فرقة أم كلثوم
كوكب الشرق أم كلثوم حرصت منذ بدايتها على أن تكون الفرقة الموسيقية التي تعزف خلفها لها نكهة خاصة لا تتوفر في أي فرقة أخري ولا يعتمد كل أفرادها على النوتة الموسيقية مثل بقية الفرق فقد كانت وملحنيها العمالقة يفضلون العازف الماهر .. الحلو الأداء .. وكان الملحن يمسك العود ويقوم بتحفيظ الفرقة جملة جملة وتحفيظ اللحن في خمسين بروفة حتى يسري اللحن في أعماقه ودمائه وكان من حسن حظها أن يعزف خلفها مجموعة فريدة منتقاه منهم محمد القصبجي الذي بدأ في إعداد أم كلثوم فنيا ومعنويا وقام بتشكيل فرقتها الخاصة وأول تخت موسيقي بديلا لبطانة المعممين التي كانت معها دائما وضمت الفرقة حامل الشهادة الموسيقية العالية .. الأكاديمي الذي يجيد كتابة وقراءة النوتة ومنهم الذي يعزف سماعي بالموهبة والخبرة التي لا تتوافر لكثير من الأكاديميين والأمثلة كثيرة وأولها سيد سالم عازف الناي الذي رافق أم كلثوم طوال مشوارها الغنائي لدرجة أنها بعد تعرض صحته للإجهاد استعانت بعازف آخر في أغنية يامسهرني ولكنها أجلست الاثنين معا أثناء الحفل واستغل الملحن الشيخ سيد مكاوي تواجد الاثنين وقام بإجراء تنويع في صولو الناي حتى يستفيد منهما وأصبح أول صولو دويتو يبتكره الموسيقار سيد مكاوي وقوبل بالاستحسان والإشادة والتميز وأيضا عازف الايقاع لآلة الرق وهو إبراهيم عفيفي أقدم عازف عمل مع أم كلثوم منذ بدايتها الغناء بمصاحبة التخت وكان الوحيد الذي ينبهها لأي خطأ أثناء الغناء بإشارات يتفق عليها بينهما وعلي الفور تعود إلي صوابها وانصياعها للتعديل في الأداء وبلا غرور منها ودون أن يشعر أحد واستمر إبراهيم عفيفي معها حتي وفاته اوائل الستينيات وحل مكانه بالفرقة العازف حسين معوض أحد أهم زعماء الايقاع في مصر والذي كان يعمل محاميا ثم ترك المحاماه وانضم إلي فرقة أم كلثوم وشغل في الوقت نفسه منصب المدير الإداري للفرقة وأيضا عازف القانون محمد عبده صالح الذي لم ولن يتكرر في الموسيقي العربية والذي كان يجلس أمام آلة القانون كالأسد وكان له عدة أدوار مهمة جدا إلي جانب العزف فعندما كانت أم كلثوم ترتجل تقاسيم أو موال كان يعزف تقسيمة بالقانون تضم كل المقامات التي من المتوقع أن تغني منها أم كلثوم وأيضا كان له دور مهم عند اعادتها لأحد الكوبليهات فيقوم بعد التصفيق بسحب الفرقة بقانونه إلي الكوبلية التالي وحسب التصفيق أو حسب رغبة أم كلثوم في الاعادة وكانت ترسل له نظرة من عينيها أو إشارة بيدها فضلا عن خلطة التوابل العجيبة التي يضيفها لتصبح من أحلي ما تسمعه من فرقة أم كلثوم ومن أقدم أعضاء الفرقة أيضا وأكبرهم سنا عازف الكمان كريم حلمي الذي بدأ مع الفرقة في عام 1930 والمعروف عنه أنه يصبح في حالة مزاجية وهو يندمج في العزف مع أم كلثوم وأيضا عبد المنعم الحريري عازف الكمان الأول في الفرقة والذي لم يتخلف مرة واحدة عن العمل معها في أي حفلة أو تسجيل للإذاعة أو رحلة فنية أما محمود القصبجي عازف الكمان وابن شقيقة محمد القصبجي فقد اشترك بالعزف مع كثير من المطربات والمطربين وكان تنتابه شعور غريب حين يجلس وراء أم كلثوم وكان يحس بأنه يقف وراء مجموعة من المثل العليا تمثلها هذه السيدة العظيمة أم كلثوم ومن أهم أعضاء الفرقة وصاحب الفضل في تأسيسها الموسيقار والملحن العظيم محمد القصبجي استاذ عازفي العود والذي تتلمذ على يديه رياض السنباطي ومحمد عبد الوهاب وفريد الأطرش أما بقية اعضاء الفرقة فهم 17 عازفا لآلة الكمان بينهم 4 عازفين سبق أن ذكرناهم وهم : عبد الفتاح خيري وكريم حلمي والحريري ومحمود القصبجي ومعهم : محمد نصر الدين ولبيب حسن ومحمد ماضي وكمال الشويخ ومحمد سعيد هكيل وعبدالغني غنيم ومكرم مهني وسامي عبد الملاك ومحمود الشريف ونبيل كمال وإبراهيم القباني وحمدي الحريري وثلاثة عازفين لآلة التشيللو هم : أحمد الحفناوي وجان كمال ومجدي فؤاد وعازف كونترباص واحد هو عباس فؤاد الشهير بعظمه وذلك بعد رحيل عبده قطر وبعد رحيل عظمه جلس في مكانه ابنه الدكتور عصمت عباس الذي ورث عنه أيضا اسم الشهرة وعازف بونجز هو أحمد صبحي وضابط ايقاع أي طبلة هو سيد كراوية وبعد رحيله انضم بدلا منه حنفي محمود الذي اتجه بعد ذلك للغناء الشعبي وأصبح اسمه كتكوت الأمير وانضم بعده جابر الإسكندراني وعازف طمبا هو إبراهيم توفيق وقد عملت أم كلثوم علي تطوير فرقتها الموسيقية ورحبت بالآلات الموسيقية الحديثة وشجعت شباب العازفين وفي بداياتهم علي أن ينضموا لفرقتها ومنهم : عمر خورشيد وأحمد السنباطي علي آلة الجيتار وفاروق سلامة علي آلة الاكورديون وهاني مهني ومجدي الحسيني على آلة الاورج وكان الموسيقار محمد عبد الوهاب أول من أشرك آلة الجيتار بالعزف في فرقة أم كلثوم عندما لحن لها أغنية أنت عمري لأنه كان يحب دائما أن يكون مختلفا واختار لها عازف الجيتار عبد الفتاح خيري .
وسوم: العدد 1113