فلاحة الكلمة تزرع الحب في تربتنا وتنتظر نموها

وزنة حامد :

فلاحة الكلمة تزرع الحب في تربتنا وتنتظر نموها

إدريس الهلالي - درباسية

مقولة رسخها الفراعنة ورددها المصريون ( من يشرب من ماء النيل ) لا بد من عودته ثانية والكلمة تمتد من المنبع لتتابع مجراها عبر أخاديد المعرفة في احاقيف صحراء الجفاف راوية أكمتها ونجدتها وكثبانها فتتسامق الزهرة ويتفتق البرعم ... عندها تهب نسمة وتتساءل بلابل الأدب أفي الصحراء ماء ...وزهر وبرعم ...؟وهل الكاتبة وزنة حامد لإرواء صحرائنا ... ؟أم أنها فتقت البرعم عن مبسمه ورفعت أنامل القلم لتسقط طلاً على أزهارنا ..؟ ترى هل الكاتبة وزنة حامد فلاحة الكلمة تزرع الحب في تربتنا وتنتظر نموها ..؟ أم أنها تدرك عطاء التربة فتلقي الحب وتقفل عائدة إلى مضجع القلم ..؟ أم راوية غيطان الأدب التي نضبت ؟ فغمست بريشتها أرضنا الجدباء فاستسقت فداديننا .. ؟ حيرة من الزارع والساقي .. ولا يهم الجواب ما دام حقولنا خضراء ..

وزنة حامد هذه الكاتبة القادمة من ثبج الشرق العربي تطل بقلمها من سجف خيمة المرأة .. ومن حشايا التأدب الأنثوي لتبرهن أن عصر الملاطفة الأدبية على حساب جيد المرأة ولى . لتبرهن أن المداهنة الرجولية مسخت من فوق الصمت الأنثوي .

لتبرهن إن معترك الحياة الأدبية ليست سيفاً منفرداً في يد الرجل الكاتب الشاعر المقاتل . وان عصر الإيماء والقيان. .. والغواني أسدل عليه ستار الإهمال والتقيؤ .. هكذا عرفنا وزنة حامد في سبقها الأنثوي الأدبي حين كتبت للعامل .. للموظف .. للفلاح .. للإنسان داخل الإنسان .. وها هي وزنة في عطاءها الآتي ( اللحظات الأخيرة ) تبدأ مع لحظاتنا الجديدة .. ترتشف معاناتنا وتمتص آهات قلقنا الفكري ...

في كتابها ( اللحظات الأخيرة ) تروي لنا قصص أناس بسطاء طالتهم الغفلة .. وانطلت عليهم السذاجة فسقطوا في ردهة العفوية .. أنها تمارس الحقيقة بأسلوب ساخر .. قاهر .. باك في الداخل ملتهب في الصميم ... إنها تحترق على كل المراحل من أجل رسم ابتسامة بريئة ولو فوق زجاج النافذة الأدبية ... ولست مادحاً لأنثى عصرت ذهنها لرحيق إنسان ولكني أمدح جراءة أسلوبها على قهر خوفها ... وهنيئاً لقلم أنثى عجن الحياة رغيفاً ربما ناضجاً أو أنه أغنيَ من جوع ... وأستميح عذراً شاعرنا الكبير احمد شوقي لاستبدال كلمة من قوله :

إن البطولة أن تموت من الفكر - ليس البطولة أن تعب القهر.