الإخوان المسلمون في سوريا الجزء الخامس
تناول العلاقات السياسية لجماعة الإخوان في سوريا في ثمانينيات القرن العشرين وما بعدها
صدور المجلد الخامس من كتاب
«الإخوان المسلمون في سوريا.. مذكرات وذكريات»
لعدنان سعد الدين
عدنان سعد الدين
المراقب العام السابق للإخوان المسلمين في سورية
صدر عن دار عمار للنشر والتوزيع، المجلد الخامس من كتاب "الإخوان المسلمون في سوريا.. مذكرات وذكريات"، للمؤلف عدنان سعد الدين.
ويتناول المجلد الخامس من الكتاب -الذي يصنف من القطع المتوسط وجاء في 498 صفحة- العلاقات السياسية لجماعة الإخوان في سوريا في ثمانينيات القرن العشرين وما بعدها، مشيراً إلى أن الجماعة خاضت معركة شرسة فرضتها عليها حكومة الأقلية الأمنية -على حد تعبيره-، ويضيف: "لم تكن الجماعة مستعدة لها ولا راغبة فيها، إذ إن الجماعة أصرت في أكثر من مكان في خطتها العامة التي نشرت كاملة في نهاية المجلد الثاني، على تجنب الصدام مهما بلغت درجة استفزاز السلطة، ولكن حكومة الأقلية بما تملكه من أحقاد دفينة من جهة، وحماسة الشباب الناشئ واندفاعهم الذي يفتقر إلى الوعي والحكمة، جر على السوريين جميعاً كوارث غير مسبوقة وتسليطاً رهيباً وكيداً تجاوز كل الحدود والتصورات". ويقدم الكتاب تجربة فريدة في العلاقات السياسية مع الآخرين من أحزاب حاكمة وأخرى معارضة، ومع حكومات عربية وإسلامية خاضها أحد تنظيمات الإخوان المسلمين وهو تنظيم الإخوان المسلمين في سوريا، محققاً - بحسبه - إنجازات فاقت الطموح وتجاوزت المتوقع، وأسمعت الغرب وشعوب العالم عن عظمة الإسلام وجماله وعن رحمته وعدله.
وعرض الكتاب في مجلده الخامس لاثنتي عشرة تجربة، كانت التجربة الأولى "مع الأردن الشقيق"، والتجربة الثانية "مع العراق الشقيق"، والتجربة الثالثة مع "اليمن الشقيق" الذي واجه إخوانه الشيوعيين، فيما كانت التجربة الرابعة "مع المملكة العربية السعودية" التي رحبت بالإخوان السوريين وفتحت أبواب جامعاتها لهم، وتناولت التجربة الخامسة "منظمة التحرير الفلسطينية" وكواليس التنيسق بين المنظمة وإخوان سوريا ولقاء عرفات بهم، وكانت التجربة السادسة "مع السودان الشقيق"، وما شابها من التقريب بين الجبهة الإسلامية وحزب الأمة ومكتب الإرشاد إضافة إلى النشاط الشيعي فيها، والتجربة السابعة كانت "مع المجاهدين الأفغان"، في حين أن التجربة الثامنة كانت مع "جمهورية باكستان الإسلامية"، أما التجربة التاسعة فكانت مع "الشعب التركي الشقيق"، والتجربة العاشرة "مع الشعب التونسي الشقيق"، والتجربة الحادية عشرة "مع الشعب الجزائري الشقيق"، بينما كانت التجربة الثانية عشرة "مع المغرب الشقيق".
وركز الكتاب، على أن الإخوان السوريين خاضوا معركة موازية من نوع آخر كان ميدانها الفكر والإعلام والسياسة، وأجروا حوارات وأقاموا صلات وعلاقات وعقدوا اتفاقيات امتدت قرابة عقد من الزمن.
ويشدد الكتاب على الإخوان السوريين في ذلك الوقت ألفوا الانطواء على أنفسهم، وأن ينأوا عمن يختلفون معه في المعتقد والفكر والسياسة، لافتاً إلى أنهم بهذا المفهوم غير تحالفيين ولا جبهويين وإنما كان الصراع الحزبي هو السائد، وذلك بواقع من تمسكهم بمبادئهم والغيرة عليها دون النظر إلى ما هو أبعد من ذلك في وجوب الاطلاع بدقة وموضوعية على ما لدى الآخرين من برامج وأساليب في الحكم والسياسة.
ويؤكد الكتاب أن الحوار هو الأسلوب الوحيد في الدعوة والتبليغ ونشر مبادئ الإسلام، وأنه الأسلوب الذي طبقه وأخذ به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مع المشركين والدهريين والمسيحيين واليهود وكل المخالفين دون أن يضيق بحوار قط، موضحاً أن جميع الذين حاورهم النبي انتهوا إلى الاقتناع أو المودة على أقل تقدير -على حد قوله-.
ويحذر الكتاب من سياسة البعد عن الناس وعدم الاختلاط بهم، لكونها لا تمت إلى الأسلوب النبوي بصلة، كاشفاً أن في الحوار فوائد جمة تتمثل بالتعرف على مواقف الناس وأفكارهم، وعلى تأليفهم وتعريفهم بالإسلام ودعوته ومبادئه وأحكام شريعته كتهدئة الخواطر وإطفاء نار العداء وإمساك الخصوم عن التهجم على الإسلام وأهله، وكسب الكثير من المحاوَرين ليدخلوا في الإسلام كافة.