الكتابة والسيف
قراءة في كتاب (محمود شيت خطاب) للطنطاوي
عرض: يوسف يوسف
مؤلف هـذا الكتاب عبد الله الطنطاوي أحد أبرز المهتمين بكتابة (التراجم وسير الأعلام)، وتكفيه في هذا المجال سلسلة مؤلفاته (من نجوم الإسلام) التي صدر منها ستة وعشرون كتابا ، قرأتها بمتعة وشوق قل العثور على ما يماثلها عند قراءة كتب الآخرين ممن يؤلفون في هذا الميدان من أدب الأطفال.
ومما يسرُّ في هذا الجانب، أن الطنطاوي يقدم السيرة بلغة العصر، وهو مما يبتعد بهذه المؤلفات عن النمطية السائدة في كتابة السير والتراجم، ويمنحها دفقاً من التأثير بالقارئ، الذي يبحث عن معالجات تختلف عما قرأ سابقاً عن حياة هذه الشخصية أو تلك من الشخصيات الإسلامية.
ولأن الطنطاوي أحد الكتاب الإسلاميين، فإن الغيرة الشديدة على من يكتب عنهم، تدفعه إلى التمعن والتمحيص، باعتبارهم حصيلة اختيار صارم في البحث عن النموذج الذي يمكن الاقتداء به. لذا نراه يهتم بلغته اهتماماً كبيراً، باعتبارها مرجعية يجب ألا تقل وزناً عن وزن شخصياته، كما أنه يهتم بالمنهج، الذي تكتمل عناصره بالكتابة عن أهم الجوانب في حياة الشخصية، والمؤثرات التي عملت على تكوينها: الاجتماعية والسياسية والفكرية العقائدية، فإذا نحن في نهاية المطاف، أمام جانبين مهمين: الأول الذي يسلط الأضواء على حياتها وإنجازاتها، والثاني الذي يكشف أبعاد الواقع الاجتماعي وملامحه وانعكاساته عليها، ولعل هذا هو هدف منهجه في كل ما قرأته له في هذا المجال من التأليف، الذي تتشعب اتجاهاته، بحيث يشمل أموراً أخرى سوى (التراجم والسير) وليس هنا مجال الحديث عن مؤلفاته في المضامير الأخرى.
أما محمود شيت خطاب (1919- 1998) فإنه أحد الأعلام البارزين في ميدان التأليف، وقد عرفه الكثير من القراء من خلال سلسلة كتبه عن الفتوحات الإسلامية وقادتها، ومن خلال دراساته العسكرية العديدة، وله بين هذه وتلك، ما يربو على الستين كتاباً، سوى العديد من الكتب السياسية والقصصية والثقافية العامة. صحيح أن الواحد منا يمكنه أن يعرف شيت خطاب من مؤلفاته التي قرأها، إلا أن معرفة كهذه لا تغني عن المعرفة الشاملة التي يمكن أن يقدمها كتاب يتناول جوانب حياته المهمة، وأبرز مؤلفاته وهذا ما توصلت إليه بعد ما أنهيت قراءة كتاب الطنطاوي الصادر عن دار القلم بعنوان (اللواء الركن محمود شيت خطاب- المجاهد الذي يحمل سيفه في كتبه) في عام 1422هـ- 2001م. ذلك لأن النظرة إلى الكاتب- أي كاتب- لكي تكتمل، يجب أن تلم بمكوناته الأولية: طفولته، دراسته، تجاربه، مرجعياته وسواها، وبدون هذا الإلمام، فإن الكثير من الكتب قد تكون أقنعة لأصحابها. وأحسب أن الوقوف أمام هذه المكونات، ومعرفتها، تذلل الكثير من الصعوبات التي قد تعترض معرفة إنجازاته ذاتها، والحكم عليها، حكماً عقلانياً، مقنعاً، لصالحها أو ضدها. ولأن هذا الكتاب يأتي ضمن سلسلة (علماء ومفكرون معاصرون) التي أطلقتها دار القلم مؤخراً، فإنه يضعنا كقراء أمام لمحات من حياة محمود شيت خطاب، كما أنه يعرّفنا بمؤلفاته، ففي اللمحات، فإن الطنطاوي الذي عرف شيت خطاب عن قرب، مدة سنوات طويلة، وقرأ ما كتبه، يقدم للقارئ سلة مليئة بالثمار الشهية، ثم يغدق على من لم يكن قد قرأ أياً من مؤلفات خطاب، طبقاً آخر فيه أشياء مما جاد به قلم الرجل، الذي لا تكاد مجلة عربية تخلو من اسمه، ولا مكتبة عربية من مؤلفاته التي تحتل أمكنة بارزة.
في الفصل الأول الذي يخصصه المؤلف لتقديم لمحات من حياة شيت خطاب، فإنه يذكرنا أولاً بالعصر الذي عاش فيه، وهو القرن العشرون، الذي يمتاز بكونه عصراً متفجراً، إن لم يكن من أشد العصور عنفاً، وأكثرها مرارات. ذلك أنه على مستوى العالم، تفجرت خلاله حربان عالميتان، هما الأولى والثانية، كما تفجرت ثورات عديدة في كل أرجاء المعمورة. وأما على مستوى الوطن العربي والعالم الإسلامي، فقد تعددت الحرائق، ومعارك الاستقلال، والحروب، بين العرب وأعدائهم الخارجيين، وبين بعضهم البعض أحياناً.. وشأن أي شاهد يرى الأحداث بعينه، فقد كان خطاب شاهد القرن على العديد من الكوارث والمآسي التي اجتاحت وطنه العربي وأمته الإسلامية، التي أعدها الخارج وأشعلها بنفسه تارة، وبأدواته التي في الداخل تارة أخرى، لتحول الأخضر إلى هشيم، وتزعزع أركان الأمة.
لقد رأى بعينه صراعات من أجل السلطة، ورأى ميلاد الكيان الصهيوني الغاصب في فلسطين، كما أنه اشترك في بعض المعارك ضده، وسوى ذلك الكثير مما يؤجج نار الغضب في النفوس المؤمنة.. شاهد مصارع أحرار، ومصارع أنذال، وأفول أنظمة، وقيام أخرى، وضياع أخلاق، ومروءات ومبادئ، في متاهات الشهوات، وهوى الأنفس المريضة، فتركت كل هذه الأحداث تأثيراتها العميقة في نفس خطاب، الذي كان يشعر بأنه يحمل أمانة كبيرة، كضابط عسكري أكرمه الله بموهبة الكتابة، فاستل قلمه، بروح الثائر الذي يرى في الكلمة سيفاً يمكن أن يحارب به، وقبل ذلك: هو محمود بن شيت خطاب، ولد في مدينة الموصل التي تقع في شمال العراق، وعاش في كنف أسرة معروفة النسب، محافظة، ومتدينة، مما كان من شأنه أن يوجه الفتى توجها دينياً، أخلاقياً، ترك بصماته عليه لاحقاً، في حياته العملية كعسكري، ثم كمؤلف. تلقى دروسه الأولى في تلاوة القران الكريم وحفظه على يد أبيه، ولسان جدته التي كانت تحرص على تحفيظه ما تحفظ من قصار السور. وقبل أن يلتحق بالمدرسة، مر بالكتاب، وتتلمذ على أيدي مشايخ الموصل.
بعد أن أنهى دراسته الثانوية، وجد ضالته في الكلية العسكرية، فتخرج فيها بمرتبة ملازم، وبقي يتدرج في الترقيات إلى أن حاز رتبة لواء ركن.
وقد انعكست تأثيرات حياته العسكرية تلك، في كتبه، وفي سلوكه الحياتي العام. فكان سعيه من أجل زرع صفات الرجولة في نفوس جنوده والعاملين معه من ضباط، وهو السعي الذي يفارقه في نزوعه كمسلم وعربي يرى ما يحيط بأمته من مؤامرات، يعتقد بأن لها تاريخاً حافلاً، يمتلئ بالشخصيات الفذة، والمواقف الفريدة،، وأن عليه ككاتب يسعى إلى التغيير، بعث أمجاد الأمة. كما كانت له مواقفه في نصرة دعاة الإسلام، ومنها موقفه مع سيد قطب وأبي الأعلى المودودي. كما أنه كتب موضحاً موقفه من اللهجة العامية التي يعتبرها أداة استلاب، وأعلن عن موقفه المناوئ لشعر التفعيلة، ولأدب الجنس والإباحية، وبيّن مخاطر الحضارة الغربية، واليهود والصهاينة، والاستشراق، كما أنه كتب في النهضة وشروطها، وسوء ذلك من الموضوعات التي ترتبط بالحياة.
وهكذا فإن المؤلف في فصل اللمحات، يقدم صوراً بانورامية شاملة، تتعدد عناصرها، وبما يوضح خصب حياة شيت خطاب. لذلك فقد كثرت العنوانات الفرعية، وبما يتوافق مع حياة رجل، كان له في كل مجال ذراع. ومما أظنه أن نزعة الطنطاوي نحو التقصي الدقيق، مكنته من رسم أهم الملامح التي تميز شيت خطاب عن كثيرين، بالنظر إلى امتداد عمره (رحمه الله)، ونشاطه الكبير، حتى عندما طعن في السن.
في الفصل الثاني من الكتاب، نلتقي بكاتب غزير الإنتاج، بلغت مؤلفاته وأبحاثه المطبوعة أربعمائة كتاب وبحث، وفي محاولة للتعريف بمنهج خطاب في التأليف، خصوصاً في كتب التراجم عن قادة الفتوح، فإنه يتحدث عن نسب القائد، ونشأته الأولى، ثم عن جهاده، وصفاته التي تميز بها، ثم عن مواصفات القيادة عنده، وأخيراً فإنه يستعرض ما قاله التاريخ عنه. فإذا ما كان القائد الذي يتحدث عنه مشهوراً بصفة غلبت عليه، كالعلم، أو الفقه، أو الشعر، توقف عندها، وأسهب في توضيح أبعادها، مثلما نرى في كتابته عن القائد عبد الله بن رواحة الذي نبغ في الشعر، وعن القائد أسد بن الفرات الذي عرف إلى جانب قيادته الحكيمة بكونه فقيهاً.
ويقول الطنطاوي في معرض حديثه عن هذا المنهج: ولكنك تجد في ترجمة كل شخصية مذاقاً خاصاً به، لا تجده في سواه.. كما أن المقدمات الممهدة للدخول إلى تلك الشخصيات، مهمة جداً، فهو يسيح بقارئه سياحة تاريخية وجغرافية واجتماعية وسياسية تؤطر لحيوات أولئك الفاتحين. مثلاً في كتابه (قادة فتح السند وأفغانستان) يتحدث عن البلاد الساسانية في عهد الساسانيين، بل وقبل الساسانيين، عن النظم السياسية والاجتماعية، عن تنظيم الدولة، والإدارة المركزية، وعن عقيدة تلك الدولة، وعن الجيش والملوك والشعب.
ينسب الطنطاوي مؤلفات خطاب إلى أربعة محاور هي:
أولاً: محور التاريخ العربي الإسلامي العسكري، ومؤلفاته في هذا المجال كثيرة، منها: الرسول القائد (صلى الله عليه وسلم) وقادة فتح العراق والجزيرة، وقادة فتح فارس، وقادة فتح بلاد الشام ومصر، وقادة فتح المغرب العربي، وكذلك كتب الفاروق القائد، والصديق القائد، وخالد بن الوليد.. ومما تجدر الإشارة إليه هنا، أن كتابات خطاب في هذا المجال، فتحت الأبواب أمام العسكرية العربية الإسلامية لكي تصبح مادة رئيسية تدرسها الكليات العسكرية العربية لطلابها، بعد أن كانوا يدرسون جوانب العسكرية الأجنبية. بتعبير آخر، فإن هذه المؤلفات أنصفت العسكرية العربية الإسلامية، ووضعتها في الموقع الذي تستحقه بين العسكريات الأخرى.
ثانياً: محور اللغة العسكرية وله في هذا المجال من الكتب ما يلي: المصطلحات العسكرية في القران الكريم (جزءان)، والمصطلحات العسكرية في كتاب (المخصص) لابن سيده.
كما أن شيت خطاب أول من اقترح توحيد المصطلحات العسكرية للجيوش العربية، ولما وجد اقتراحه القبول ودخل في حيز التنفيذ، قام بوضع المعجمات العسكرية الموحدة الأربعة، فشاعت لغة القران الكريم في الجيوش العربية، بدلاً من اللغات الأجنبية والدخيلة.
ثالثاً: محور العدو الصهيوني وله في هذا المجال: الوجيز في العسكرية الإسرائيلية، العسكرية الإسرائيلية، أهداف العدو الصهيوني في البلاد العربية، العدو الصهيوني والأسلحة المتطورة، وغيرها.
رابعاً: محور الدعوة الإسلامية والدفاع عن الإسلام ديناً، والعربية لغة، وله فيه: بين العقيدة والقيادة، رسالة المسجد العسكرية، عدالة السماء وتدابير القدر.
في هذا الفصل يعرفنا الطنطاوي ببعض مؤلفات شيت خطاب. ونحن أمام مقترباته إلى هذه الكتب، نقرأ ما يوفيها حقها من التعريف بها، وبفصولها، وبما تتضمنه من موضوعات وتحليلات. ومن الكتب التي يستعرض محتوياتها: الرسول القائد (صلى الله عليه وسلم)، وقادة النبي (صلى الله عليه وسلم)، وقادة فتح السند وأفغانستان، وقادة الفتح الإسلامي في أرمينية، وقادة الفتح الإسلامي في بلاد ما وراء النهر، وبين العقيدة والقيادة، وومضات من نور المصطفى (صلى الله عليه وسلم)، والتصور الصهيوني للتفتيت الطائفي والعرقي، والمصطلحات العسكرية في القرآن الكريم، ودراسات في الوحدة العسكرية العربية، وطريق النصر في معركة الثأر، والأيام الحاسمة قبل معركة المصير، والإسلام والنصر، والأدلة الرسمية في التعابير الحربية.
كناقد أشرنا إلى أن الطنطاوي، في فصل اللمحات، يتوقف أمام عدد من القضايا التي شغلت ذهن شيت خطاب، ولأهميتها في الكشف عن حياته إنساناً ومفكراً، لابد من التذكير بأبرزها في هذه المراجعة. فهو مثلا يحذر من استخدام اللهجة العامية، لأن عواقب انتشارها برأيه خطيرة، تفت في عضد الأمة. وفي الوقت الذي حارب فيه الدعوات إليها، فإنه ظل من المدافعين عن العربية الفصحى في أي شكل من أشكال التأليف، لأنها كما يؤمن، أحسن اللغات، وتكمن حيويتها في قدرتها على استيعاب كل التطورات. ولهذا نراه في كل مناسبة يدعو إلى استخدامها، والتعمق فيها، كما أنه وقف بقوة ضد دعوات كتابتها بالحروف اللاتينية تحت أي ذريعة.
ويقسم الحضارة الغربية إلى ما هو علمي، وإلى ما له صلة بالمبادئ، فأمّا الأول، فإنه يقبله ويدعو إلى الاستفادة منه. وأما الذي له صلة بالمبادئ. فإنه يرفضه ولا يرضى بشيء منه، لأنه كما يعتقد من ضروب الاستعمار الفكري والغزو الثقافي، وفي ذلك يقول (إن هذا العصر الذي نجح في تطوير العلوم التطبيقية والوصول إلى القمر، أخفق في تطوير معاملات البشر، أفراداً أو أمماً، بعضهم لبعض، لذلك لا يزال البشر بعيدين عن الكمال، لأن حضارتهم اهتمت بظاهر الإنسان وحياته المادية، بينما اهتم الإسلام بباطن الإنسان وظاهره، وبحياته المادية والروحية على حد سواء).
وفي موقفه من المستشرقين لم تفارقه يقظة العسكري الذي لا تغمض له عين في جبهة القتال. فهو ممن لا تلتبس عليهم الأمور، ولا يستطيع الخبثاء من المستشرقين والمستعمرين التدليس عليهم، أو الإيقاع بهم، في دراساتهم المطلية بالموضوعية والبحث العلمي والحيادية وغيرها من أقنعة التخفي. لقد رأى في كثير من كتاباتهم سموماً مغطاة بحلاوة الصنعة،، ومثال هذا الموقف رده على من أرادوا النيل من شخصية القائد عقبة بن نافع، وقد جاء هذا الرد في كتاب يقع في (327) صفحة، كما أنه تعقب عديدين، ورد عليهم مزاعمهم في أهداف الفتح الإسلامي، وفي غير ذلك من الموضوعات.
ولقد شدد خطاب في مؤلفاته على قضية بناء الرجال، وأسهب في الحديث عن بنية الفارس الحقيقي، وهي مما أكسبته إياها حياته كعسكري، وتعامله مع جنوده كما أسلفنا. وتحتل القضية عنده موقعاً حساساً، لأنه من شروط نهضة الأمة، التي يضيف إليها، ضرورة سعة الأفق العلمي التي تمكن الأمة من فهم العصر، وما يعتوره من مشكلات، وما تتطلبه من حلول في ضوء الإسلام، بحيث لا يخاف العالم في الحق لومة لائم. وهو في الوقت الذي يرى فيه أن المسلمين بحاجة ما سّة اليوم إلى قادة من نوع خالد والمثنَّى، يرى أن حاجتهم للعلماء (العاملين) أمس أشد.
أخيراً، إذا كان كتاب الطنطاوي يأتي منسجماً مع هدف السلسلة التي صدر عنها، من حيث أنها تسعى إلى تقديم لمحات من حياة العلماء والمفكرين المعاصرين، والتعريف بمؤلفاتهم فإننا نستطيع أن نقول التالي فيه:
(1) لا يكاد المؤلف الطنطاوي في فصل اللمحات، يضيع أي معلومة يعتقد بأهميتها للكشف عن جوانب حياة شيت خطاب، وهي كشوفات تفضي إليها معرفته بمن يكتب عنه، بالإضافة إلى ما تقدمه كتبه من معلومات وفيرة.
(2) وفي هذا الفصل- الأول- أيضاً- فإن الطنطاوي يحدد لنا دوافع شيت خطاب للكتابة، ومرجعياته، وهذا من شأنه تسهيل مهمة القارئ في معرفة الأفكار التي تصطرع في أعماق شيت خطاب.
(3) يأتي الكتاب كذلك منسجماً في منهجه، مع ما درجت عليه كتب التراجم السابقة، ومن ضمنها التراجم التي وضعها خطاب مما سبقت الإشارة إليه، ومما لم نذكرها فهو يمهد للحديث بالكشف عن الطفولة، والواقع، والمؤثرات في تكوين الشخصية، والكشف عن مرجعياتها التي لابد من لفت الأنظار إليها.
(4) يحرص المؤلف على الإتيان ببعض المواقف مما مرت بها الشخصية، ومن ذلك موقفه كما أشرنا من سيد قطب والمودودي، وهذا من شأنه إجراء حوار مع القارئ حول شخصية شيت خطاب التي تظهر على حقيقتها، وبكامل حيويتها.
(5) وأخيراً فإن الفصل الثاني ينطوي على استعراضات لأبرز ما كتبت الشخصية من مؤلفات. فإذا كان قارئ كتاب الطنطاوي قد اطلع على بعض هذه المؤلفات، فحسبه أن يتذكر، وإن لم يكن قد قرأ هذه المؤلفات، فإن المؤلف يضعه أمامها مباشرة، حيث المقاربات إليها، أشبه بتلخيصات مستفيضة، وهذا ما قصدناه من هذه المراجعة.