إلاَّ وِدَادَكِ زَيْنَبُ
د. محمد جاهين بدوي
عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة صدرت المجموعة الشعرية الثانية للشاعر الدكتور محمد جاهين بدوي، وقد وسمها الشاعر بعنوان قصيدته "إلاَّ وِدَادَكِ زَيْنَبُ" ، التي تنسب فنياً إلى غرض رثاء الذات، ونوح الوجدان، كما تمثل هذه القصيدة محور الرؤية الشعرية في هذه الإضمامة الشعرية، التي يعدّ المعجم القرآني والتجربة الصوفية في تجلياتها الأدبية سيدين مهيمنين على حقولها الدلالية، ومنهلا خصيبا ثرا ينهل الشاعر من فيض روافده التي لا تنفد، في عناق رؤيوي وتشكيلي حميم، يميز أسلوبه، ويسم أنساقه التعبيرية، وأجواءه التخييلية.
وقد صدّر الشاعر مجموعته الشعرية بكلمة وجيزة يعرب فيها عن انتمائه الفني، وطبيعة توجهه الشعري، قال فيها:
( قارئي الحميم: وهذه إضمامةٌ من الشعرِ أخرى، قد سلكتها للأشواق ترجمانا، وللمواجيد تبيانا، وعلى صدّيق الرؤى برهانا، وما أعدك في هذه الأوراق بخالص من متعة الفن، وبهجة النفس، وإنما هي أمشاجُ من تمر الشعر، وجمر الجوى، وسطور من ندوب القلب.
وإني في ذلك كله على ما عرفتَ من دأبي في الشعر، وما بلوتَ من سيرتي في الفن، لا أتعصّب لنظرية، ولا أتشيع لمذهب، وإنما حيثما وُجِد الإبداع الأصيل، والتعبير الجليل، المرتضع بجذوره من خصوبة الموروث، وعتيق خمره، المشرئبّ ببراءة براعمه، وغضارة أفنانه، إلى رحيب آفاق الحرية والتجدد، في عناق متناغم مع وضاءة النفس، وبكارة الوجدان، فثم مذهبي، وهنالك آلي وشيعتي، ورقراق شرعتي، … وإلا …. فطوبى للغرباء !. ”
الديوان يقع في نحو مئة وأربعين صفحة من القطع المتوسط، ويضم بين دفتيه أربع عشرة قصيدة تتراوح في جملتها بين التفعيلي والخليلي العمودي.