مؤتمر "مراكز البحوث العربية والتنميّة والتحديث"، نحو حراك بحثيّ وتغيّر مجتمعيّ
ألكسو: معهد البحوث والدراسات العربية بالقاهرة ينظّم مؤتمر: "مراكز البحوث العربية والتنميّة والتحديث"، نحو حراك بحثيّ وتغيّر مجتمعيّ
انعقد المؤتمر السنوي الرابع لمعهد البحوث والدراسات العربية التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) بالقاهرة في 27 و28 - 12 – 2015 م تحت رعاية مدير عام المنظمة د. عبد الله حمد محارب، وقد ضمّ باحثين من الوطن العربي: السعودية، الأردن، ليبيا، لبنان، الجزائر، فلسطين، الصومال، تشاد، ومصر .
الجلسة الأولى، افتتاح المؤتمر
استهلّ مدير المعهد د. فيصل حفيان المؤتمر مرحّبًا براعيه وضيف الشرف وبالضيوف والمشاركين فيه، ثمّ عرّف به، وذكر أنّ هذا المؤتمر يحمل عنوانًا جديدًا يفضي إلى البحث في طبيعة وأهداف وآليات عمل مراكز البحوث والفكر العربية، وفخر بهذا المؤتمر الذي آثر إبراز دور الباحثين الشباب المرشحين من جامعات عربية راسلتها إدارة المعهد سابقًا استعدادًا لانعقاده، وذكر أنّ الدول العربية التي تعاني من أزمات ومآزق تحتاج إلى فهم وتفسير مشكلات واقعها المجتمعي والسياسي والبحث عن حلول علمية منوطة بمراكز البحوث والفكر العربية لتجاوز مواطن الخلل في البنيات المجتمعية المتخلفة التي أدت إلى نشوب الصراعات الرأسيّة العبثيّة في المجتمع العربي بين تشكيلات الولاءات الأولية النحننية، وصولًا إلى الحروب الأهلية التي تنذر بمستقبل مأساوي، وذلك ليصار إلى قراءة الواقع من جديد واستنباط حلول علمية وتحديثية لإعادة الحياة وبثّ روح التطور والحرية في الدولة والمجتمع، ثمّ تساءل د. حفيان عن جدوى القطيعة مع التراث كشرط للولوج بالتحديث والحداثة، مضمنًا سؤاله ضرورة بناء هوية عربية معاصرة مستندة لتاريخنا وتراثنا، كما أشاد بمعهد البحوث والدراسات العربية الذي تناوب على رئاسته قامات عربية كبيرة كساطع الحصري.
ثمّ تحدّث راعي المؤتمر د. عبد الله حمد محارب، وأشاد بمراكز البحوث والفكر العربية التي تحاول ان تقدّم الحلول المناسبة للمشاكل العربية المتراكمة، وأكّد على ضرورة العودة للتراث العربي، وأورد مثالًا، ابن خلدون الذي اتبع في مقدمته منهجًا سياسيًّا واجتماعيًّا لايزال صالحًا حتى أيامنا الراهنة، ثم تطرق إلى تاريخ معهد البحوث والدراسات العربية الحافل بالإنجازات منذ خمسينيات القرن الماضي.
بعد ذلك قدّم د. عصام شرف رئيس مجلس الوزراء المصري الأسبق ضيف شرف المؤتمر تصوّرًا موجزًا عن العلاقة الناشئة بين الداخل والخارج لدى مراكز البحوث، وأوضح وجهة نظره عبر شاشة جهاز الإسقاط الإلكتروني بشكل تقنيّ ومعرفيّ ملفت للنظر، مستنتجًا أن أساس العلاقة هو ضرورة تنامي قوّة الداخل ليتمكّن من التعبير على نفسه أمام الخارج المتنامي أصلًا.
ثمّ دعا إلى تثوير الطاقات الكامنة في اللغة التي تشتمل على كلمات تمنحنا المعاني عند استخدامها في سياق لغوي ومجتمعي صحيحين، وأورد مثالًا قرآنيًّا: "بسم الله الرحمن الرحيم" الجملة التي حملت معنى الرحمة، فبتوظيفها الصحيح إبان نهوض الأمة تجسدت كلماتها بالفعل، فآلت إلى بناء أول مشفى ثابتة وأعقبها ثانية متجوّلة منذ القرن الهجري الأول.
وأشار د. شرف إلى أنّ الفلسفة والأديان هي الدافعة نحو العلوم المؤسّسة لتطبيقات صناعية، لاسيما التجريبية، وذلك وفقًا لمعادلة: التدبر ثم الإنتاج فالنمذجة وصولًا إلى التقنيات ومخرجاتها للوصول إلى العلم، ويستدعي تحقيقُ هذه المعادلة استشرافَ الحلول على ضوء توقعات العلم الجديد المتجدد المتحصّل وفقًا لقانون العرض والطلب، وذكّر إن الإنسانية تسعى للوصول إلى كسر إرادة ممثلي العولمة الشرسة واستبدالها بعولمة رحيمة تؤمن بوجود الآخر وتتبني التعايش المشترك وتقرّ بالتنوع والاختلاف، واستنتج ضرورة ومشروعية التعاون مع الجانب العولمي الرحيم، لأنّه لامناص من الإندماج بالتحضّر الإنساني والإسهام في بناء حضارة كونيّة تحقق أحلام البشر بالحرية والمساواة والعدالة؛ وبناء عليه أكّد د. عصام شرف أنه لابدّ من مشروع حضاري عولمي جديد بمشاركة الحضارات الفاعلة بالتاريخ كالإسلامية، تكون الشعوب هي الفاعلة والمستهدفة والمراقبة فيه، وأومأ إلى تقرير اليونيسكو عام 2010م تحت عنوان "نحو إنسانية جديدة"، وإلى مفهوم هيئة الأمم المتحدة عن التنمية المستدامة في سبتمبر عام 2015م، وأشاد بهما وبالإرادة العالميّة المصوّبة نحو القضاء على الفقر والإعتماد على العلم، وبذلك فما علينا إلاّ أن نتعاون مع دوائر ومؤسسات المجتمع الإنسانيّ الجديد، للحاق بالركب الحضاري، والمساهمة في تأهيل الحضارة الكونية لتكون قادرة استيعاب كل من على كوكب الأرض وتحقيق المساواة فيما بينهم، وعدّ هذا المؤتمر خطوة على الطريق.
علّق د. فيصل حفيان مؤكّدًا على ضرورة ارتكاز التنمية والتحديث على نموذج فكري خاصّ، من دون فرضه من الخارج، حتّى نرتقي إلى التحديث والتجديد؛ وبذلك فقد ذكر التراث العربي الإسلامي الثري بالمرتكزات التي يتوجب الإنطلاق منها والتكيّف مع نتاج الحضارة الإنسانية المعاصرة.
بعد ذلك، وزعت الجوائز المقررة لأصحاب البحوث الفائزة في مسابقة الشباب العربي لعام ٢٠١٥، وقد فاز بها الباحث حسام كصاي من العراق، والباحث علي إمام من مصر، وكان موضوعهاالتطرف والإرهاب وآليات مقاومتهما الفكرية في الوطن العربي
بعد ذلك أشار د. حفيان لوجود 20 باحث عربي في المؤتمر سيقدمون أبحاثهم المتنوعة حول المراكز البحثية، وكرّر إشادته بفعاليات المؤتمر الشبابية، ولم يخفِ طموحه بتفيعل توجهات المؤتمر ليخلق تشبيكًا فاعلًا بين مراكز البحوث والفكر العربية من خلال معهد البحوث والدراسات العربية في القاهرة. وأعلن عن بدء فعاليات المؤتمر البحثيّة.
المحور الأول: المراكز وأسئلة القضايا الاستراتيجية
الجلسة الثانية: المراكز وتحديات التحديث
رئيس الجلسة: د. صلاح فضل، مصر
الباحث: عمراني بن الرتمي كربوسة، الجزائر
عنوان البحث الأول: المراكز بين تحديات التغيير ورهانات المستقبل
استهلّ الباحث ورقة عمله مشيرًا إلى أهميّة السعيّ على دروب التنميّة بغية بناء الدولة في البلدان العربية التي غاب ويغيب عنها الفكر النظري اللازم للبناء، وذكر أسبابًا عديدة منها: ضعف مراكز الفكر والبحوث العربية، ثمّ حدّد أربع نقاط عالجها في بحثه وهي:
1- إشكالية المفاهيم والمصطلحات: وتتعلق بالغموض واللبس إزاء كمٍّ هائل من المصطلحات المستعارة، والتنوع في استخدام عدة مصطلحات لمفهوم واحد نتيجة التعدد اللغوي عند الباحثين، إن كان في البيئة المولّدة للمفاهيم والمصطلحات أوالمستهلكة لها، مما يفضي بالمصطلح للارتباك وبالتالي الغموض، وطالب مراكز البحوث والفكر العربي بالتصدي لهذه الإشكالية التي تعين في رسم استراتيجات لخدمة التنمية والديمقراطية...إلخ، وقال أنّ هذا يتطلب فكرًا مبدعًا لتكوِّن التقارير الأولية تصورات فكرية على درب بناء خارطة طريق لاستراتيجيات ذات جودة عالية.
2- معوقات فعالية الفكر: انطلق الباحث من الأوساط السياسية الرديئة، وعدّد مظاهر رداءته في الدوائر المغلقة للنظام السياسي المتضمنة استبداد الحكّام، ثمّ هشاشة المجتمع المدني، وتدهور أحوال التعليم، وهيمنة النزعات التقليدية والرجعية على المجتمع والدولة، وأشار إلى لجوء القطاع الخاصّ إلى الربح والطمع؛ كما أشار إلى ضعف الموازنة الخاصّة بالبحث العلمي والتعليم في البلدان العربية، ووصل لنتيجة مفادها: إنّ بيئة الفكر هي الحريّة، والاستراتيجيات تحتاج إلى فكر سياسي تتفاعل معه، وهذا لن يتحقق إلّا بفعالية السياسة الموءودة بسبب طغيان القهر والإستبداد في بلداننا العربية.
3- المراكز البحثية (الفكر وتحدي الثورة): أولى معوقات عمل مراكز البحوث العربية هو التمويل المالي، وبدون التحرر من أعباء الأموال لايمكن لهذه المراكز بالعمل الجاد، وألمح لخطورة التمويل الحكومي الذي يؤول إلى الانصياع لإرادات السلطات الفاسدة، أو الخارجي الذي يخدم أجندات خارجية غربية تحت مسميات حقوق الإنسان والديمقراطية وغيرها.
4- تداعيات ثورات الربيع العربي على مراكز البحث، الرهانات المستقبلية:
جدّد الربيع العربي طرح قضية الحرية كشرط لازم لإنعاش مراكز الفكر العربية، ثمّ أشار إلى ضرورة التصدّي للإطروحات الغربية (البراغماتية) ومواجهة حججهم بحجج تحفظ لنا مصالحنا، إضافة إلى ضرورة وعي المراكز لدورها في عملية التنمية؛ ثمّ ختم ورقة عمله بتأكيد شعار: نحو تفعيل مراكز الفكر العربية، في أنظمة تؤمن بالانفتاح السياسي في خدمة الإقلاع الاقتصادي.
بعد ذلك علّق د. صلاح فضل على الورقة، وأومأ إلى ندرة المراكز العلمية الوطنية، وقال بضرورة التمييز بين المراكز التي تتبع الحكومات والمراكز الخاصّة والمستقلّة منها وهي نادرة في بلادنا، نظرًا لقصور التمويل المالي، وضعف فعاليات المجتمع المدني، ثمّ قدّم الباحثة الثانية.
الباحثة: خلود محمد الدعجة، الأردن
البحث الثاني: التحديث وتجاذبات الخصوصية العولمة
ارتأت الباحثة أن على مراكز البحوث العربية أن تساهم في خلق أشكال وعيّ جديدة، وبشّرت بإمكانية حدوثها بعد ثورات الربيع العربي.
وأشارت إلى الخلل في مكونات الهوية الثقافية، حيث تغلب النزعة الفردية على الوعي المجتمعي في مكونات الهوية العربية الراهنة، ولكنها سارعت للقول إن هذا الخلل ليس قدرًا نهائيًّا فثورات الربيع العربي أثبتت قدرة هذه الشعوب على التغيير والثورة وبناء وحماية هوية مستمدة من أعماق التاريخ العربي، ثمّ عدّدت مكوّنات الهوية الثقافية العربية ابتداءً من الواقع المجتمعي المعيش، البيئة الطبيعية، البيئة الإقتصادية، المفردات الثقافية، مناحي الإبداع، ورؤى المسقبل، ثم حّددت مرجعية هويتنا بالدين الإسلامي الكفيل بتنظيم الحياة الاجتماعية والاقتصادية، والحفاظ على اللغة العربية، وموروث الأمة الثقافي، والعلوم الدينية، ولخصّت الجوانب الإيجابية في مجتمعنا بـ:
القيم الدينية المرتكزة للمساواة والإخاء والصدقالتكافل الإجتماعي والتضامن والإحسانالتقاليد والمسلكيات المستقيمة التي ترضي الله تعالى
والجوانب السلبية بـ:
تضييق الخناق على المعتقدات ونشر الأفكار وحرية الرأيالهجرة بحثًا عن مناخ ديموقراطي مناسب يحقق آمال الطامحين لحياة أفضل
ثم تعرضت إلى معوقات تفعيل هوية ثقافية عربية بـ:
· سياسة العولمة التي تفرض على مجتمعنا قيمًا مغايرة لقيمنا الموروثة· إهمال اللغة العربية لمصلحة تعلّم لغات أجنبية· تقليد أنماط الثقافة الأمريكيةالسطوة الإعلامية الغربية على حياتنا
ثم تحدثت عن دور المراكز البحثية العربية وضرورة مشاركتها بالتقصي والبحث عن حلول ناجعة تكفل تحديث الثقافة العربية بما يحقق حياة أكثر إنسانية وهوية مختلفة، وقالت إن ثوراتِ الربيع العربي بشّرت على قدرة شعبنا على بلورة هوية ثقافية عربية حديثة.
الباحثة: سناء سليمان مصطفى، مصر
البحث الثالث: التحديث بين النهوض بالخصوصية الثقافية ومواجهة تحديات العولمة
شرعت الباحثة في الحديث عن واقع وهموم مراكز البحوث والفكر العربية كما ورد في الأبحاث السابقة، ثمّ تساءلت عن وجود تعارض بين التحديث وخصوصية البدان العربية في هويتها الثقافية، ثمّ استنتجت إنّه على الرغم من الخصوصية التي قد تبدو للبعض أنها مغايرة لرؤى الحداثة، إلاّ أنّه لامناص من الكفاح ضد الجمود والثبات الذي ظهر على مجتمعنا في العصر الحديث.
وفرّقت الباحثة بين التحديث الذي يعني التقدم والتطور، والإستحداث المعبّر عن الطاقات الإبداعية المختزنة في أي مجتمع إنساني، ثمّ انتقلت للحديث عن مراكز البحوث العربية التي يجب ان تنطلق من موقع الإستحداث في رسم سياسات وتقديم حلول لإعانة أصحاب القرار السياسي وأبناء المجتمع في رسم مصائرهم بشكل أفضل عما كانت عليه أوضاع ماقبل ثورات الربيع العربي
الجلسة الثالثة: المراكز وقضايا التنمية
الرئيس: د. ابراهيم بيومي غانم، مصر
الباحث: محمد محمود بني مفرج، الأردن
البحث الرابع: دور المراكز في تحقيق مشروعات التنمية والتحديث
بعد أن أورد الباحث بؤس مجتمعاتنا في حياتها الراهنة، وقال بضرورة العمل لإنجاز مشاريع تنموية تتسم بسمات حداثية، وترتكز على منجزات العلوم، بهدف الانتقال نحو الخير والعدالة الاجتماعية والمساواة، عدّ وجود مراكز البحوث وفعاليتها خطوة لازمة لرسم ملامح دروب التنمية والتحديث، وقدّم تصورًا عن واقع هذه المراكز الراهن المتسم بالعجز في إنجاز مهامًا منوطة بها، وحدّد أهم عيبين في آليات عملها وهما:
افتقاد مراكز البحوث للعمل المؤسسي وخضوعها لأمزجة القائمين عليها والتي تعمل وفقًا لمصالح الممولين لها.افتقادها للمعرفة المبنية على أسس علمية، والتي بدونها لايمكن امتلاك القوة اللازمة لتفعيل دورها في رسم سياسات ووضع حلول لمشاكل نعايشها
الباحث: اسعيداني سلامي، الجزائر
البحث الخامس: إشكالية التنمية العربية في ظلّ التحولات العالمية
عدّ الباحثُ إنّ المقوّم البشري هو أهم عنصر من عناصر التنمية، وكلما كان الإعداد للطاقات البشرية جيدًا كان النجاح بالوصول لنتائج إيجابيّة على درب التنمية ممكنًا، وقلّل من خطر الأزمة في الهوية الثقافية للبلدان العربية، حيث تشترك مع كل شعوب الأرض بهذه الأزمة، وأورد مثالًا أزمة الهوية الثقافية الفرنسية التي تقوم على التهجين وفقدان الأصالة، ثم حدّد المشكلة عند العرب بطغيان النمط الثقافي الغربي على الحياة العربية؛ وارتأى إنّ مراكز البحوث لم تتمكن حتى هذه اللحظة من السير على درب التأثير بالحياة العربية المعيشة، نظرًا للإشكاليات المعرفية التي تعيش في كنفها، لاسيما قصورها الواضح بتقديم حلول للإنطلاق على دروب التنمية الإقتصادية التي تحتاج إلى دراسات ميدانية ومناهج علمية لاستشراف المستقبل.
ثمّ تحدّث الباحثُ عن خطورة تمويل المراكز البحثية الذي يجب أن يكون داخليًّا، وأن لاتنصاع المراكز لإرادة الممولين، وطالب بضرورة توجّه المراكز البحثية لوضع نمطية للإقتصاد المعرفيّ، واستراتيجية تجدّد سبل إنتاج المعرفة اللازمة لتحقيق التنمية المستدامة، ثمّ استنتج إن لامناص لمراكز البحوث العربية من اللجوء إلى استراتيجية موحدّة التي لايمكن لها أن تتحقق إلاّ من خلال تكامل بحثي علمي اقتصادي موحد على مستوى الوطن العربي.
الباحث: ياسر نمر محمد أبو حامد، فلسطين
البحث السادس: دور مراكز الدراسات السياسية في عملية التنمية السياسية
قدّم الباحث بنود بحثه وهي أربعة:
1- علاقة مراكز البحوث بالتنمية: وعدّها جدلية فالمراكز تقدم الدراسات والحلول لأصحاب القرار وللفعاليات المجتمعية، وتستمد قوتها من الدولة والمجتمع عندما تخضع لتنمية مستدامة وفق أسس علمية.
2- المقومات الأساسية في إسهام المراكز بالتنمية:
أهمية إلتزام الدولة والمجتمع بشرعة حقوق الإنسانالتعددية السياسيةتشييد دولة القانوناستقلالية المراكز البحثية واستدامة تمويلها
العراقيل المعوّقة لتصدير دراسات سياسية من المراكز البحثية، وعالج منها: التمويل الأجنبي الذي يُخضِع المراكز لإرادتهم السياسية ومصالحهم الإقتصادية، وإنتماء المراكز لأحزاب سياسية تخدم مصالحها ورؤاها السياسية، ثمّ ضعف الإبداع الفردي والمؤسسي والإعتماد في البحوث والدراسات على نقل خبرات وتجارب مراكز الدول المتقدمة بشكلٍّ آليّ
4 – سبل تفعيل دور مراكز الدراسات السياسية في البلدان العربية:
ضرورة الإسراع في تفعيل دور مراكز الدراسات السياسية في البلدان العربية، بما يحقق التفاعل داخل البنية المجتمعية لسبر أغوارها وإستخلاص الحلول وإنتاج السياسات المناسبةتحقيق مبدأ استدامة التمويل البحثيالتركيز على إقامة المؤتمرات وورشات العملتعميق الدراسات بالواقعاستقطاب الخبرات العلمية اللازمة للدراسات المنهجية العلميةالتوجّه نحو تخصص المراكز بالمواضيع التي تتناولهاإقامة شبكة لكل مراكز البحوث العلمية، والدعوة لمؤتمر يشمل كل مراكز الأبحاث والفكر العربيةإصدار دوري لأهمّ الدراسات البحثية في الوطن العربي
وبعد أن علق بعض الباحثين وأدلوا بملاحظاتهم وتعقيباتهم، تحدّث رئيس الجلسة د.ابراهيم بيومي غانم، منتقدًا اللغة العربية الركيكة المستخدمة ومشيرًا إلى الأخطاء اللغويّة والنحويّة، وإلى ركاكة الأسلوب اللغوي وعدم القدرة على التعبير عن الأفكار، ثمّ أشار إلى تكرار الأفكار في البحوث المقدمة وضمن كل بحث، وعدم القدرة على تقديم الأفكار بشكل منهجي، وذكر أنّ تلخيص أيّ بحث لا يحتاج إلى أكثر من 7 دقائق لإبراز تحدياته وعرض أفكاره الرئيسية وأطروحاته الممكنة والمشاكل المعروضة فيه، وحلولها المتوقّعة على ألا تكون مسبوقة، ثمّ تعداد النتائج البحثية المتوخاة من البحث، وهذا يحتاج من الباحث أن يكون على دراية بالوقت واستثماره على اكمل وجه، والإشتغال على تلخيص بحثه وتحديد نقاطه بشكل دقيق قبل الولوج بعرضه.
ثمّ تكلم عن أوهام وأضاليل قُدّمَتها الأوراق البحثيّة من دون دراية بمشاكل الواقع، وقال، أخيرًا، إنّه لو سئل عن نشر هذه الأبحاث فلن يوافق على نشرها لضعف أفكارها، وسوء لغتها، وابتعادها عن الواقعية اللازمة، وفقرها لمنهجية علمية.
المحور الثاني: المراكز والحراك والراهن والإستشراف
الرئيس: د. خالد عزب، مصر
الباحث: صالح أبو بكر علي، تشاد
البحث السابع: دور مراكز البحوث في التحليل والاستشراف
عالج الباحث بنود ثلاثة وهي:
· المراكز ودورها في دراسة الواقع: حدّد ضرورة العمل الميداني لمراكز البحوث والاعتماد على قواعد بيانات صحيحة، لتتمكن من الحصول على دراسات علمية مفيدة· المراكز ودورها في إرشاد أصحاب القرارات السياسية: بغية الحصول على سياسات مجدية، وهذا يتطلب تقديم العون لهم لاتباع سياسات رشيدة ترتكز على أبحاث علمية تستشرف النتائج في المستقبل نتيجة استقراء للواقع.· أثر المراكز في الدراسات الاستراتيجية: تحتاج إلى رؤى علمية مدروسة على تحليل مشاكل الواقع والاسترشاد بمناهج البحث العلمي المناسبة لتحديد خطط مستقبلية تعتمد وضع استراتيجية متكاملة لتكون دليل عمل للسير على دروب التنمية التي تفضي إلى بناء مجتمع حديث ودولة منيعة ومواطن حر ومسؤول
بعد ذلك تحدّث الباحث عن تكاليف مراكز البحوث ومصادر تمويلها مكررًا ماجاء في اوراق بحثية سابقة، ثمّ قدّم التوصيات التالية:
· ضرورة التنسيق بين المراكز البحثية في الوطن العربي· الدعوة إلى التشجيع على إقامة مراكز بحيثة جديدة· مسح للمراكز العربية العاملة في الوطن العربي· السير على درب التكامل في تأدية وظائف مراكز البحوث العربية
الباحث: أمجد جبريل، فلسطين
البحث الثامن: المراكز البحثية والربيع العربي، نظرة على الأدوار والمشكلات والمستقبل
استهلّ الباحث بعرض واقع وأوضاع مراكز البحوث العربية بعد ثورات الربيع العربي، التي تنامى عددها بشكل ملحوظ من دون أن تتغيّر نوعيًّا، ولاحظ أنّ هذه المراكز ضعيفة التأثير في قيام الثورات العربية وتداعياتها نتيجة ضحالة إمكانياتها، وتواضع إطروحاتها المتماشية مع إرادة الممولين إن كان داخليًّا أو خارجيًّا، ثمّ حصر أسباب الأحوال المزرية لهذه المراكز بـ:
· استبداد أنظمة الحكم العربية وانتشار القهر وانعدام بيئة الحرية المناسبة لاحتضان الفكر الحر· تهميش الباحث وتقزيم دوره بالتقصّي عن جذور وأسباب المشكلات لوضع الحلول لها· واقع المراكز البحثية العلمي المنغلق على المتنفذين به، الجامد والعصي على التغيير· الأوضاع المادية والاجتماعية المزرية للباحثين الذين ينأوون عن وظائفهم بحثًا عن ظروف معيشية لهم ولأسرهم أفضل مما هم فيه· ضعف وضآلة الميزانيات المخصّصة للبحث العلمي· اقتراب الباحثين من المراكز الغربية يجرّهم إلى الإنعزال والإبتعاد عن الداخل لمصلحة الغرب الذي لايخفي مصالحه وسياساته في بلادنا
ثمّ ختم الباحث بتأكيده على بروز سمتين بشكل واضح في المراكز البحثية العربية، الأولى: تتعلق بافتقار المراكز البحثية العربية للريادة بكافة حقول المعرفة والاختصاصات البحثية، والثانية: بالحيرة والتخبّط في تحديد مفاهيم واضحة لدور هذه المراكز البحثية الفكرية.
الباحث: عماد غنّوم، لبنان
البحث التاسع: المراكز بين الحضور والغياب
عرض الباحث لمظاهر الخلل في البنية المجتمعية العربية، والتي تجعل من مراكز البحوث العربية عاجزة عن تحقيق ماتصبو إليه، وقارنها بالحقبة المضيئة من التاريخ العربي الإسلامي إبان العصر العباسي الزاخر بالعلم والعطاء المعرفي، وانتهى إلى أن العرب يعيشون في أزمة كبيرة يحتاجون للتغيير على كل الأصعدة ليتسنى لهذه الشعوب، وبالتالي للمراكز البحثية العربية، أن تأخذ موقعها في عملية التغيير المرتجاة.
ثمّ عقّب رئيس الجلسة د.خالد عزب، وأعطى لمحة سريعة عن واقع مراكز الأبحاث العربية، ركّز فيها على الكثير والمهم الذي أغفله الباحثون، ولعلّ معرفته الواضحة بموضوع المؤتمر، وتعداده للمراكز البحثية العربية مع إعطاء لمحة عن المراكز المهمة منها مؤشّر لنقده للباحثين الذين أبدوا عدم معالجتهم للمرتكز الأولي للأبحاث وهو معرفة عدد ونوع وكيفية وآليات واختصاصات المراكز البحثية العربية التي تعمل على مستوى الوطن العربي، وإمعانًا بالنقد للباحثين ذكر اختصاصات مراكز البحوث العلمية، بدءًا من اللغوية (مجامع اللغة العربية) والسياسية والجغرافية والتاريخية والفكرية والمستقبلية...إلخ، ثمّ حدّد مواطن الضعف والخلل في داخلها، وذكر بعض ملامح الخلل في المراكز البحثية والفكرية التي كانت غائبة عن البحوث المقدّمة، ومنها:
· غياب التراكم البحثي المطلوب لهذه المراكز· ضعف في تكوين الباحث العلمي وإعداده· عدم العمل على الدراسات البينية بين الاختصاصات المتعددة
وبذلك لايرى د. عزب مانعًا من الإستعانة بمراكز البحوث العلمية الغربية لإمتلاكها المعلومات وتنوّع أدوات البحث وتعدّد المناهج التي مانزال نفتقر إليها، وهذه الإستعانة لازمة وضرورية حتّى لوحملت في طياتها شكلًا من أشكال التبعية.
اليوم الثاني، الاثنين: 28 ديسمبر
المحور الثالث: المراكز وصياغة الوعي وتوجيه السلطة
الجلسة الخامسة: القرار والرأي العام والسياسة
الرئيس: السفير خالد زيادة، لبنان
الباحث: عادل عبد القوي الشرعبي، اليمن
البحث العاشر: أثر المراكز في توجيه صناعة القرار وتشكيل الرأي العام
شرع الباحث بتقديم إحصاء للمراكز العلمية اليمنية، وعددها 49 مركزًا، منها 23 جامعيًّا و6 حكوميًّا و20 مركزًا خاصًّا، وقال أنّ الفاعلة منهم 5 أو 6 مراكز، تمويلها يأتي من الحكومة بواقع 90% والقطاع الخاص 10%، وتاتي معاناتها الرئيسية من العسكرة وتعيين رؤوسائها ممن لهم صلات أمنية.
ثمّ قدّم تصورًا عن واقع المراكز العربية غير المؤثّرة بالسياسات العامة، بسبب غياب السياسات الديمقراطية، وانتشار الإستغلال والاستبداد، وبالتالي عدم نجاح سياسات التنمية والتقدم، ثمّ قال بأنه من الممكن خلق نهضة بظلّ أنظمة مستبدّة وأورد شواهد مؤيّدة بذكره لتجارب ستالين وماو تستونغ وصدام حسين، ثم وصل لتوصياته وهي:
· العمل لبناء جسور بين صانع القرار والمراكز· اشتغال مراكز البحوث على أوراق سياسات صغيرة الحجم وواضحة لتسهيل وصولها وقراءتها من أصحاب القرار السياسي· ضرورة مخاطبة المراكز جمهور المواطنين لتؤثّر بالمجتمع الذي يجب أن يتغيّر· ابتكار المراكز لوسائل وآليات خطاب واضحة مناسبة للوصول إلى الجماهير في المجتمع، بغية التأثير على أصحاب القرار
ثمّ انهى بحثه بتوصية للقائمين على المؤتمر بصياغة توصيات مستمدة من الأبحاث المقدمة لإعتمادها كبدائل للواقع الحالي.
الباحثة: هبة جمال الدين محمد، مصر
البحث الحادي عشر: المراكز ومسؤولية صنع السياسة العامة
استهلت الباحثة التذكير بمراحل تطور مراكز الفكر العالمية، وموقع العربية الضعيف بينها، ثم ذكرت الماهية التي تخصّ مراكز الفكر المتعلقة برسم السياسات وحددتها بـ:
· المفهوم والتصنيفات· المقوّمات وأدوات التأثير· المؤثرات المحتملة
ثمّ صنفتها تبعًا لوظائفها أو بيئاتها أو مواطنها، وذكرت أهميتها في توجيه السياسات العامة، وتصدير مسؤولين في الحكومة، واكّدت على ضرورة استقلاليتها المالية، وعدّدت مصادر تمويلها كالوقف الخيري والتمويل الأجنبي والحكومي والأفراد والقطاع الخاص، ثم أكثرت من الشواهد على أساليب الكثير من المراكز في بلدان متعددة، وانتقلت إلى مقومات عمل مراكز الفكر وأشارت إلى تأهيل الباحث الأكاديمي، ومجلس إدارة مؤمن بمشاركة المركز في التنمية، والإستقلالية، والثقة بالقوى البشرية، وإشاعة الديمقراطية في المجتمع والدولة، وزيادة المنافسة بين المراكز، وتسخير وسائل الإعلام لإبراز خطابها؛ وقد ألمحت الباحثة إلى أن أدوات التأثير تلعب دورًا فاعلًا في نجاح مراكز الفكر وحصرتها بـ: القنوات الفضائية والصحافة وجلسات الإستماع والمؤتمرات وشبكة المعلومات العالمية واللقاءات مع المسؤولين والمقابلات والنزول إلى الشارع والتشبيك مع المراكز الأخرى والمطبوعات، ثم عددت وظائف مراكز الفكر ابتداء من تحديد المشكلة ورصد ملامحها، وتقديم البدائل، ثم تقييم البرامج الحكومية، وتلبية الاحتياجات التنموية وصولًا إلى استشراف المستقبل، ووصلت إلى المقترحات وتعلقت بضرورة تغير سلوك الحاكم وقبوله بالآخر، والتشبيك مع مراكز الفكر العالمية، وصوغ علاقة جيدة مع وسائل الإعلام، والقيام بحملات توعية ومناصرة للسياسات البديلة، وختمت بقولها:
إن القائد الناظر لمستقبل الأمة هو الذي يدعم مراكز الفكر التي تعينه في رسم سياسات رشيدة.
الباحثة: باسمة كزار حسن، العراق
البحث الثاني عشر: دور المراكز في صنع القرار الاقتصادي
ابتدأت الباحثة بذكر مشكلة الموارد في العراق المصطنعة والمضلّلة، ودعت اللجوء لمراكز البحوث والفكر لمعرفة حيثيات المشكلات ومنها مشكلة الموارد، ثم دعت لضرورة تفعيل المراكز البحثية لأن وطننا يحتوي على مناجم من العقول الواعدة، وإعادة النظر بالانفاق المالي لهذه المراكز ومنحها استقلالية كاملة، ثمّ عرضت مكانة المراكز العربية المنخفضة قياسًا للعالمية، وعددت توصيات منها:
· تأسيس مركز أبحاث لكل وزارة في العراق· استثمار نتائج البحوث عن طريق إنشاء الشركات الكفيلة بتفعيل رؤاها· تشكيل هيئة متكاملة لمراكز أبحاث الوطن العربي· إقامة دليل دوري لتأمين تواصل بين المراكز العربية· ضرورة أقناع أصحاب القرار على اعتماد نتائج المراكز البحثية
الباحثة: إيمان رجب، مصر
البحث الثالث عشر: تقييم مراكز البحوث العربية والغربية، نقاط التقاطع والإختلاف في عملية صنع السياسات، دراسة مقارنة
بداية طالبت الباحثة بضرورة مأسسة مايجري العمل عليه في هذا المؤتمر والمتابعة بالعمل على ضوء نتائجه، ثمّ عرّفت مراكز الفكر وهي: منظمات تقوم بتحليل القضايا والسياسات العامّة، وتنتج تحليلات ...إلخ، ثم صنّفت المراكز بحسب طبيعتها المختلطة او النقية، وذكرت ازدياد عدد المراكز العربية بعد ثورات الربيع العربي إذ بلغ 521 مركزًا في عام 2014م مقارنة بـ 325 مركزًا تقريبًا عام 2013م، كما ذكرت ازدياد عدد الأحزاب السياسية بعد الربيع العربي، وجماعات المصالح كطلبة الجامعات.
كما أشارت الباحثة إلى ضرورة عرض نتائج أبحاث مراكز الفكر وسياساتها على صانعي القرارات، على أن تكون هذه المراكز مستقلّة، وألا تكون منفّذة لتوجيهاتهم، وذكرت بعض حالات رفد المراكز البحثية الحكومة بباحثين، اشتغلوا لديها، للمناصب الحكومية، ثم انتقلت لوظائف مركز الفكر، وحددتها بالتثقيف العام والبحث بالسياسات وصياغة مشروعاتها، وإقامة دروات تدريبية للبرلمانيين والمسؤولين، وتسويق منتجاتها في وسائل الإعلام، وأن لاتختلط مع جماعات الضغط، والتكيّف مع التحولات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وأن تكتسب القدرة على متابعة الأحداث المتعاقبة، ووصلت إلى التوصيات وهي:
· الاستعانة بالعمل الميداني، والتدقيق بنتائجه· تحسين العلاقة مع وسائل الإعلام· تزايد الرقابة الذاتية على أعمالها، ومنها مراقبة التمويل والخصوصيات· الانتباه لفخ النمطية، وتكرار القضايا· أن لاتتحول لكانتونات داخل الدولة· الحذر من الجيل القديم، لأنه يحاول ان يقصي جيل الشباب بأساليب ملتوية· وضع أطر تنظيمية لعمل المراكز تتماشى مع طبيعة نشاطاتها· خلق حالة منافسة بين المراكز
ثم أنهت الباحثة على ملاحظة تزايد الأهمية للمراكز البحثية والفكرية بعد ثورات الربيع العربي عام 2011م، وبالتالي أوصت بضرورة تطوير القوانين التي تحكم هذه المراكز، ومأسسة نشاطاتها، وعلاقاتها مع المراكز الأخرى، ومع المجتمع والدولة بشكل عام، ودعت لضرورة إطلاق إنشاء مراكز بحوث الفكر والأبحاث على مستوى الوطن العربي
المحور الرابع: المراكز والتجارب ومرايا الآخر
الجلسة السادسة: تجارب للإعتبار
الرئيسة: د. هدى ميتكيس
الباحثة: نسيمة آمال حيفري، الجزائر
البحث الرابع عشر: تجارب للاعتبار، مراكز البحوث العربية والغربية، نقاط للتقاطع والإختلاف
حددت الباحثة أطر بحثها بالمقارنة بين المراكز البحثية العربية، والجزائرية منها مع مثيلاتها الغربية، ومسألة خضوع المراكز للممولين. ثمّ قدمت شواهد وأرقامًا لإثبات استقلالية مراكز البحوث الغربية سياسيًّا وماليًّا، وعدم استقلاليتها في البلدان العربية؛ كما أشارت لعدم وضوح الرؤى للمراكز البحثية العربية، وتسييسها بما يخدم الحكام والممولين. ثمّ أبرزت أحوال الضعف في آليات عملها لضعف المعلومات وتشوشها نتيجة عدم ضبطها للنظم المعلوماتية الحديثة، وأشارت إلى هجرة الأدمغة العربية إلى الغرب.
واستأنفت كلامها عن المراكز الغربية الأوروبية المتسمة بمرونة سياساتها وبحرية حركة باحثيها، ولاحظت تدخّل الغرب بسياسات المراكز العربية وتوجهاتها عندما تقدّم دراسات لاتتناسب مع مصالحه وسياساته، وأوردت مثالًا وهو: إغلاق الولايات المتحدة مركز دراسات بحثي في أبو ظبي لأنّه نشر كتاب الخديعة الكبرى لكاتب فرنسي الذي يتهم الولايات المتحدة بتدبير ثورات الربيع العربي.
ثم قدمت تصورًا شاملًا لواقع مراكز البحوث في الجزائر، وواقع تمويلها، وأكّدت على عدم استقلاليتها المالية، بحيث أضحت الممولة منها غربيًّا تنتج بحوثًا غربية بعقول عربية، وذكرت أخيرًا أنه يجب إعادة النظر بمراكز البحث بغية استقطاب عقول جديدة لمواكبة العصر والمتغيرات الدائمة، وكرّرت أنّه لابدّ من تأمين بيئة ديمقراطية تحضن هذه المراكز، وأوصت ببلورة خطط لتأمين صلات مع بقية المراكز على المستوى العربي والعالمي.
الباحث: محمد فرج صالح رحيل، ليبيا
البحث الخامس عشر: المراكز العربية والغربية غير الحكومية، تحديات الإستثمار
كرر الباحث العقبات التي تمّ ذكرها في البحوث السابقة له، امام عمل المراكز البحثية والفكرية، ووضع التحديات، وعددها بـ:
تأسيس مراكز بحثية غير حكومية، وأورد مثالًا تطبيقيًا من ليبيا عن مركز المستشار الذي يرأسه، وقال بضرورة تنظيم وتشريع عمل المراكزعالج مسألة عثرات التمويل والإجراءات الإدارية والأمنية والضمانات المالية التي تواجهها المراكز.تحدي الإدارة وتأمين الكوادر البحثية المناسبة، وتشجيع صغار الباحثينالتشبيك مع المراكز الأخرىالتفاعل مع رجال الأعمال، ودفعهم للمساهمة في عملية التنميةشحذ الإرادات القويّة بمواجهة الصعاب المتنوعة
بعد ذلك علقت رئيسة الجلسة د. هدى على البحوث المقدمة وانتقدت التركيز على مركز الإهرام دون سواه، وعدت موضوع إيمان رجب واسعًا، كما ذكرت أن الأبحاث لم تتطرق إلى إطار نظريّ يؤصّل للمفاهيم المستخدمة، وأوردت أمثلة تتعلق بالتحديث والتغريب وغيرها، ثم ذكرت عدم ذكر البحوث المقدمة لدور المراكز البحثية في المجتمع وبين الناس للمساهمة بتأهيلهم لمنع قرارات الحاكم غير المناسبة.
الجلسة السابعة: نماذج للاستبصار
الرئيس: م. أسامة كمال
الباحث: صالح بن عبد العزيز النصّار، السعودية
البحث السادس عشر: مراكز التفكير الاجتماعي، المركز الوطني للبحوث والدراسات الاجتماعية نموذجًا
من دون مقدمات، وتكرار لماقيل عن مراكز الفكر والبحوث، ماهيتها وآليات عملها ومعوقات عملها، حدّد الباحث جهتين مستهدفتين لهذه المراكز وهما: الرأي العام، ومراكز القرار السياسي، وبعد أن أدلى بتصوراته عن كيفية وصول المراكز البحثية والتأثير على دائرتي الاستهداف، تحدث عن مستجدات تقنية جديدة ساعدت على زيادة الامكانيات لتفعيل دور ووظائف المراكز ومنها:
· ثورة المعلومات والاتصالات · عدم احتكار الحكومات للمعلومات· زيادة حجم الحكومات· العولمة وتداعياتها الايجابية
وأكّد على وظائف مراكز التفكير في البحث والدراسة لحل المشاكل والمساعدة في اتخاذ القرارات المناسبة، ولخّص مهامها بالدراسات والتوجيهات والتفييمات وتوفير الخبرات اللازمة للحكومة؛ ثمّ قدّم تصورًا عن مراكز التفكير ولمحة عن المراكز السعودية والعربية والعالمية، وطالب بتطوير المراكز التي لايزال عددها قليلًا نسبيًّا، واوجب على المراكز:
· اتخاذ قرارات اكثر استنارة مجتعيًّا وسلطويًّا· التواصل العلمي الفعّال من أجل حلول فعّالة
ثمّ ذكر المهام والوظائف التي يقوم بها المركز الذي يرأسه في السعودية كونه النموذج المعتمد في دراسته
الباحث: عبد الوهاب علي مؤمن، الصومال
البحث السابع عشر: الصعوبات والتحديات أمام المراكز في الصومال
قدّم الباحث، في عرضه، واقع دولة الصومال المزري بصفتها فاشلة حسب تصنيف الأمم المتحدة، وذكر إن المراكز البحثية المتواجدة على أرض الصومال لاممول لها، ولاتحصل على أية معونة مالية، سوى من إشتراك بعض الأفراد الذين يعملون في إطارها من دون امتلاكهم الخبرة اللازمة، ويستخدمون بيوتهم مقرات لها من دون حواسيب أو أية ادوات بحثية، ويكتفي أعضاؤها بالنشر في بعض المواقع الإلكترونية، كما ذكر إنهم عرضة للأذى من قبل مجموعات مسلّحة، وذكر قلة عدد الكادر العامل في المراكز وسط ظرف أمني معقّد، إضافة إلى عدم وجود دور نشر وطباعة؛ ثمّ عدّ إنّ أخطر المشاكل التي تعانيها المراكز البحثية في الصومال عدم الاعتراف بها عربيا ودوليًّا، نتيجة عدم الثقة بدولة الصومال المصنفة بالفاشلة؛ وذكر إن هذا الواقع يقتصر على المراكز العربية التي تستخدم العربية لغة لها، أمّا المراكز الصومالية التي تكتب يالإنكليزية في الخارج فإنها تتلقى الدعم الغربي والأمريكي المادي والمعنوي، ووصل الباحث إلى تعداد بوابات الخروج من هذا المأزق الخطير بـ:
· تامين الدعم المالي اللازم لعمل المراكز البحثية الصومالية· التشبيك مع مراكز البحوث والفكر العربيةالمساعدة في تدريب كوادر وإقامة دورات وأنشطة للمراكز الصومالية
ثم أنهى بحثه بتأكيده على خوف الناس بالصومال من الشارع وفوضى المحموعات المسلحة أكثر من طغيان السلطة.
الباحثة: منال فهمي البطران، مصر
البحث الثامن عشر: المراكز ومعالجة تحديات التنمية الإقتصادية، مركز دراسات الوحدة العربية نموذجًا
باشرت الباحثة بالتعريف بالتنمية الاقتصادية على المستوى العربي، وقالت أنها اتبعت المنهج التحليلي ثم المنهج المستقبلي بهدف استشراف رؤى للمستقبل،
ثمّ قدمت عرضًا شاملًا للنمو والتنمية، بحسب دراسات مركز الوحدة العربية، ووصفت أحوال الهياكل الاقتصادية العربية بالضعف، ونقص الإنتاج، وقلة الاستثمار، ثم نقلت للحضور أحوال المياه في الوطن العربي والزراعة ومنطقة التجارة الحرة، وموقع العرب من العولمة، ثم قدمت مااستشرفه مركز دراسات الوحدة من حلول، واستنتجت إنّ المركز نجح من دراسة قضايا التنمية والمياه والزراعة والتجارة الحرة من كل الجهات، وأوصت بضرورة تواصل صانعي القرارت مع مراكز البحوث، وإعادة النظر بالسياسات التنموية، وإقامة تنمية مستدامة وبناء قوى شبابية متعلمة وإعادة ترتيب البيت العربي.
الباحث: يوسف ورداني، مصر
البحث التاسع عشر: مراكز البحوث والفكر في مصر، دراسة تحليلية وتقييمية
استهلّ الباحث تعريفه بالمراكز البحثية والفكرية المصرية التي كان تعدادها عام 2010م 30 مركزًا، وارتفع إلى 52 مركزًا عام 2015م مع تنوع بالوظائف التي تقوم بها، ولاحظ ازدياد دور الشباب المصري في صنع القرارات بعد ثورة 25 يناير عام 2010م، وتقبل صنّاع القرار للمشاركة الشبابية الفاعلة.
وانتقل إلى ذكر النواحي السلبية للمراكز في مصر مبتدئًا من التمويل الخارجي، وعدم تعاونها مع بعضها البعض، وشحّ التنوع في الموضوعات التي تعالجها بشكل كافٍ، ثمّ صنفها على الشكل التالي:
· مراكز المعلومات وكان أول مركز لها في مصر عام 1985م· مراكز البحوث الجامعية· المراكز المختلطة كمركز الأهرام الذي يضمّ 39 باحثًا، ومنتدى البدائل ويضم 7 باحثين، ومركز شركاء ويضمّ 7 باحثين· مراكز تدافع عن قضايا محدّدة كالمنتدى العربي ويضمّ 12 باحثًا· مراكز فكر نقيّة كمركز الدراسات الاستراتيجية، والمركز القومي، والمركز الإقليمي الذي يضمّ 21 باحثًا
ثم ذكر تنوّع نشاطات هذه المراكز، من إصدار دوريات وإقامة ندوات وورشات عمل ودورات تدريبية ونشرات متنوعة، كما ذكر بعض من عيوبها إنّها تتركّز في القاهرة من دون تواجد لها في باقي المحافظات، وأيضًا اقتصار نشاطاتها على الأكاديميين والباحثين والعاملين فيها، إضافة إلى تدنى تمثيل المرأة فيها
وذكر إنّ الرئيس مرسي استمع وأخذ برأي منتدى السياسات الخارجية في عام 2013م، ودعا إلى انتقال تجربة المنتدى الخارجي إلى بقية مؤسسات الدولة.
بعد ذلك انتقل الباحث وحدّد تأثير المراكز بـ:
رئاسة الجمهورية، ورئاسة مجلس الوزراء، وصناع القرار غير الرسميين بمن فيهم قادة الأحزاب؛ ثمّ عدد وسائل التأثير من خلال الأشخاص، والتسويق الموجّه، ووسائل الإعلام، والاتفاقيات التعاقدية والشراكات البحثية، والتوجّه إلى مراكز القرار. ثمّ كثّف الباحث مهامها بالسعي لتولي الباحثين فيها لمناصب عامة، واستخدام وسائل الإعلام، والإنخراط المباشر مع صنّاع القرار، وإقامة الشراكات الدولية. ثم حدد التحديات ومنها:
· الوضع القانوني غير الواضح لإنشائها وآليات عملها· عدم استقرار علاقتها مع صنأع القرار· ضعف التمويل الداخلي، والتطلع نحو التمويل الخارجي· ضعف التطوير الذاتي للمراكز· الفجوة بين الأجيال تمنع دمج الباحثين الشباب في فعاليات المراكز· العولمة وتداعياتها الخطيرة
التوصيات:
· وضع قانون منظّم موحد للمراكز· إنشاء صندوق وطني خاص بالتمويل· إحياء دور مركز الأهرام للدراسات· إقامة شبكة وطنية عربية لمراكز البحوث والفكر· تشجيع الأحزاب والجامعات على إنشاء مراكز بحثية خاصة بتحليل السياسات· إطلاق مبادرة لخلق شبكة للباحثين الشباب· التنسيق مع الدول الصديقة لمصر وأبرام اتفاقيات مع مراكز البحوث المصرية.
وختمت الجلسة، ثم أعلن عن الجلسة الثامنة
الجلسة الثامنة
أعلن فيها عن ختام المؤتمر بعد أن قدم المندوب السعودي درعين لمدير معهد البحوث والدراسات العربية د. فيصل الحفيان، ولرئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر، د. محمد الطناجي، تقديرًا لجهودهما في إنجاح هذا المؤتمر.
ثم ألقى الدكتور فيصل الحفيان كلمة مختصرة عن فعاليات المؤتمر الذي عده من المؤتمرات الناجحة، لاسيما إنه جديدٌ ومستحدث بشعاره وبرنامجه وموضوعه، وأشاد بمعظم الأبحاث التي قدمت، وانتقد الباحثين لعدم اهتمامهم باللغة العربية وقواعدها، ووعد أن يعمل على إنشاء شبكة للمراكز البحثية العربية أساسها معهد البحوث والدراسات العربية بالقاهرة، وأن يعمل بكل إمكانياته على تحقيق توصيات المؤتمرين.
وأخيرًا ألقى منسّق المؤتمر: د. مُحمد الطناجي كلمة مختصرة مكررًا شكره للباحثين وليؤكد من جديد على ضرورة اهتمام الباحثين باللغة العربية، واعتذر عن عدم قدرة المركز على تحقيق كل ما أوصى به الباحثون، ومنها الصرفيات المادية التي تحتاج لتشريعات جديدة في الجامعة العربية، ثم عدّد التوصيات ممكنة التحقيق ومنها إقامة شبكة بين المراكز العربية، والتشجيع على إقامة مراكز بحثية جديدة، وإقامة المؤتمرات وورشات العمل بما يخدم تفعيل مراكز البحوث والفكر العربية، وشكر المشاركين والباحثين وطلاب معهد البحوث والدراسات العربية المعنيين أولًا بهذا المؤتمر السنوي.
أدهم مسعود القاق، باحث دكتوراه سوري في الإسكندرية
وسوم: العدد649