د. ناهضة مطير حسن: دراسات في تاريخ المرأة العراقية
كتب .. كتب .. كتب :
ثمانية عشر
د. ناهضة مطير حسن:
دراسات في تاريخ المرأة العراقية
د. حسين سرمك حسن
عن دار تموز للطباعة والنشر بدمشق ، صدر كتاب بعنوان "دراسات في تاريخ المرأة العراقية من خلال نظرة الآخر لها وتوجهاتها الفكرية" ، للدكتورة "ناهضة مطير حسن" .
في "مقدّمة" الكتاب (111 صفحة) أشارت الكاتبة إلى إلى الدور المتميّز الذي شغلته المرأة في الفكر الإنساني عبر كل العصور ، فقد ابتدأ الكون بخلقها ، وتمخض وجودنا نحن عن وجودها . لكن حاول البعض – واعتبرت المؤلفة ذلك مرضاً – أن ينتقص منها في كثير من الأمور ، عارضاً حججاً ذهبت أدراج الرياح (ص 9) .
وفي العادة تكون المقدّمة في جانب منها مخصصة لعرض "الهدف" من البحث ، لكن المؤلفة انتقلت مباشرة إلى طرح أقسام الكتاب وهي ثلاثة مباحث تناولت في الأول موضوعة : صورة المرأة في المؤلفات العراقية إلى نهاية القرن الخامس الهجري / الحادي عشر الميلادي . أي أننا الآن نتعرّف على المرحلة التاريخية التي تعالج بها الكاتبة موقف "الآخر" من المرأة ، كما نفهم من العنوان أن المقصود بالآخر هو "كتّاب المؤلفات العراقية" إلى نهاية القرن الخامس الهجري ، ولم تُحدّد الباحثة نقطة البدء الزمنية (من القرن كذا إلى نهاية القرن الخامس الهجري) . وفي توطئة هذا المبحث تقول الكاتبة :
(سنركّز (في هذا المبحث) على المؤلفات العراقية التي استقلت في عناوينها أو محتوى مبحث من مباحثها عن المرأة تحديداً مع الأخذ بنظر الإعتبار إن كتب التراجم والطبقات قد ذكرت فصولاً مستقلة عن النساء كما للرجال سنعتمدها ضمن المؤلفات التي كُتبت عن المرأة في الفترة موضوع البحث) (ص 16) .
ثمّ تبيّن الباحثة أنّ بحثها يحاول الإجابة عن عدة أسئلة في مقدّمتها متى بدأ تأليف الكتب عن النساء ؟ وما هي اسباب اندفاع بعض الكتّاب في الكتابة عن النساء وانكفاء البعض الآخر ؟ وهل كانوا بالمستوى الذي يمكن الوثوق فيه برواياتهم ؟ وأي المدن العراقية عُرفت بكثرة كتاباتها عن النساء ؟ ) (ص 16) .
ثم تناولت دوافع وأسباب الكتابة عن النساء ، والمدن التي تميزت بكثرة كتاباتها عن النساء وهي – حسب التسلسل – البصرة ثم الكوفة فواسط فبغداد ، وتستنتج الباحثة استنتاجاً مهماً وهو أن تلك المؤلفات تناولت كل ما يخص المرأة ، ولكن الأمر الأكثر جاذبية كما تبيّن من المؤلفات هو بلاغتهن وحكمتهن وخصوصا في العصر العباسي (ص 28) .
كما تشير الباحثة بحق إلى أنها من خلال مراجعتها لعناوين الكثير من المؤلفات في القرن الثاني الهجري ، اكتشفت مستوى الرقي الذي وصل إليه العراقيون في التعامل مع النساء بشكل قد يفوق في بعض الأحيان ما هم عليه في الوقت الحاضر (ص 19) .
أمّاالمبحث الثاني فقد خصّصته الباحثة لطرح "أثر المحدّثات البغداديات في إثراء الحركة العلمية خلال القرنين الثالث والرابع الهجريين / التاسع والعاشر الميلاديين ، مع جدول بأسمائهن كبغداديات أصيلات أو ممن رحلن لها وسكنّ فيها (إثنتى عشرة محدّثة) .
أمّأ المبحث الثالث والأخير فقد عرضت فيه "طرق تصوّف النساء في العراق إلى نهاية القرن الثامن الهجري / الرابع عشر الميلادي" ، وهو دراسة تاريخية عن جهود النساء العراقيات المسلمات في التأسيس الفكري والسلوكي للمدارس الصوفية من ناحية مناهج تصوفّهن ، ومسالك عباداتهن ، وختمته بثلاثة جداول : ضمّ الأول متصوّفات أهل البصرة (ثلاثون متصوفة) ، والثاني متصوفّات بغداد (تسع عشرة متصوفة) ، وواسط (أربع متصوفات) ، والمجموع الكلّي ثلاث وخمسون متصوّفة .
في الخاتمة تستنتج الباحثة أن المرأة عموما قد ألهمت الرجل - وتحديدا الكتّاب والمؤلفين الكبار - الكثير من الأمور التي تتعلق بجمالها أو بلاغتها وحكمتها . ولعلّ أبرز النتائج هي الشجاعة والجرأة التي تميّزت بها المرأة العراقية حيث تحدّت كل الظروف الطارئة والمفروضة على المجتمع العراقي وأصعبها التقاليد الموروثة التي تحبس المرأة ، بخلاف أيامنا هذه حيث تجرأ الكثيرون على جعل المرأة ، وتحديدا المميزة ، خصما لهم لتبدأ بعده حملات تشويه صورتها (ص 103 و104) .
والدكتورة ناهضة مطير حسن حائزة على دكتوراه فلسفة في التاريخ عام 2003 ، وماجستير في التاريخ الإسلامي ، وهي أستاذ مساعد في مادة التاريخ الإسلامي والحضارة العربية والإسلامية في جامعة واسط . صدر لها كتاب سابق عن دار تموز أيضا عنوانه "الأمراض والأوبئة في العراق وآثارها في العصر العباسي" (2013) . ولها آخران تحت الطبع هما : "التربية والتعليم في عصر المرابطين في بلاد المغرب" ، و "أهل الحديث في العراق ودورهم في الحركة الفكرية في العصر العباسي الأول) . كما نشرت عشرة بحوث أخرى في موضوعات تاريخية مختلفة.