اللون ودلالاته في القرآن الكريم
مناقشة رسالة ماجستير بلاغة في جامعة مؤتة
د. حسن الربابعة
قسم اللغة العربية
جامعة مؤتة
تمَّ بفضل الله ورعايته مناقشة رسالة ماجستير في اللغة العربية وآدابها في جامعة مؤتة ضحاء يوم الاثنين الموافق 24/5/2010م ،عنوانها "اللون ودلالاته في القرآن الكريم "
من إعداد الطالبة نجاح عبد الرحمن المرازقة
وبإشراف الدكتور حسن محمد الرَّبابعة
وعضوية كل من الأساتذة الدكاترة ؛ الأستاذ الدكتور محمد أحمد المجالي ، من جامعة الزيتونة الخاصة أستاذ الأدب والنقد الحديث ، والأستاذ الدكتور زهير أحمد المنصور أستاذ البلاغة في جامعة مؤتة ، والأستاذ الدكتور شفيق عبد الرحمن الرقب أستاذ الأدب والنقد في العصر الأيوبي ،وبعد الاطلاع على محتوى الرسالة ونقدها أجيزت الرسالة ،
والحقٌّ فقد نهضت الرسالة الموسومة بما ذكرت على مقدمة وثلاثة فصول وخاتمة ، أمَّا المقدمة فبيَّنتْ أهميةََ الدراسة، ودوافعَ الاختيار لها ، وفيها عرضتْ لأبرزِ المصادر الرئيسة التي اعتمدت عليها ،بعد نقدِها والإفادة من معطياتها ، كما بينَّتْ المنهج التكاملي الذي اتكأت عليه .
أمَّا الفصل الأول فوسم ب"مفهوم اللون ومدلولاته وصفاته " ، وتناول مفهوم اللون لغة واصطلاحا ،عند اللغويين وبلاغيي العرب، وفلاسفة المسلمين وفقهائهم ، وتوقَّفت عند جماليات اللون وقداسته في العرف الاجتماعي، وتأثير الألوان على النفس الإنسانية .وقد احتلَّ الفصلُ الأول" ثلث َمساحة الرسالة .
أمَّا الفصلُ الثاني فوسم ب"الألوان ودلالاتها في القرآن الكريم "فاحتلَّ الثلث الثاني منها مساحة، دُرس فيه دلالات الألوان مفردا وجمعا وبدلالات الألوان تنازليا ، بدءا بالأبيض ثمَّ الأخضر ثم َّمختلفا ألوانه يليه الأسود ثمَّ الأصفر،والأزرق والأحمر ، وكيف توزعت على الإنسان والحيوان والنبات والكائنات الأخرى في دلالات متعددة
أمَّا الفصل ُالثالث الأخيرُ فاحتلَّ الثلثَ الثالث من مساحة الرسالة، ووسمه "وسائل نقل اللون في القرآن الكريم "إذ عرض لأهمِّ الفنونِ البلاغيةََ والمستوى اللغوي، والتراثِ، والطبيعةِ ، والعصرِ ، والايدولوجيا ، والعاملِ النفسي ، والمكانِ والزمانِ والإنسانِ والرمزِ ـ الشيفرة، والصورِ المركبة والمفردة وغيرِها .
أمَا الخاتمةُ ، فأبرزتْ فيها أهميةَ اللون كأحد القيم الخالدة الثلاثة،معها الحقُّ والعدلُ ،وتداعي المعاني لساقي الملك برؤياهُ البقرات الأربع عشرة مناصفة سمانا وعجافا ، والسنابل الأربعَ عشرة الخضرَ والصفرَ مناصفة ، وأبرزتْ علم الشيفرة في تفسير يعقوب النبي لولده يوسف عليهما السلام ، وفيها رموزٌ اقتصادية وتدبير أمرها، بانْ يذرَ القمح الحصيد في سنبله لئلا يتلفَ أو يتعفنَ ، وبرز الارتجاع الخلفي"هذا تأويل رؤياي من قيل "لما رفع أبويه على العرش، وخرُّوا له ساجدَين احتراما لا عبادة؛ إذ السجودُ لله وحده . وأبرزت الدراسةُ أنَّ نظرية اللون في القرآن الكريم سابقةٌ لكل نظريات اللون ،حتى وان تعدّدتِ الألوان ومكتشفاتُها ، فإذا كنا نرى عشرات الألوان بل المئات منها في "الحواسيب" اليوم، فإنَّها ستظلُّ مشمولة بدائرة قوله تعالى "مختلفٌ ألوانها "فسبحانه من خالقٍ كونَهُ، مدبِّرا أمرَهُ، لا تدركُه الأبصار، وهو يدركُها، أنزل معجزَهُ الأول بيانا على نبيه "أفصحِ العرب وان من قريش "على عرب بلغوا في الفصاحة والبلاغة شأوا بعيدا، فانذهلوا لما سمعوا بيانَهُ لقوله البليغ ، الذي لم يسمعوا بمثله من قبل؛هذا هو القرآن الكريم ليس معجزة بلاغية فحسب، وان كان من أهمِّها ، ولكنَّ فيه معجزاتٍ علميةً يبتدرها أهلُها في الدراسات، كما يتلقاها ذوو الألباب من العلماء ، فسبحانه القائل "إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ "
وختاما نسأل الله العزيزَ القديرَ،أن يجعلَنا ومشايخنا ، من أهل القرآن الذين همْ خاصَّة أهل الله ، وعبادُهُ المقربون،نقرأ حرفا، فنرتفعُ درجة على مضمون قوله صلى الله عليه وسلَّم يوم يقال لنا "اقرأ وارقَ"فقدَرُُ"نا ـ ساعتئذ ـ على آخر ما قرأنا ، داعين ًاللهَ ـ أن يكون أجرُهم فيها كأجرنا من غير أن يُنقَصَ من أجرنا شيئا ، وقد جاءت الرسالة بنحو (120) مائة وعشرين ورقة من القطع الكبير ، معتمدة على غير سبعين مصدرا ومرجعا ودورية.