سفر على سفر

جديد الأديب سلمان ناطور:

سفر على سفر

ما تيسر من رحلة الداخل ورحلة الخارج

*رام الله- "تفانين"- عن مؤسسة تامر للتعليم المجتمعي في رام الله صدر كتاب جديد للأديب سلمان ناطور بعنوان: "سفر على سفر/  ما تيسر من رحلة الداخل ورحلة الخارج" وهو الثاني في ثلاثية يطلق عليها : "ستون عاما/ رحلة الصحراء"، حيث كان الكتاب الأول "ذاكرة" الذي صدر في العام الماضي عن مركز بديل والثالث "انتظار" وسيصدر في خريف 2008. وتقدم هذه السلسلة مشاهدات وخواطر وحكايات بأسلوب سردي أدبي متنوع مما كان حصده في ثلاثين عاما من الانشغال في الذاكرة الفلسطينية ورواية الماضي والحاضر الذاتية التي تجمع بين سيرة الكاتب وشعبه بانتمائه الى الجيل الذي ولد عقب النكبة وعايش كل ما خلفته.

يقع الكتاب الجديد في 84 صفحة ويهديه الى حفيدتيه: سلمى ومي. وفيه يستعيد رحلاته في الوطن وفي ثلاث عواصم أوروبية هي: روما وباريس ولندن، حيث يحمل الى هناك هموم شعبه ووطنه وبحث الفلسطيني الدائم عن وطن كهاجس يجعله ينظر الى الحياة بجدية مؤلمة في أحيان وبسخرية لاذعة في أحيان أخرى، وقد استعاد فقرات كثيرة ضمها الى الكتاب بصياغة جديدة من خمسة كتب صدرت له من العام 1991 وحتى العام 2000 لتشكل هذه الصياغة أسلوبا مجددا يعتمد على الجملة القصيرة ولها ايقاع كايقاع السير على القدمين أحيانا وفي أحيان أخرى التحليق في الفضاء وفي الخلفية فنانة فلسطينية في السابعة والخمسين تحلم بالعودة الى بيسان فيشكل حضورها في الكتاب بنية روائية خالية من الدراما ولكنها تثير تشوقا ليس لمعرفة ما حل بها باعتبارها بطلة رواية بل بوطنها الذي فقدته حين كانت طفلة صغيرة ولكنه لا يفارقها.

يستهل الكاتب مؤلفه بصفحة تحت عنوان: " قبل أن نغادر" وفيها يشير الى ما في الكتاب والى ما ليس فيه، يقول:

ليس في هذا السفر ما يثير الدهشة  وليس فيه ما يعلم عن مكان قديم أو جديد

ليس سيرة وليس مسيرة وليس رواية وليس أدب الرحلة والترحال

ليس وصفًا لعبقرية المكان وليس مرحلة ولا قضية

ليس فيه ما يلفت النظر وليس حداثة ولا شعرًا

ليس فيه جديد وليس جديدًا

ليس عن الفلسطيني المشرد ولا عن الفلسطيني الباقي في وطنه

ليس عن الإنسان

ليس عن المكان ولا عن المنفى ولا عن الوطن

ليس عنّي وليس عنكم

هو سرد بلا   فواصل ولا نقاط ولا هلالين ولا قوسين ولا معترضين

هو نصّ لعلامات السؤال وعلامات التعجب

هو المكان الفلسطيني بلا حدود والزمان الفلسطيني بلا بداية ولا نهاية

هو الإنسان الفلسطيني بلا مكان ولا وطن ولا زمن ولا أمل ولا حلم

هو اللا مكان واللا زمان واللا أرض واللا سماء

هو نفي مطلق وهو فكرة مجردة وهو لا شيء

 تمامًا لا شيء

ومن هنا تبدأ الحكاية