صقر الصحراء وكاتبة كردية شابة تؤرشف وتوثق حياة الشهداء
الكاتبة والشاعرة الشابة الكردية هلز علي سليم تنحدر من القرية التاريخية (الشيخ حسن) والتي يرجع تاريخها الى الامبراطورية الاشورية ومنها مر الاسكندر المقدوني وعاش فيها ابطال البيشمركة خلال الثورة الكردية اصدرت كتاباً باللغة الكردية حول حياة شهيد ابكاه جنوب العراق قبل يبكيه اهل كردستان، البطل الذي ضحى بروحه من اجل انقاذ سريته الببيشمركة وصار حديث الشارع والبسطاء من الشعب، انه الشهيد البطل الشيخ احمد محمد صالح المزوري. لقد كان اسشهاده ورحيله مأساة حقيقية لكردستان وبالاخص لمدينة دهوك ولم تشهد مدينة دهوك مراسيم عزاء مثلما شهدته لهذا البطل.
تناول الكتاب حياة الشهيد الصقر في ابواب عديدة وضم بين دفتيه 197 صفحة من الحجم المتوسط وقد بذلت الكاتبة جهداً كبيراً من اجل ان يرى الكتاب النور بالرغم من انها لم تتلق المساعدة من الناحية المالية واما من الناحية المعنوية فقد ساندها اصدقاء كثر من البيشمركة وتألمتُ حين تحدثت لي بان بعض اقرباء الشهيد قد ابخلوا عليها حتى في صور الشهيد للالبوم في آخر الكتاب.
ضم الكتاب فصلاً من حياة الصقر الشهيد وحياته ضمن الفرقة الذهبية وحربه الضروس ضمن مكافحة الارهاب وعلاقاته الحميمية بصفوف البيشمركة ودوره في تحرير المناطق من الارهابيين.
نقش البيشمركة (سربست لزكين) كلمة قيمة على الغلاف الثاني وقال فيها :أن مسيرة النضال مستمرة والحرية التي نعيشها نتاج دم الشهداء وجهد البيشمركة الابطال ولهذا يتوجب علينا بثقة وارادة فولاذية وبتلاحم ان نعمل معاً وان نحافظ على كل شبرمن ارض الوطن.
لقد كان للشهيد دوراً كبيراً في تحرير سد الموصل والعديد من المعارك التي شارك فيها ترك وراءه بصمات واضحة وكانت داعش تخشى مواجهته وسمته بذو الملابس السوداء.فصل آخر يتناول اصداء استشهاده في كردستان والعراق بالاضافة بأن الكتاب ضم العديد من القصائد والكلمات والاغاني تمجد الصقر الراحل وكذلك البوم صور حول مسيرة حياته ودفن الشهيد في قرية (كلي رمان) وبعدها يستشهد ابن عمه شيخ موسى ليدفن بجنبه ويتوجه الكثيرون الى القرية لزيارة اضرحة الشهداء ووضع الورود على قبرهما.
تناولت الكاتبة بكل شجاعة وجرأة والركض وراء كل ما يتعلق بحياته ومعاركة والحديث مع رفاق السلاح في جبهات الحرب ولم تخش الكاتبة اللبوة بزيارة جبهات القتال من اجل معلومات لكتابها التوثيقي وكذلك التقت الكاتبة شخصياً افراد عائلته وقالت لي بأن الشئ الذي شدني الى هذا الرجل وكتابة سيرته وحياته بأنه ترك المناصب وانضم الى صفوف البيشمركة وهو بدوره ينحدر من عائلة كردية مناضلة.
الكاتبة والاديبة هلز علي سليم فخورة بعملها وبأنها امراة كردية تقوم بهذا العمل القومي وفخورة بعائلتها التي زرعت في روحها حبها للكوردايتي وبالأخص والدها وهي لم تخش للحظة زيارة جبهات القتال.
تتمنى الكاتبة هلز علي سليم من ان تستمر وتكرس قلمها لشهداء كردستان من دون وضع عراقيل لكتبها ولها بعض المشاريع في ارشفة حياة الابطال الذين سقطوا في ارض المعركة من اجل الوطن ولكن وضعها المالي والازمة الاقتصادية تقف سداً امام تكملة مشوارها ولكنها متفائلة..
تحس بالسعادة حين تطرز بطولات الكرد والبيشمركة وهذا اقل ما تقدر عليه..
أليس من واجب المؤسسات الثقافية ووزارة الثقافة بان تمد اليد لكاتباتنا في سبيل ارشفة تاريخ ونضال الابطال الشهداء كشهادة للاجيال القادمة..؟؟
سؤال بحاجة لجواب من مراكز القرار..!!!
وهنا تذكرت ملهمي شاعر داغستان(رسول حمزاتوف) بان الجنود الذين يسقطون في ارض المعركة سيستحيلون الى غرانيق في سماء الوطن..!!
وسوم: العدد 656