لإسلام أركان وبناء وتذكير ونصح
الإسلام أركان وبناء وتذكير ونصح
|
د. عدنان النحوي |
لماذا الخلاف والشقاق والتناحر ؟!
سؤال يجب على كل مسلم أن يطرحه وأن يبحث عن الإجابة الوافية . إذا كان الجميع يؤمنون بأن الرب واحد هو الله سبحانه وتعالى والدين واحد هو الإسلام ، والصراط المستقيم واحد كما نص على ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف الذي يرويه عبد الله بن مسعود ، والذي جاء فيه :
(…هذا سبيل الله وهذه سُبل على كل سبيل شيطان يدعو إليه…)
وإذا كان كل يعمل " في سبيل الله " لا في سبيل الدنيا وأهوائها ومصالحها ، إذا كان هذا كله هو واقع المسلمين حقاً ، فلم الخلاف والصراع والشقاق ؟!
إذا كان الولاء الأول هو لله وحده ، والعهد الأول مع الله وحده ، والحبّ الأكبر هو لله ورسوله ، ومن هذا الولاء والعهد والحب ينبع كل ولاء وعهد وحب نقيمه في الدنيا ويرتبط فيه ، فلماذا الصراع والتنابذ والتنافر ؟!
إذا كان الهدف الأكبر والأسمى هو الدار الآخرة ورضوان الله والجنّة ، يتجه إليه الجميع بقلوبهم التي خشعت وأنابت صادقة إلى الله ، وبأبصارهم التي تعلقت بالجنة ، وبخطاهم الماضية على الصراط المستقيم ، فلم الصراع والتفرق؟! وإذا كان الله سبحانه وتعالى قد فصّل لنا الصراط المستقيم تفصيلاً لا يضلّ عنه ، وفصّل لنا سبيل الله حتى لا يكون لأحد عذر ، وجاء منهاج الله تبياناً لكل شيء. فلم الصراع والتنافر والشقاق ؟!
من أجل ذلك جاء هذا الكتاب ليذكر بأن الإسلام مبنى له أركان خمسة وبناء يقوم على هذه الأركان ، وأنّ هذا البناء الذي يقوم على هذه الأركان تكاليف ربانية تمتد لتمثل الصراط المستقيم والسبيل الوحيد الذي لا سبيل سواه إلى الهدف الأكبر والأسمى : " بني الإسلام على خمس …" كما جاء في الحديث الشريف . إنه السبيل الوحيد الذي يجب أن يجمع المؤمنين صفاً واحداً . هذه التكاليف الربانية التي حددها لعباده مسؤولية كلّ مسلم ، فهل أوفى المسلمون بهذه التكاليف وهل عرفوا جميعاً الصراط المستقيم وسبيل الله إلى الهدف الأكبر والأسمى ؟!
فإلى الدعاة المؤمنين الصادقين الذين يحبون أن يلتقوا في لقاء كريم على طاعة الله ورسوله لبناء الأمة المسلمة الواحدة . وإلى كل مسلم يبحث عن باب النجاة من فتنة الدنيا ومن عذاب الآخرة نهدي هذه الكلمات الموجزة في هذا الكتاب لأنصح بها نفسي أولاً وأهلي وأبنائي وإخواني والمؤمنين عامة .
في هذه الكلمات الموجزة نختار في الفصل الأول بعض القضايا التي نؤمن بأهميتها وضرورتها في واقع المسلمين اليوم، في واقعنا اليوم نحتاج إلى التذكير وإلى إعادة التذكير ، وإلى النصيحة وإلى إعادة النصيحة ، عسى أن يفيق الغافلون، وينهض القاعدون ، ويستقيم المنحرفون . والتذكير والنصيحة عمل منهجي له قواعده وأُسسه ، وله فقهه وأدبه . وهو يحتاج إلى تدريب المسلم عليه وإعداده في مدرسة الإسلام الممتدة من البيت إلى المسجد إلى ميادين الدعوة الإسلامية إلى المعاهد والمؤسسات الإيمانية .
تأتي هذه النصيحة في وقفات أربع .
الوقفة الأولى تشمل :ـ
1-الوقفة الإيمانية وحاسبة النفس .
2- تكامل التكاليف الربانية وترابطها في مسؤولية الفرد المسلم والأسرة والجماعة والأمة .
3- أول التكاليف الربانية بعد الإيمان والشعائر والعلم .
4- دراسة منهاج الله دراسة منهجية صحبة عمر وحياة ، ودراسة الواقع من خلال منهاج الله دراسة منهجية كذلك .
5- ضرورة النهج والتخطيط ووجوبه .
6- في سبيل الله درب ممتد ونهج متماسك وصراط مستقيم .
7- ذكر الله وارتباطه بجميع التكاليف الربّانية والممارسة الإيمانية على درب ممتد في سبيل الله ونهج مترابط وصراط مستقيم.
وأما الوقفة الثانية فتأتي في الفصل الثاني تحت عنوان " تنافس الدنيا وزينتها وعرضها الزائل " .
وأما الوقفة الثالثة فتأتي تحت عنوان : " إلى لقاء المؤمنين وبناء الجيل المؤمن" .
وأما الوقفة الرابعة فإنها تأتي في الفصل الثالث تحت عنوان : " موجز النظرية العامة للدعوة الإسلامية " .
ثم الخاتمة.
و يقع الكتاب في (104) صفحة من الحجم الصغير .