاتيني بعنوان "مار يسوع" ثم أمر بإعدام كل نسخ إصحاح (إلكساى Elxai) وكان يتضمن تفاصيل عن حياة ربي يسوع (Rabbi Jesu).
ويقولCadoux في كتابه (حياة المسيح): "إننا نجد مادة ذات طبيعة مختلفة ومتنوعة كل التنوع، ولا يمكن الاعتماد عليها والاطمئنان إليها في الوثائق الرئيسة التي يجب أن نلجأ إليها إذا ما أردنا أن نملأ الفجوات من مصادر أخرى في الأناجيل الأربعة، وعلى ذلك نجد أن عنصر الشك القاتل يغرينا بأن نتوقف في الحال، ونعلن أن المهمة ميئوس منها، كما أن المتناقضات التاريخية التي تحويها الأناجيل الأربعة والاستحالات التي وردت في بعض أجزائها قد استخدمت في دفع الحجج التي استشهدوا بها في أسطورة المسيح، وجميع هذه الاستحالات والمتناقضات التاريخية قد نقضتها اعتبارات أخرى. ومع ذلك فإن المتناقضات والأمور المشكوك فيها المتبقية على جانب كبير من الأهمية، وبالتالي نجد الكثيرين من المحدثين الذين لا يرتابون إطلاقاً في أن المسيح قد وُجِد حقيقة يعتبرون أي محاولة لاستخلاص الشكل التاريخي الحقيقي أمراً ميئوساً منه، بحيث لا يمكن إعادة تكوين قصة المسيح من بين الأساطير والرواسب التاريخية المتبقية في الأناجيل".
إن جميع علماء المسيحية وآباء الكنيسة، بلا استثناء يتفقون على ضياع جميع النسخ الأصلية سواء العهد القديم أو الإنجيل، ويعترفون أن كثيراً من الإخفاء والتحريف والتغيير قد وقع لأسباب سياسية، وتاريخية، ومذهبية، وغيرها.
حتى إنّ (لوقا) أيقن بوقوع التحريف في الإنجيل بعد رحيل المسيح مباشرة، فقال: "إني أتعجّبُ أنكم تنتقلون هكذا سريعاً عن الذي دعاكم بنعمة المسيح إلى إنجيل آخر. ليس هناك آخر غير أنه يوجد قوم يزعجونكم ويريدون أن يغيّروا إنجيل المسيح" (لوقا:1/ 6-8).
إذنْ .. فبأيّ كتاب يتعبّد القوم؟ وإلى أيّ شيء يحتكمون عند البحث عن الحقيقة؟!
وهم حيارى إزاء هذه القضية، وتبدو حسرتهم واضحة في هذا الأمر بالذات، ودائماً يقرّون بذلك أمام قرائهم ومستمعيهم الذين يتشوقون لمعرفة الحقيقة، للخروج من هذا المأزق العقائدي! وقد سجّلوا هذا الكلام في كثير من أبحاثهم ومؤلفاتهم، مثل: كتاب "مقدمة إلى الإنجيل" حيث يقول الأب روجي عن إنجيل يوحنا: "إنه عالَم آخر! فهو يختلف عن الأناجيل الأخرى في ترتيب واختيار المواضيع والروايات والخطب، كما فيه اختلاف في الأسلوب والجغرافيا والتعاقب الزمني للأحداث، وفي متنه أكثر من عنوان معارض، وفيه اختلافات في الآفاق اللاهوتية، واختلافه عن الأناجيل الأخرى في العديد من الأحداث والوقائع! وهناك كثير من الكتب التي أثبتت التحريف، مثل: "قاموس الكتاب المقدس" صفحة 844 الذي شارك فيه أكثر من عشرين قس من الكنيسة الإنجيلية وغيرها. وكذلك كتاب "فكرة عامة عن الكتاب المقدس" الصادر من دار مجلة مرقص القبطية. وكتاب "المدخل إلى العهد الجديد" للدكتور فهيم عزيز صفحة 111،112 فجميع هذه الكتب تؤكد "أن أقدم مخطوطة وصلت إلى أيدينا تصل إلى النصف الأول من القرن الثاني". وجاء في مدخل العهد الجديد صـ12 للآباء اليسوعيين أوْ الرهبانية اليسوعية، ما نصه: "نسخ العهد الجديد التي وصلت إلينا ليست كلها واحدة، بلْ يمكن للمرء أن يرى فيها فوارق مختلفة الأهمية"!
وإذا نظرنا مثلاً في صـ15 من كتاب "مرشد الطالبين إلى الكتاب المقدس الثمين" نجده يقول: "في رسالة بولس إلى العبرانيين ورسالة بطرس الثانية ورسالتي يوحنا الثانية والثالثة ورسالة يهوذا وسفر الرؤيا: إنه أثناء رحلة الكتب المقدسة وقعت أخطاء من زمان إلى زمان لعدم معرفة صناعة الطباعة يومئذ، فوقع الحذف والتغيير والخلل في الحروف والكلمات أثناء نسخها". وفي كتابه "مقدمات العهد القديم" يؤكد الدكتور وهيب جورجي كامل -أستاذ العهد القديم بالكلية الإكليريكية- أنه "لم تصلنا المخطوطات الأولى للكتاب المقدس، التي سبق أن دونها كتبة الأسفار بأقلامهم". وهذا ما أكدته أيضاً "دائرة المعارف الكتابية" في صـ 279 من الجزء الثالث. ويتفق كتاب "دليل إلى قراءة الكتاب المقدس" بقلم الأب اسطفان شربنتييه، والذي ترجمه للعربية الأب صبحي حموي اليسوعي صفحة 234 يتفق مع ما ورد في صفحة 19 من كتاب "مخطوطات الكتاب المقدس بلغاته الأصلية" للدكتور القس إميل ماهر إسحاق -أستاذ العهد الجديد واللاهوت بالكلية الإكليريكية واللغة القبطية بمعهد اللغة القبطية بالقاهرة- ما يلي: "ليس بين أيدينا الآن المخطوطات الأصلية، أيْ النسخة التي بخط كاتب أيّ سِفْر من أسفار العهد الجديد أوْ العهد القديم، فهذه المخطوطات ربما تكون قد استُهلِكت، أوْ قد تعرض بعضها للإتلاف أوْ الإخفاء في أزمنة الاضطهاد، لذلك من يدرس مخطوطات الكتب المقدسة بلغاته الأصلية أوْ ترجماته القديمة يلاحظ وجود بعض الفروق في القراءات بين المخطوطات القديمة، ويمكن إرجاعها إلى تغييرات حدثت عن غير دراية من الناسخ خلال عملية النسخ". ويزداد الأمر وضوحاً في كتابي: "مدخل إلى النقد الكتابى"، و"وحي الكتاب المقدس" للمهندس يوسف داود رياض- الذي عرض فيهما لكثير من الأخطاء والمتناقضات، ثم تساءل بألم وحسرة بالغة: "فأيّ قراءة نعتمد من هذه القراءات"؟!
وسواء كان التحريف والتبديل الحالي في الأناجيل وقع بحسن نية أوْ بسوء نية، فإنه حقيقة لا يمكن إنكارها أوْ تجاهلها، وها نحن نذكر بعضاً منها على سبيل المثال:
أولاً: اختلافهم في نسب المسيح: فقد ورد نَسَبه في إنجيل متى مُخالِفاً لما ورد في إنجيل لوقا. فإنجيل متى نَسَب المسيح إلى يوسف بن يعقوب وجعله في النهاية من نسل سليمان بن داود. أمّا إنجيل لوقا فنَسَبه إلى يوسف بن هالي، وجعله في النهاية من نسل ناثان بن داود عليه السلام. وهذا مع تناقضه مخالف لما في (إنجيل متى 1:23)!
ثانيا: اختلافهم في عدد آباء عيسى عليه السلام: ذكر إنجيل متى أنهم سبعة وعشرون أباً، في حين أن إنجيل لوقا جعلهم اثنين وأربعين أباً، فبأيّ القوليْن نأخذ وأيّ الروايتين نصدّق؟ عِلْماً أن الفارق كبير لا يمكن ترقيعه، فليس أمامنا هنا إلا أن نؤكد بشرية هذا العمل "الأناجيل".
ثالثا: اختلافهم في تعيين حواريي عيسى: فإنجيل متّى ذكر منهم لباوس الملقّب تداوس، بينما لا نجد لهذا ذِكراً في إنجيل لوقا، ونجد بدلاً عنه يهوذا أخا يعقوب. فهل يمكن أن يكون كتاب مُوحَى به من الله تختلف فيه أسماء الحواريين .. على قلة عددهم!
رابعا: اختلافهم في أمر عيسى بما يُسمّى العشاء الرباني: فما جاء في (إنجيل متى 26:26) وفي (إنجيل مرقص 14:22) يُخالف تماماً ما ورد في (إنجيل لوقا 22:19) عِلْماً بأن العشاء الرباني من الشعائر الهامة عند النصارى، فهل لنا أن نسأل أمام هذا الاختلاف بين هذه الأناجيل، فنقول: هل أمَرَ المسيح بما يُسمّى بالعشاء الرباني أمْ لم يأمر؟ فإنْ قيل: إنه أمر .. فمعنى هذا أن متى ومرقص قد أخفيا أو أسقطا أمره، وإنْ قيل لم يأمر فمعنى هذا أن لوقا قد زاد في إنجيله، وكلا الخياريْن يؤيد دعوانا بتحريف الأناجيل.
خامساً: اتهام من شَهِد على عيسى بالزور: فقد ورد في (إنجيل مرقص 14:57) في قصة محاكمة عيسى أمام شيوخ اليهود الذين اتهموه بالزندقة، حيث طلبوا من يشهد عليه، فقد جاء فيه: "ثم قام قوم وشهدوا عليه زورا" ففي هذه الرواية وصف لشهادتهم بأنها شهادة زور، في حين أن مضمون هذه الشهادة ثابت عن عيسى طبقاً لما ورد في (سِفْر يوحنا 2:19) فنحن بين خياريْن إمّا أن نُكذّب يوحنا أوْ نُكذّب مرقص!
سادسا: اختلافهم فيما وقع عند موت عيسى حسب زعمهم: ومن ذلك ما جاء في (إنجيل متى 27: 51-53) أن عيسى عليه السلام عندما أسلم الروح -زعموا- أن "الأرض تزلزلت والصخور تشقّقت، والقبور تفتّحت ..." ومع ذلك لم يرِد له ذكر في بقية الأناجيل!
سابعاً: اختلافهم في شخصية أُم المسيح! فإنجيل يوحنا يُنكِر أن تكون أُم المسح اسمها مريم! ويقول: إنّ مريم هي أخت أمه وزوجة كلوبا!
كل هذه الأمثلة تدل دلالة قطعية على أن هذه الأناجيل ليست وحياً من الله سبحانه، إذْ لو كانت وحياً لخلَتْ من التناقض والتضارب ومن الزيادة والنقصان، وهي حقيقة لا يمكن للنصارى دفعها .. كما أنها تحتاج إلى تبرير منطقي ممن يزعمون أن الأناجيل لم يدخل عليها التحريف!
وليس أدلّ على وقوع التحريف من أنه مازالت طبعات الكتاب "المقدس" تخضع إلى إضافات وتعديلات جوهرية إلى اليوم، فلا يوجد أيّ تشابه فيما بينها!
كلمة أخيرة
الحقيقة أن هذا الكتاب (مُحمّد مُشْتَهَى الأُمَم) غاية في الأهمية للمسلمين وغير المسلمين على السواء. فعن طريقه يعرف المسلمون النصوص اللاهوتية التي تحدثت عن الإسلام ونبيه وأمته. وقد حملت هذه البشارات أسماء وألقاب النبيّ الخاتم، بلْ تحدثت عن أوصافه بدقة متناهية بما فيها أنه يموت وفي رأسه ثلاث عشرة شعرة بيضاء في رأسه! وأنه أُميّ لا يكتب ويتنزّل عليه أعظم كتاب من السماء! وأنه يخوض الحروب بنفسه، وأنه يقبل الهدية ولا يأخذ الصدقة، وأنه يُصلي إلى القِبلتين، وأنه لا يُقابل السيئة بمثلها، ولا يزيده جهل الجاهل إلا حِلْما، وأنه حَجَر الزاوية المُتمّم للبناء، وأنّ أمته آخر الأمم ظهوراً في الدنيا، لكنها أول الأمم التي ستأخذ حسابها في الآخرة -كما ورد في الإنجيل. ليس هذا فحسب، بلْ أوضحت بشارات العهد القديم إلى مكان مولده بمكة، وزمان مولده، وبعثته، وهجرته إلى يثرب، وغير ذلك مما كان من أمر هذا الرسول النبيّ الأُمي. وغير المسلمين سيكتشفون حجم الكارثة التي أحلّت بكتبهم من التحريف والتزوير عبر القرون الماضية. وسيتأكدون أنهم يعيشون في أوهام .. بلْ في ظلمات بعضها فوق بعض!