نانسي وبليغ حمدي
الموسيقار بليغ حمدي قلما يجود الزمان بمثله وفي حياته الجوانب التي لايعلمها البعض ومنها ارتباطه بعازفة البيانو نانسي فاروق برغم أنه يكبر والدها بعامين وكان اللقاء الأول بينهما عام 1989 في مكتب صديقه الموسيقار ميشيل المصرى أثناء تسجيل لحناً له وكانت نانسي طالبة فى كلية التربية الموسيقية وكان بليغ حمدي عائدا إلى مصر منذ يوم واحد وناداها ميشيل لتسلم عليه فارتبكت وقالت له بعفوية : ( كل حتة فيا بتقولك حمد الله على السلامة ) فرد عليها بليغ : ( ناس كتير قالوا لى حمد الله على السلامة بس أنا صدقت لخبطتك ) وبعد ذلك كان اللقاء على فترات بمكتب ميشيل المصري وفى إحدى المرات قال الموسيقار بيلغ حمدي لعازفة البيانو نانسي فاروق : ( ابقى كلمينى بالتليفون ) ولكنها لم تكلمه وذات مرة قابلته في استديو 46 بالإذاعة فعاتبها بقوله : (مابتكلمنيش ليه تسألى عنى ) ؟ فقالت له : ( وأنت ماكلمتنيش ليه ) ؟ فقال : ( مش عارف تليفونك ) فأخبرته برقم تليفونها شفوياً فحفظه واتصل بها فى اليوم نفسه وتطور الأمر إلى صداقة عميقة من نوع خاص وفي يوم من الأيام اتصل بها أحد أفراد أسرته بناءً على طلبه لتساعدهم فى حجز موعد لدخوله المستشفى وبالفعل قامت بذلك واكتشف إصابته بفيروس سى وكان وقتها قد تعاقد على تلحين أغانى مسلسل بوابة الحلوانى فلما ساءت حالته اتصل بمنتج المسلسل للاعتذار عن عدم تلحين الأغانى لكن نانسي أصرت على ألا يعتذر عنه وأحضرت العود الخاص به إلى المستشفى وقامت بتأجيل التزاماتها لتكون بجواره فى فترة مرضه وكانت تتابع تسجيل الألحان فى الاستديو ومع الموزع ثم تعود إلى المنزل للراحة بعض الوقت ثم تذهب بعدها إلى الموسيقار بليغ حمدي فى المستشفى وتطلعه على آخر الأخبار فكانت حالته النفسية تتحسن وعندما أحس ببعض التحسن فى صحته ذهب معها فى إحدى المرات إلى الاستديو ليباشر التسجيل بنفسه ويوم 7 فبراير عام 1992 أعطى صورته إلى نانسي فاروق وكتب عليها : ( إلى ابنتى الكبيرة .. إلى أختى الصغيرة .. إلى صديقتى الصادقة .. إلى الحساسية المطْلقة .. إلى المشاعر الذكية .. إلى نانسى الغالية ) ومن محبته لها كتب ورقة أوصى فيها نانسي على نفسها وأعطاها لها وبعد شعوره بالتعافى بدأ يعود إلى التلحين وتعاقد على عدد من الأعمال وفى إحدى المرات كان في السعودية وأجرى بعض الفحوصات الطبية وعرف أن نسبة التليف فى الكبد وصلت إلى 70% مع انتشار المرض الخبيث وطلب منه الأطباء عينة من الكبد فاتصل بنانسي وطلب منها الرجوع إلى طبيبه فى مصر لتستشيره فى خطواته المقبلة فاقترح عليه السفر إلى باريس لتلقى العلاج هناك فعاد بليغ إلى القاهرة ليرتب نفسه للسفر إلى باريس العاصمة الفرنسية ثم سافر وسافرت إليه نانسي فاروق وظلت معه تتابع علاجه ثم ساءت حالته الصحية وراح فى غيبوبة وفاضت روحه إلى بارئها يوم 12 سبتمبر عام 1993 وودعته نانسي فاروق إلى مثواه الأخير .
وسوم: العدد 1123