حكايات أغاني

مبدع من الزمن الجميل

توثيقي لمدارس الزمن الجميل السوداني

سليمان عبد الله حمد

الأغنية الأولي : قصة أغنية نور بيتنا .. صلاح حاج سعيد..

هي واحدة من تلك الأغنيات ذات الطعم واللون المغاير في تجربة البلابل مع بشير عباس ..وهي حالة وجدانية قائمة بذاتها عبّرت عن مشاعر شاب في ذلك الزمان هو صلاح حاج سعيد..ورغم أن تفسيراتنا للأغنية كانت تمشي علي هوانا ولكنها في اصلها وحقيقتها عبرت عن عاطفة مغايرة ..هي عاطفة الأبو ...........

ميلاد الجمال:

ويحكي صلاح حاج سعيد(و إبني جمال يخرج الي الدنيا ويصرخ صرخته الأولي معلناً عن حضوره في هذه الحياة . كانت الفرحة تملأ جوانب البيت والزغاريد تتناثر لتشيع في البيت بهجة وسعادة غير عادية.. انا فرحتي كانت أكبر وأشمل ...لانني شاعر أري الأشياء واتحسسها بشكل مغاير ومختلف..وبنبض الشاعر تهاطلت علي الحروف فكتبت في تلك الليلة : ( نور بيتنا ) ...

وبحروفه الأنيقة تلك يتداعي صلاح حاج سعيد ويحكي عن أغنيته نور بيتنا(وبعد أن إكتملت القصيدة أخذتها وذهبت في ذات عصرية لمنزل الأستاذ الملحن حسن بابكر بحي الزهور بالخرطوم..وجلست معه وأخبرته عن النص الشعري الجديد الذي كتبته إحتفاءاً بميلاد إبني جمال فطلب مني ان أفرا عليه النص ..وجلس هو يستمع في حالة إصغاء تام..وبعد أن أطرق قليلاً قال لي وبكل امانة وصدق الفنان أن هذا النص يصلح لأن تغنيه (بنت)..وأقترح عليّ ساعتها أنا تغنيه البلابل ..وحينما تأملت النص وجدت أن كلام حسن بابكر صحيحاً ..فوافقت علي ذلك.

ألي إتحاد الفنانين:

في ذات اليوم تحركنا بعربته صوب إتحاد الفنانين قاصدين الملحن الكبير بشير عباس الذي كان وقتها يحتضن البلابل ويقوم بالصياغة اللحنية لكل الاغنيات التي يتغنين بها ..وهناك في إتحاد الفنانين وجدنا الأستاذ بشير عباس ..وبعد السلام ..تم التعارف بيننا وقال له حسن بابكر أن لصلاحاً نصاً يريد أن يقرأه عليك . فوافق فوراً علي سماعه .فقرأته عليه ورحب بي جداً وتفاعل مع النص بدرجة كبيرة وشكرني عليه ..وأنا بدوري اخبرته أن هذه كانت فكرة الأستاذ حسن بابكر أن يتغني البلابل بهذا النص..

اكتمال اللحن:

ويضيف صلاح حاج سعيد مستدعياً تلك الأيام(كنت متيقناً أن بشيرا عباس سيضع لها لحناً جميلاً يناسب القصيدة تماماً،خاصه وأنه ملحن مشهود له بالبراعة والدهشة اللحنية..وكل ألحانه مع البلابل تعبر عن عبقريته اللحنية ،لذلك تفاءلت بهذه الأغنية ..وبالفعل كان اللحن جديداً ومتماسكاً ومدهشاً..وحينما تغني به البلابل تذكرت كلمات حسن بابكر ومدي رؤيته الثاقبة ..فكانت الأغنية في غاية الأدهاش والروعة وبدأت تنتشر إنتشاراً عجيباً وفي وقت وجيز ..لأن كل مطلوبات الأغنية توافرات فيها ..حيث النص الصادق واللحن البديع والأداء الرائع من البلابل ..لذلك أخذت الأغنية مكانتها في خارطة الأغنية السودانية ومازالت محفورة حتي الأن في وجدان المستمعين ...

الأغنية الثانية : ( ناس لا لا ) :

الراحل المقيم والشاعر الغنائي العجيب عبد المنعم عبد الحي الذي رحل إلي القاهرة في منتصف الثلاثينيات وتوفي فيها في عام 1999م ، كان شاهداً علي عصر الحركة الفنية بالخرطوم والقاهرة ، يحكي في جانب من ذكرياته التي سجلها مع الإستاذ الراحل والإعلامي المصري المعروف في ركن السودان بالقاهرة .. قال الشاعر عن قصة أغنية خفيفة ذات كلمات تمتاز أيضاً بخفة دم ورشاقة بائنة ، وهي أغنية (ناس لا لا ) التي يغنيها الفنان الاستاذ عثمان حسين ، حيث قال بأنه كان قد أتي ذات مرة من مصر في منتصف الخمسينيات لقضاء إجازته بالسودان ، وحدث أن قابله في منزل الصحفي الراحل الأستاذ محمد الخليفة طه الريفي بالخرطوم بحري ذات مساء الفنان عثمان حسين .. وقد كان الفنان عثمان حسين يترنم بلحن محدد ، فطلب من الشاعر الراحل عبدالمعنم عبدالحي أن يضع لهذا اللحن كلمات أغنية تناسبه ، وقد أستمع من عثمان لللحن بدون مصاحبة العود ، أي ان أبوعفان كان يدندن به ويقول( لللا... لا... لللا... لا) وهكذا ، فقام الشاعر عبدالمعنم عبدالحي علي الفور وقد أتاه إلهام الشعر بعد أن طرب لللحن فعلاً ، فكتب يقول في القصيدة تلك بذات مخارج الدندنة ونورد هنا بعضاُ منها( ياناس لا لا ... ناس لا لا... ناس لا لا ) ...

الأغنية الثالثة : قصة أغنية الزيارة .. عبيد عبدالرحمن .. غناء الكاشف

في عام 1948 اصدرت اداره مستشفي ام درمان امرآ بمنع الزياره المختلطه. فحددت ايام للرجال وايام للنساء. ولكن لم يحضر الرجال للزياره في الايام التي حددت لهم وكذلك لم تفعل النساء. الامر الذي حدي بإداره المستشفي ان تعيد الزياره المختلطه؛ وكان هذا اليوم هو الثاني من ايام العيد؛ فحضرت اعداد كبيره للمستشفي من النساء والرجال. ومن بين هذه المجموعه كانت هناك فتاة جميلة لفتت نظر الشاعر؛ عبيد عبد الرحمن؛ والذي كان في زياره لصديق. ومن هنا جاءت فكرة أغنية الزياره...

الأغنية الرابعة :  ( كلمنى يا حلو العيون )

للشاعر التجانى حاج موسى .. للفنان محمد ميرغنى

قصة حقيقة حصلت لي واحد قريب الشاعر التجاني حاج موسي وكان متزوج ورزق بي بت صغيرة وحصلت مشكلة مع زوجتة وطلقها وسافر للقاهرة بسبب المشكلة دي .  وكان في الغربة اكتر حاجة بحن ليها بنتة الصغيرة . وهو في القاهرة جاء خبر ان البت عيانة شديد ولازم يجي ويشوفها . اها نزل السودان ومن المطار للبيت طوالي ولمن جاء قريب للبيت شاف الناس كتااار قدام البيت وفي بكاء وعويل قام يهذي : بسم الله في شنو .في شنو يا ناس

لمن وصل باب البيت جاءت جنازة بنته طالعة وبقي يبكي وهو ماسك الجنازة ...

طبعا الشاعر ادى الأغنية للفنان محمد ميرغني , ولكن محمد ميرغني احتفظ بيها وفي البداية ما غناها, بعد فترة اتوفي ولد الفنان محمد ميرغني , وبعدها جات مناسبة لابراهيم خوجلي وطلب من محمد ميرغني ان يحيي الحفل لكن محمد ميرغني رفض لظروف وفاة ابنة ، واصر ابراهيم خوجلي ان ياتي محمد ميرغني وتحت الحاحه اتي واحي الحفل وكان اول مرة يغني الأغنية دي ويتزكر بعض الحضور ان محمد ميرغني بكي عندما كان يردد ,, كلمني والكائن يكون,, يفرق كتير طعم الحلو لو يبقي مر

الأغنية الخامسة : أغنيه سيد عبد العزيز

والتي اصبحت الاغنية تسمى به قااااااائد الاسطول:

قصه الأغنية: 

أعجب سيد عبد العزيز بإحدى الفتيات في حي الأمراء وتقدم لخطبتها ولكن طلبه رُفض وكان سبب الرفض انه مغنى وشاعر.. وكانت البنت طالبه في كلية المعلمات في أمدرمان وكان يذهب الى هناك كل يوم ينتظرها ليراها وهى خارجه من الكلية ثم يعود. وكعادت الطلاب يخرجون من المدارس فى شكل مجموعات كل مجموعة تذهب من ناحية. وفى يوم من الايام خرجت هى بمفردها من غير المجموعة التى تعود ان يراها معهم ولكن بعد لحظات خرج خلفها البقية ، واصبحت هى فى المقدمة والجميع من خلفها .. لاحظ المشهد وشبه البنت المعجب بها بقائد الاسطول لانها كانت تسير فى مقدمة البنات وباقي الطالبات من خلفها بالجنود ...

 

الأغنية السادسة ( يا بت ملوك النيل يا أخت البدور )

كلمات الشاعر سيد عبد العزيز لحن وغناء كرومه..

· بت ملوك النيل أحدى اللواتى جاد عليهن القدر بالخلق والأخلاق… فكانت آية التكميل ( ومراية الجمال الفيها كل جميل ) ومثلما أتت هذه الأغنية محتوية للنيل والأصالة السودانية فقد عاصرت نقيض ذلك من أخلاقيات دخيلة علينا ، فنسب آخرون صياغتها لأنفسهم والبعض أرجعها لأبائهم ومهما يكن فأنها بنت ملوك النيل ولا يمكن أن تكون يتيمة وحيدة وإنما هى منظومة فى عقد ..

الأغنية السابعة (جيناكم تانى !!! )

الشاعر "" حسين محمد حسن . والذى قام بتلحين هذه القصه الغنائيه ::الفنان خضر بشير .

تعالو نشوف القصه والتى تحولت الى اغنيه .!!

ان الشخصية التي كتب لها الشاعر هذا النص هي ممرضة كانت تعمل بمستشفي الخرطوم ... كان هذا الحديث في ثلاثينات هذا او اربعينيات هذا القرن كانت تتميز بجمال صاقع لم يؤثر فيه القهر الطبقي ولا السكن في الاحياء الممعنة في شعبيتها ولا ظرفها القاسي الذي دفعها للعمل في مهنة ممعنة في الخطورة اقل ما يمكن ان توصف به من ولجتها خصوصا في ذلك التاريخ البعيد انها ويبدو ان اطباء وممرضي المستشفي با التأكيد ليس جميعهم ابو لهذا الجمال ان يثبت وجوده كلازمة لا انسانة تريد ان تعمل بشرف من اجل كم من الافواه الجائعة التي تنتظر من يجلب اللقمة المعطونة بالعرق "الحلال "وتعددت المداخل التي ارادو ان يلجو منها اليها فكان منهم من دخل بالمدخل التاريخي لاستغفال المراة خصوصا في مثل وضع الجميلة صاحبة الاغنية وهو الزواج وكان ان امتثلت وراحت تقوم بدور الحبيبة التي تنتظر الزواج من هذا الفارس الذي سياتي علي صهوة جواده قافزا فوق الحواجز الطبقية والاجتماعية لينتشلها من بؤسها "حلم مشروع ؟".. ولكن هذا المثقف كان يعلم تمام العلم ما لذي يريده من فتاة مسحوقة تعمل ممرضة...وتصل الاغنية لنقطة تصف كيف سلبت من اعز شي تملكه " سلبوك اعز شي تملكه" لتخرج المسكينة من هذه العلاقة محطمة تماما وهي تنتظر من يتضامن معها في محنتها في مجتمع عرف عنة لهفة ونجدة المنكوب يا تري اي نوع من المنكوبين ؟ ؟؟؟لم يشفع لها عفتها وسيرتها المشرفة كفتاة فقيرة تحاول تامين العيش لأهلها بل لم يشفع لها بين هؤلاء المثقفون انها امرأة عاملة في زمن مازالت المرأة تتلمس فيه طريقها لخارج المنزل كانسان سوي ومتكامل بذاته ومن زاوية اخري اري ان كل ذلك كان قصاص بدافع من لاوعي الرجل الذي يدعي الوعي

بقية القصة انها وجهت بالاستغلال البشع من كل شخص حولها في العمل حتي زميلاتها اللائي كان محركهن الحقد من التي قللت فرصهم في نيل حظوة لدي اهل الحظوة  وقال الشاعر عنهم "لمهالك الشر اودعوك ظلموك" وتمضي الغنية مصورة مشاهد حزينة وفاتحة لمجموع من التساؤلات ؟

تلك بعض حكايات أغاني الزمن الجميل ... فيها كثير من الاشراقات والظلال ... ليت لنا حكايات عن أغاني اليوم و الغد نستشف منها عبق الماضي إشراق غد مشرق ...

تحياتي حتى يحين اللقاء أحبتي ...