إصدار جديد للباحث محمد هلسة

صدر مؤخراً كتابٌ جديد للباحث محمد عقل هلسة بعنوان "سواحرة الواد في بيت المقدس وأكنافه". والكتاب دراسة تاريخية استقصائية تحليلية اعتمدت بشكل خاص على سجلات ووثائق محكمة القدس الشرعية وكتب الرحالة الأجانب والعرب، وغيرها من الوثائق العثمانية والبريطانية والمصادر وثيقة الصلة بموضوع الدراسة. ويتناول الباحث أصول سواحرة الواد (السواحرة) تاريخهم وعائلاتهم، مستعرضاً ظروف النشأة والاستقرار والتوسع في متصرفية القدس، ومعالجاً الإشكالات التاريخية المرتبطة بظهورهم وتسميتهم منذ بداية العصر العثماني. ويتطرق الباحث كذلك إلى حياة سواحرة الواد الاجتماعية والاقتصادية والعلمية والدينية وعلاقاتهم المختلفة مع سكان مدينة القدس وقرى الجوار، ويسلط الضوء على ملكيات الأراضي عند سواحرة الواد في الحقبتين العثمانية والبريطانية. وينتهي الكتاب بالإشارة إلى دور السواحرة في النضال الفلسطيني ومساهمتهم بشكل خاص في احتضان القائد عبد القادر الحسيني وبقية قادة ثورة 1936 ، بالإضافة إلى دورهم البارز في حرب فلسطين 1948 ومشاركتهم الفاعلة في الدفاع عن مدينة القدس، إن بشكل فردي أو عبر تشكيلات دفاعية ترأسوها أو شاركوا فيها.

ويَخلُصُ الباحث هلسة في دراسته هذه إلى استنتاج أساسي مفاده أن السواحرة عاشوا حياة الاستقرار مع بداية الحكم العثماني لفلسطين، في قرية بيت ساحور الواد قبل تدميرها على يد قوات ابراهيم باشا أثناء قمعه للثورات التي هبت ضد الحكم المصري في فلسطين، ثم تحولوا إلى حياة الترحال وشبه البداوة بفعل تدمير قريتهم ومن هنا جاءت تسميتهم بـ "عرب السواحرة"، استنادا إلى طبيعة حياتهم الجديدة التي تركزت في الخيام والمُغر بشكل خاص إلى أن استقروا مجدداً، مع مطلع القرن العشرين، في ما بات يعرف بالسواحرة الغربية والسواحرة الشرقية.

ويقع الكتاب في 400 صفحة من القطع المتوسط أما مادته فقد جاءت في عشرة فصول تخللتها مجموعة من الخرائط والجداول والصور والأشكال التوضيحية، هذا فضلاً عن الملاحق التي احتوت عدداً منوعاً من الوثائق التي تُمثل وجود سواحرة الواد في القدس في الفتراتٍ التاريخيةٍ المتعاقبة.

وتجدر الإشارة إلى أن هلسة عمل مديراً لدائرة المكتبة والمخطوطات في مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية التابعة لوزراة الأوقاف والشؤون الدينية في فلسطين، قبل أن ينتقل مؤخراً للعمل في دائرة التخطيط والتطوير في محافظة القدس. فضلاً عن عمله كمحاضر غير متفرغ في جامعة القدس المفتوحة. وقد صدر له العديد من الدراسات والمقالات والترجمات التي تتناول القضية الفلسطينية وتاريخ القدس بشكل خاص.