المقبرة في ساعة متأخرة من الليل

يوسف هزيمة في

هل أحيا الجاحظ 

ياسر الجسار

[email protected]

صدر للإعلامي  والروائي يوسف هزيمة كتاب «المقبرة في ساعة متأخرة من الليل»، عن دار «المحجة البيضاء» في بيروت. يضم باقة من القصص القصيرة، ، وتتنوع بين أدب السيرة والرحلة والأخلاق والاجتماع والفن والتأمل والوصف والنقد الساخر.  والقاسي أحيانا والذي يشبه الى حد بعيد بأسلوبه اسلوب الأديب اللبناني  الراحل مارون عبود. يصادف القارئ في بعض القصص مجموعة من الشخصيات الحقيقية، التي عاش او التقى بها الكاتب هزيمة، كما يلجأ هزيمة الى استخدام شخصيات وهمية في العديد من الأقصوصات  .

 مجموعة الاقصوصات واقعية من عاديات الأيام، تحكي الواقع اللبناني واحداثه، يجلسك هزيمة الى جانبه في البيت أو العمل أو السيارة، أو يغدو بك الى أحوال الجيران وأوضاع ابناء القرية. أقصوصات تلتزم قضايا الناس في وطن تكثر قضاياه وتتعدد شجونه وتقل شؤون المسؤولين عنه.
  سيارة قديمة "تقطع" في الطريق وفي ظروف سيئة، من يحوز رخصة سوق عمومية في لبنان يمتلك الشوارع والأمكنة والأزمنة... وحتى الناس. راكبو الدراجات النارية الذين يزعجون الناس ليلاً ونهاراً. واخبار الاساتذة طريفة وعبرة لمن يعتبر في بلد صار العلم فيه "نَوَرُ" واصحاب المهن لكل طرفة وحكاية.
   ذكرى اسبوع، تتكرر كل اسبوع فتجعل البلدة في عزاء دائم. وبذلك يعكس صورة للموت فيها. هدفه ان يجعل لكل قصة مغزى وعبرة مستمدتين من البيئة الجنوبية التي بنى عليها علاقاته الشخصية  .

       القصص بمجملها ذات منحى تعليمي او توجيهي واعتماد يوسف هزيمة على سرد الاحداث ووصف العلاقات أغنى  القصص بالطابع الدرامي، خصوصاً حين يفاجئ القارئ بومضات فكاهية  .وعلى رغم ان القصص من وقائع الحياة ففيها أحياناً بعض الغرائب والعجائب التي تثير الخيال، وتدفع الى تقدير النقد الساخر الذي أجاد فيه هزيمة حتى بتنا وكأننا أمام الجاحظ من جديد