أحتمل الوجود
"أحتمل الوجود"
أول مجموعة شعرية لمحمد أنوار محمد
جمال الموساوي
سبق الكثيرين إلى طريق الشوك، وحمل قلمه صليبا ليصعد درجات الشعر رويدا رويدا. لكن تأنيه في كل شي، حتى في الابتسامة، جعله يتأخر عن الكثيرين أيضا. عندما بدأ محمد أنوار محمد النشر في أواخر الثمانينيات، على صفحات كانت تشكل «منتجعا» يأوي إليها الشباب ليستلقوا فيها على حلم بمجد تبنيه الحروف ويتأسس على الكلمات ، لم يفطن أحد إلى أن الزمن يمضي سريعا وتبدأ البرودة تدب في الأوصال، ليس لأن الطقس بارد، بل لأن يومي الحياة ضاغط، والحاجة هي أكثر إلى ما يخطي أفق الحياة نفسها ويضمنها أيضا. هذه البرودة في الواقع لم تكن حقيقية لأن الجذوة المشتعلة لا تموت بل تستسلم للرماد إلى حين، وتظل على أهبة للاشتعال متى دعيت لذلك
تأخر أنوار، بالرغم من حضوره الذي كان ملفتا في الجرائد المغربية وفي عدد من المجلات العربية. هو لم يتأخر عن الكتابة لكنه تأخر عن أن يبعث إلى القارئ بمجموعة شعرية متكاملة تمكن هذا الأخير من الوقوف على تجربة شعرية حقيقية تتجاسر على الضغط وتتحداه، بل تتجاوزه إلى منابذها لتكتب قصيدة تقطر أناقة وشعرية. قصيدة تجمع الكلمة التي قد يبدو بسيطة في اللفظ والمظهر، لكنها عميقة وفلسفية في المعنى والجوهر. لقد نحى أنوار إلى التأمل في الحياة وإلى الاحتماء بالكلمة الشعرية لبث رؤاه ذات الأبعاد الفلسفية التي تسائل عمق الكائن، وتبحث في أسباب وجوده، ومنابعه ومصيره أو مصائره
منذ البداية
طار بي أوج الفرح
فمطيتي الكلمات
والأنحاء تهتف بي
توسع وارتفع
هذا بعضٌ من الشاعر محمد أنوار محمد وهذه أولى مجموعاته الشعرية