النمسا تودع فنانها الكبير حامل الأوسكار (ماكسيميليان شيل) بحزن
النمسا تودع فنانها الكبير حامل الأوسكار
(ماكسيميليان شيل) بحزن
بدل رفو المزوري
[email protected]
المكسيك\كويرنافاكا
وارت جنازة الفنان النمساوي العالمي (ماكسيميليان شيل) الثرى يوم السبت المصادف الثامن من شباط بعد ان ودع الحياة يوم الاول من شباط عن عمر ناهز 83 عاماً وتوفي بعد عملية جراحية اجريت له ولكن قلبه الكبير والنابض بعشق الفن لم يقدر على النبض ثانية وتوقف بصمت وبضجة وحزن الشارع النمساوي.
يعد الفنان النمساوي(ماكسيميليان شيل)اول ممثل ناطق بالالمانية يتم تكريمه بجائزة الاوسكار بعد الحرب العالمية الثانية عن فلمه (محاكمة نورنبيرغ).لقد كانت جنازة الممثل الراحل جنازة رسمية في اقليم كيرنتن حيث يقع بيت العائلة وذلك الطائر المهاجر عبر الاسوار والبلدان والمحيطات والبحار يرجع الى موطنه ميتاً كي يوارى الثرى هذه المرة وقد كانت دعوة لاصدقائه ومحبيه وعشاق فنه والممثلين بانه في الساعة 11 قبل الظهر ستلقى النظرة الاخيرة على جثمانه وتتخللها القاء الخطب والكلمات من لدن عائلته واصدقائه ورفاق دربه ودائرة معارفه.
ولد الفنان(شيل)عام 1930 في فيننا وعاش اواخر ايامه مع زوجته الشابة التي تبلغ 47 عاماً في بيته الجبلي في (براتينغ).هرب الفنان مع والديه حيث كان والده الكاتب السويسري(فرديناند شيل)ووالدته الممثلة النمساوية(مارغريت نوي فون نوردبيرغ)الى سويسرا بعد ان تم ضم النمسا الى المانيا عام 1938.
لقد ظهرت موهبة وابداع الفنان( شيل) في وقت مبكر من حياته وبعد اعماله وادائه للادوار الرئيسية في السينما والمسرح يشد الرحال الى هوليود وقال بانه في عام 1958 وقف مع الفنان الكبير (مارلون بروندو) اما الكاميرا.
انطلاقة الفنان الراحل الحقيقية والتي القيت الاضواء عليها بصورة كبيرة كانت عام 1961 حين ادى دوره كمحام للدفاع في فلم (محاكمة نورنبيرغ)والذي سلط الاضواء على محاكمات جرائم الحرب في المانيا وفاز الفلم بجائزة افضل ممثل وافضل فلم .
بعد هذا العمل كانت الشهرة تلاحق الفنان المهاجر من النمسا الى هوليود وبعدها عمل سلسلة كبيرة من الافلام الجميلة والتي كانت السبب في شهرته اكثر في هوليود ومنها الفلم الامريكي(توب كابي ـ1964)،(نداء الى ميت ـ 1967)،والشهرة الكبيرة ودوره الرائع في فلم (الرجل في الصندوق الزجاجي ـ 1975)واما فلم(يوليا ـ 1977)لقد كان مرشحاً لجائزة الاوسكار و(كولدن كلوب).
اعمال وافلام وانتاجات هوليود السينمائية ترتبط لغاية اليوم باسم(شيل)ارتباطاً وثيقاً واما الابداع ونقطة الانطلاقة التي يتذكرها النمساويون والاعلام النمساوي حين ركز الاعلام على مبدع نمساوي يبلغ من العمر 23 عاماً ويعيش في مدينة بازل ويعمل مخرجاً مسرحياً وممثلاً دراماتيكياً في مسرح مدينة بازل وبعد ذلك ينتقل الى ميونيخ الالمانية..وكلما خطفته السينما والشهرة يرجع ثانية الى المسرح لان عشق المسرح لا يضاهيه عشق كما يقول (شيل).
عمل في المسرح اسطورة المسرح(كوستاف)عام 1959 في مسرح مدينة هامبورغ الالمانية واحتفل (شيل)وقال بانه هاملت الحقيقي.لقد ادرك الفنان الراحل بانه ليس فقط الممثل في المسرح ولذلك كان الحافز بانه قام باول تجربة له في الاخراج بفلم(الحب الاول)وحصل على جائزة اوسكار للفلم الاجنبي،تلتها سلسلة افلام ولاقت رواجا ونجاحاً كبيراً منها(الراجل ـ1974) وكان الفلم من اخراجه وانتاجه ومن قصته ايضا ولاقى الفلم نجاحا وتلاه فلم الحاكم والجلاد عن قصة الكاتب(فردريك دورن مات)،وكذلك عمل في الافلام الوثائقية من خلال فلم(مارليني).
يحتل الفنان(شيل)منذ التسعينييات واعماله مكانة كبيرة في دائرة الناطقين بالالمانية فقد عرضت في الفترة الاخيرة قناة(ز د ف) الالمانية الرسمية مسلسلاً تلفزيونياً له وكذلك الفلم السينمائي(ملكة الوردـ2007).
لقد عاش الفنان في الفترة الاخيرة في بيت العائلة والذي يقع على الحدود ما بين اقليم كيرنتن وشتايامارك النمساويين ويحمل كذلك الجنسيتين النمساوية والسويسرية وكذلك يعد هوليود وطنه الثاني ايضا لانه قضى فترات طويلة من عمره في تلك البلاد بالاضافة الى شهرته في عالم السينما وقد تم تكريمه في الولايات المتحدة بانه قلب النمسا النابض ولكن هل سيتوقف قلب النمسا في السينما وقد حصد فنانو النمسا جوائز الاوسكار وكان مثل المخرج (ميخائيل هانيكي عن فلمه الحب والممثل النمساوي (كريستوف فالس) عن فلمه جانكو وشهرة (ارنولد شفارتز نيغر) والممثل (كارل ماركوفيتش) عن فلمه المزيف .في نهاية الشهر الاول من هذا العام انشغل الاعلام وقلق محبو الفنان شيل حول صحته وروجت وسائل الاعلام بانه مريض بالتهاب الرئتين وهو راقد في مشفى في تيرول الجبلية ولكن مديرة اعماله صرحت بان الفنان النمساوي الكبير(شيل) ودع الحياة وبهذا انطوت صفحة كبيرة ومثيرة من حياة مبدع كبير وهب شعبه وبلاده زبدة حياته واعماله في خدمة النمسا والعالم.