أنت يا من يعجز قلمي عن البوح عنك
سليمان عبد الله حمد
نستضيف في صفحة من صفحات العطاء الألهي كنز من كنوز الجمال الفطري لنقدر قيمة هذا البهاء والجمال ... إنها مدينة الجمال ...
تعتبر مدينة الجمال، المدينة التى لم نقدر قيمة البهاء الذى فيها وحـــولها ككثير من مدن الجمال الرائعة ، التى وهبها الخالق المبدع كنوز من عطاء، مع ذلك الجـــمال الفـــــطرى المترع الذى ليس للانسان فيه الا الاندهاش والتأمل... واستشعار المعانى ..بين خيال لايحتـــويه الوصف !!!
فأنتي التى بين الاشواق وعلى همسات الشعر تدوزن نغمات العشق، وتسرق الاحساس اليها ... انتي التى تذوب عـــطرا وسحرا ، وهى تتدثر بغطاءها الاخضر اليانع، تساقر من غير استئذان بكل روعتــــها المنسابة ...بين الحب والكلمة... او تسرى فى شرايين الصبابة ....زعفران مودة وكرنفال هيام بينها وبين الروعة صلة قربى، بل تشربتها الروعــة هواء ونار... وماء ...
فأنتي التى جلس الجمال فيها وتغلغل بين حناياها اشرق منها وفيها وبها.... تقمــصها الحنان ...هـــــــــدهد جنباتها ...حرك المعانى كما يحرك خرير الميــــــــــاه هواء الفجر العليل المغسول بالنقاء ....
فأنتي التى تراقـــص وريقات الاشجار فيها رياح المساء او كما تداعب القبلات جبين القمر... وبينك ونور القمر حــــكاية واسطورة فيقـــــال انكي تعشقي القمر ولكننى اكتشفت بأن القـــــــــمر يعشعقك فالقمر يرسل اطرافه الفضية يلامس ليلها مداعبا شعرها الفاحم ، فينسكب لونه الساحر، وقد ايقــظ رغم تسلله خلسة الجمال النائم بين الماء وفوق الشجر فذاب نوره بين الهواء قبل السحر .... فكانت لغة لم يترجمها حتى جهابذة المعانى ... اذكر ذلك اليـــــوم حينــــما اكتشفت صباحات ذاك الزمن الجميل وكم كانت هيبة الوصف وخوف الكلمة التى ظلت صامتة متكلمة ولم ادرك لماذا سكتت الحروف عن الكـــلام المباح وانا امعن النظر فى جمالك المتمدد بين الكلمة والجــمال والشمس تكتب بدون حــــــــروف ... تمعن فى وصف اتكاءة الحدائق على ضـــــــوء النهار ولم اعلم ان الحروف تتكلم الا حينما ايقظت دهشتى استرسال المعانى وهى تمــــارس سطـــــــوتها على الخيال تسابق الوصف... فى دغدغة المشــــاعر فتظل النفس مفعمة باالانشراح، قد فتحت القلوب نوافذ للتامل فى ابداع الله العظيم فعلمت ان الكلمات لم تتعلم كيف تجد المعايير فى رسم لوحة جمالية على الاحساس وان الافصاح عن التشبيه اصبح اكبر من المشبه به، فعرفت لحظتها ان روعة المنظر ظل فى خاطرتى اكبر من الدهشة، وامتع من الخيال... لم المح من قبل لون الشفق وهو يتهامس مع الافق ويتدثر فى جبينك وهو ينظر لعيون الفجر المشرقة ، تكسو الاخضرار اخضرارا .... و نضارا والازهار..... تزهو كما الحوريات، وهن يبحرن فى موكب النهار القزحى البهيج... فعلمت ان الكلام المباح لا يمنح المعانى... ترفها واريحيتها الكافية ... حتى تشرح بالوصف ابجديات التأمل العميق... المتمكنة فى قلوب الشعراء.
فأنتى يفوق الوصف عنك ويعجز عن وصفك ... و أنتى التي تغني بها الشعراء والأدباء وأبدع فيها المبدعين من الموسيقيين ... أنتى يا من يعجز قلمي عن البوح لذاك العشق الجميل !!! ...