من ثمرات الأقلام 2
من ثمرات الأقلام 2
قراءة في كتاب
نقض المنطق
لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
قراءة: د. موسى الإبراهيم
نهاية الدراسة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
بين يدي القراءة الشيخ ابن تيمية رحمه الله يريد أن يؤكد في هذا الكتاب أن علم الفلسفة والمنطق وأساليبها ليس هو المنهج الصحيح في الوصول إلى العلم الحقيقي واليقين القلبي والعقلي وبالتالي لا يوصل علم المنطق ولا الفلسفة إلى السعادة وإنما طريق العلم والسعادة هو في منهج الإيمان بالله وعبادته ومنهج القرآن الكريم والسنة النبوية وهذا ما جربه المسلمون وحصلوا من خلاله على العلم وسعادة النفس وطمأنينة القلب. وهذا هو الطريق وحده والله أعلم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
التمهيد:
- الكتاب جواب على الأسئلة التالية:
1- ما قولكم في مذهب السلف في الاعتقاد؟ ومذهب غيرهم من المتأخرين؟
ما الصواب منهما وما تنتحلونه أنتم من المذهبين؟
2- وأهل الحديث هل هم أولى بالصواب من غيرهم؟
وهل هم المرادون بالفرقة الناجية؟
وهل حدث بعدهم علوم جهلوها وعلمها غيرهم؟
3- وما تقولون في المنطق؟ وهل من قال: إنه فرض كفاية مصيب أم مخطئ؟
أولاً: الفطرة سبيل العلم والذكر والعبادة
- قال ابن تيمية رحمه الله:
كان كثير من أرباب العبادة والتصوف يأمرون بملازمة الذكر ويجعلون ذلك هو باب الوصول إلى الحق، وهذا حسن إذا ضموا إليه تدبر القرآن والسنة وأتباع ذلك.
- ويقول: إن الإنسان محس بأنه عالم يجد ذلك ويعرفه بغير واسطة أحد وحصول العلم في القلب كحصول الطعام في الجسم، فالجسم يحس بالطعام والشراب وكذلك القلوب تحس بما يتنزل إليها من العلوم التي هي طعامها وشرابها.
- ويقول: وإذا كان علم الإنسان بكونه عالماً مرجعه إلى وجوده ذلك وإحساسه في نفسه بذلك –وهذا أمر موجود بالضرورة لم يكن لهم أن يخبروا عما في نفوس الناس بأنه ليس بعلم.. فإن عدم وجودهم من نفوسهم ذلك لا يقتضي أن الناس لم يجدوا ذلك.
وهذا حال أئمة المسلمين وسلف الأمة فإنه يخبرون بما عندهم من اليقين والطمأنينة والعلم الضروري.
- كما في الحكاية المحفوظة عن نجم الدين البكرى لما دخل عليه متكلمات أحدهما أبو عبد الله الرازي والآخر من متكلمي المعتزلة وقالا:
يا شيخ بلغنا أنك تعلم علم اليقين فقال: نعم أنا أعلم علم اليقين فقالا كيف يمكن ذلك وتخفىة من أول النهار إلى الساعة نتناقر فلم يقدر أحدنا أن يقيم على الآخر دليلاً؟ فقال: ما أدري ما تقولان ولكن أنا أعلم اليقين فقالا: صف لنا علم اليقين فقال: علم اليقين عندنا واردات ترد على النفوس تعجز النفوس عن ردها. فجعلا يقولان –العبارة- ويستحسنان الجواب.
فقالا له: ما الطريق إلى ذلك؟ فقال: تتركان ما أنتما عليه وتسلكان ما أمركما الله به من الذكر والعبادة.
ثانياً: - الرازي والفلسفة
يقول أبو عبد الله محمد بن عمر الرازي في كتابه الذي صنفه في أقسام اللذات لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية فما رأيتها تشفي عليلاً ولا تروي غليلاً ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن أقرأ في الآيات (الرحمن على العرش استوى)، وأقرأ إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه وأقرأ في النفي ليس كمثله شيء ولا يحيطون به علماً وهل تعلم له سميا قال:
- من جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي وكان يتمثل كثيراً
نهاية إقدام العقول عقال وأكثر سعي العالمين ضلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا وحاصل دنيانا أذى ووبال
ولم نستفد من بحثنا طوال عمرنا سوى أن جمعنا قيل وقالوا
ثالثاً: - علم المنطق عند شيخ الإسلام
قال الشيخ رحمه الله والقياس ينعقد بنفسه دون تعلم هذه الصناعة كما ينطق العربي بالعربية بدون نحو وكما يقرض الشاعر الشعر دون معرفة العروض.
* الأمور العملية الخلقية قل أن ينتفع فيها بصناعة المنطق ولهذا كان المؤدبون لنفوسهم ولأهليهم والسائسون لملكهم لا يزفون آراءهم بالصناعة المنطقية إلى أن يكون شيئاً يسيراً.
* فقد تبين أن أصل السعادة وأصل النجاة من العذاب هو توحيد الله بعبادته وحده لا شريك له والإيمان برسله واليوم الآخر والعمل الصالح وهذه الأمور ليست في حكمتهم، وفلسفتهم المبتدعة ليس فيها الأمر بعبادة الله والنهي عن عبادة المخلوقات.
* فإذا كان ما به تحصل النجاة من الشقاوة ليس عندهم أصلاً كان ما يأمرون به من الأخلاق والأعمال والسياسات كما قال تعالى: يعلمون ظاهراً من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون.
* وأما ما يذكرونه من العلوم النظرية فالصواب منها منفعته في الدنيا وأما العلم الإلهي فليس عندهم منه ما تحصل به النجاة والسعادة.
* والقوم وإن كان لهم ذكاء وفطنة وفيهم زهد وأخلاق فهذا القدر لا يوجب السعادة والنجاة من العذاب إلا بالأصول المتقدمة من الإيمان بالله وحده وتوحيده وإخلاص عبادته والإيمان برسله واليوم الآخر والعمل الصالح.
- وعامة الحدود المنطقية هي من هذا الباب حشو لكلام كثير يبينون به الأشياء وهي قبل بيانهم أبين منها بعد بيانهم والله أعلم.
الفهرس
بين يدي القراءة
التمهيد –سبب تأليف الكتاب
أولاً: -الفطرة سبيل العلم والذكر والعبادة
ثانياً: -الإمام الرازي والفلسفة
ثالثاً: -علم المنطق عند شيخ الإسلام
الهوامش
نقض المنطق ص35
ص36
ص37
ص38
ص 60-61
ص157
ص112
ص177
ص178
ص178
ص1ص179
ص199