أدباء وعلماء عرفتهم
للأستاذ أحمد الجدع
محمد علي شاهين*
يستهلّ الأديب المصنّف الأستاذ أحمد الجدع بكل تواضع وهو يستعرض سيرته الذاتيّة كتابه القيّم (أدباء وعلماء عرفتهم) فكتب يقول:
"كان هؤلاء جزءاً من حياتي، وتاريخاً في مسيرتي، أحببت أن أدوّن هذا الجزء وأن أبيّن هذه المسيرة، وذلك بعرض موجز لسيرة هؤلاء الرجال، وبخاصّة ما يتعلّق منها بصلتي بهم".
وأردف يقول: مسيرتي في الحياة حافلة، أحببت أن أعرضها على الخاصّة من أهلي وولدي، وعلى العامّة ممن يحب ويعشق الاطلاع على تجارب الرجال، وقد فكّرت في طريقة لهذا العرض فوجدت أنسبها: السيرة الذاتيّة، وما كتبته من شعر، وما كتبته من قصص الحياة، ومجموع مقالاتي المنشورة، وصلاتي الحياتيّة والعلميّة والأدبيّة.
ولطالما اهتم الأستاذ الجدع بالتراجم اهتماماً أخذ عليه جلّ وقته، فكتب في تراجم الإسلاميين قدمائهم ومعاصريهم عشرات المؤلّفات، فمن حقّه علينا أن نكتب في ترجمته، ومن حقّ نفسه عليه أن يكتب في سيرته الذاتيّة، فيملأ علينا حياتنا بجليل تجاربه، وثاقب فكره، وغزارة علمه.
ومن حقّه على الجهات الثقافيّة، وعلى القيّمين على الجوائز الأدبيّة، أن يكرّموه ويمنحوه ما يستحق من تقدير ودعم مادي ومعنوي، لأنّه أعطى المعرفة حياته ووقته وماله فألّف سبعين كتاباً تعتبر موسوعة أدبيّة نادرة.
ويعتبر كتابه (أدباء وعلماء عرفتهم) إضافة رائعة لمجلدات معجمه الثلاث (معجم الأدباء الإسلاميين المعاصرين) وللأجزاء العشر من (شعراء الدعوة الإسلاميّة في العصر الحديث) بالاشتراك مع الأستاذ حسني أدهم جرار، و(شعراء العرب المعاصرون) و(شعراء معاصرون من الخليج والجزيرة العربيّة) و(صحابيات ومواقف) و(وأولاد الرسول وأحفاده وأرباؤه) و(نساء حول الرسول) و(فدائيّون في عصر الرسول) و(أبوسفيان بن حرب) وكلّها في التراجم.
وهو في كتابه (أدباء وعلماء عرفتهم) يستعرض جانباً من سيرة ثمانية عشر ومئتين رجلاً وامرأة واحدة، معظمهم من المعاصرين.
وتمتاز الشخصيات التي كتب عنها الأستاذ الجدع بالتنوّع فهم ينتمون إلى عدّة دول عربيّة: فلسطينيون، وأردنيّون، وسوريّون، ومصريّون، وعراقيّون، وقطريون.
وهم شعراء، وأدباء، وعلماء، ومؤرّخون، ومربون.
وهم على تنوّعهم ينتمون إلى مدرسة واحدة وأمّة واحدة، لأنّ الأستاذ الجدع يؤمن بأخوّة الدين ووحدة بلاد المسلمين.
ويمتاز هذا الكتاب بترتيبه أسماء المترجم لهم على حروف المعجم العربي، ويبدو هذا في فهرسة الكتاب، كما يمتاز بجودة طباعته، وأناقة تجليده.
صدر المجلد عن دار الضياء للنشر والتوزيع في عمّان سنة 2008 في 227 صفحة من الحجم العادي.
هذا الكتاب خلاصة تجارب ومعارف وصحبة، كان بودنا أن نقرأ كل ترجمة على حدة، لكن هذا المقال لا يغني عن قراءة الكتاب، والاستمتاع بذكريات المؤلّف والاستفادة من تجاربه وحكمته.
* أديب سوري يعيش في المنفى.