ديوان موكب النور
ديوان موكب النور
|
شعر: د.عدنان علي رضا النحوي |
لا تزال الأمم تبحث عن أسباب قوتها ، تضرب في باطن الأرض وتخترق أجواء السماء ، تبحث هنا وهناك عن الثروة والكنوز ، وتجمع القوة والنفوذ . وهي بذلك تسعى لعلوّ الشأن وامتداد السلطان ، ليس لها من هدف أبعد ولا قصد أعلى .
وإذا كانت سائر الأمم قد جعلت من الأدب قوة عظيمة مع سائر القوى ، وسلاحاً حادّاً مع سائر الأسلحة ، فأمة الإسلام أحقّ بذلك وأجدر . فأدبها ينبع من عقيدة ويصدر عن إيمان ، حتى يصبح قوة تدفع وتنافح وتدعو وتكافح .
ولكم دوّى الشعر ـ شعر العقيدة والإيمان ـ بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في الميادين وساحات القتال . فجعل الرسول صلى الله عليه وسلم لحسّان بن ثابت رضي الله عنه في المسجد منبراً يقوم عليه ينافح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . ويقول لعمر بن الخطاب رضي الله عنه في عمرة القضاء حين أنشد عبد الله بن رواحة رضي الله عنه شعراً : خلّ عنه يا عمر فَلَهي أسرع فيهم من نضح النبل . ولكم أحبّ أن يسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم شعر أمية بن أبي الصلت .
فمن خفقة تسبيح وخشوع ، إلى رعشة دعاء وابتهال . ومن نظرة في آفاق الخير والجمال ، إلى دفعة صادقة في ميادين القتال ، ومن سياسة وفكر ، إلى بشريات ونصر يأتي هذا الديوان في صفحاته الـ (228) .
فشعر العقيدة والإيمان ، وأدب العقيدة والإيمان ، يلمس جوانب الحياة لمسة الطهر والنظافة ، ويطرق أبوابها طرق القوة والثبات ، ويجول في شتّى نواحيها جولات الحقّ واليقين . شتّان ما لمسته ولمسة سواه ، وطرقته وطرقة سواه ، جولته وجولة سواه . يعيش مع الناس ، مع أفراحهم وآلامهم يدعو وينصح ، يواسي ويعين ، يبذل ويجود ! ويعيش غيره تحت شعارات تُطوى في غمرات اللهو ، ورايات تنزل في أسواق المساومة .