قرية شعب الجليلية الفلسطينية..
قرية شعب الجليلية الفلسطينية..
والدفاع عنها
ياسر علي
من «سلسلة القرى الفلسطينية» الصادرة عن المنظمة الفلسطينية لحق العودة «ثابت»، صدر الكتاب الأول للزميل الكاتب والصحفي الفلسطيني ياسر علي بعنوان «شَعَب وحاميتها – قرية شَعَب الجليلية والدفاع عنها» الذي يتحدث عن قرية المؤلف الأصلية في فلسطين.
قدم للكتاب الدكتور محسن محمد صالح؛ مدير عام مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، وكتب خاتمته الباحث في التراث الفلسطيني الأستاذ حسين علي لوباني. وقد صدر في حوالي 300 صفحة من القطع الوسط.
يتألف الكتاب من أربعة أبواب، ينقسم كل منها إلى عدة فصول. الباب الأول بعنوان «التاريخ والحضارة»، ويتحدث في فصله الأول عن البيئة التاريخية والجغرافية والاقتصادية والاجتماعية لقضاء عكا عموماً، أما الفصل الثاني فيتحدث عن القرية، وعن بيوتها والمباني غير الآهلة.
أما الباب الثاني «الأرض والبشر» فيدخل بالتفاصيل عبر شهادات أهل القرية وكتب المراجع الفلسطينية، وموقع القرية ومعالمها الجغرافية. وفي الفصل الثاني يتطرق إلى السكان والعوامل المؤثرة في عددهم، وتعداد الأسر حتى عام 1948. أما الفصل الثالث فعن اقتصاد البلد عبر دراسة في الإنتاج النباتي والحيواني. ويتناول الفصل الرابع الحياة الاجتماعية بما تتضمنه من مِهَن ومآكل ومشروبات وتعليم واستشفاء ولباس وزينة، والأحزاب السياسية التي كانت موجودة في القرية. والفصل الخامس يتضمن شخصيات من القرية، وينتهي الفصل السادس إلى المناسبات والأعياد والأغاني الشعبية المتوارثة..
الباب الثالث بعنوان «فصول من تاريخ القرية»، ويقرّ فيه الكاتب بصعوبة هذا الفصل نظراً لاختلاف وجهات النظر بين أركان العائلات في القرية، ويركز على أن الثارات بين العائلات ألغيت أثناء النكبة، وبات الجميع يحرسون بعضهم في مواجهة الهجمة الصهيونية على قراهم.
ويركز الكاتب على مشاركة قريته في الثورة الكبرى عام 1936، حيث قام الجنود البريطانيون بنسف القرية في صيف 1938، ويفصّل في عمليات المقاومة في الجبال المحيطة بالقرية.
ويبحر الكاتب في تفاصيل النكبة على مستوى القرية، محصياً عدد الشهداء الذين سقطوا قبل وأثناء وبعد سقوط القرية بأيدي العصابات الصهيونية. ويورد بياناً مفصلاً بالأسلحة التي كانت موجودة في القرية، وأسماء أصحابها وأسماء الذين كانوا يستخدمونها، ويفصل في طرق النزوح التي استخدمها القرويون والمسلحون للخروج حتى الحدود اللبنانية الفلسطينية.
الباب الرابع يتضمن الملاحق والشهادات والصور والخرائط، حيث يجمع الكاتب معظم ما كتب عن قريته في الكتب المتوافرة بين يديه وفي المكتبات العامة.
وقد عرّف الكاتب كتابه بمقطع من مقدمته وجاء فيه: «لا يخطرنّ ببال أحد أن تأليف هكذا كتاب هدفه التعصب لبلدة معينة، فلو كنت أعلم أن هذا الخاطر سيأخذ حيزاً من تفكير أهل البلد لما أقدمت عليه.. ولو علمت أن كتاب «شَعَب» لن يأتي بجديد في سبيل خدمة القضية الفلسطينية، لما أقدمت عليه. أما ما هو الجديد، فالذي تتميز به القرية في ظل هدف الكتاب، هو التأكيد على أحقية أهل الأرض بأرضهم. ولعل أهم ما أضافه الكتاب هو المشاركة في الجهاد الفلسطيني عامي 1936 و1948».
بقي أن نشير إلى أن الكاتب لم يُهدِ كتابه لأحد، بل اعتبره إهداءً من أمه وأبيه (رواة الكتاب) إلى أولاده الثلاثة «الذين آمل أن أنجح بزراعة حب بلدتي شَعَب وبلدي فلسطين فيهم، كما نجح جدهم وجدتهم في ذلك».}