سارق الليل بالنهار
الرد على المسلسل التلفزيوني الكويتي
(ساهر الليل . وطن النهار)
كاظم فنجان الحمامي
يعلم الله إننا لا نحمل أي ضغينة للكويت وأهلها, ونتمنى لها الخير, ولكل الأقوام والشعوب في هذا الكوكب الفسيح, ونرجو لها الأمن والاستقرار والازدهار مثلما نتمنى للمدن العراقية الأمن والاستقرار والخير كله, لكننا وبعد متابعتنا لحلقات المسلسل الكويتي الرمضاني, الواضح والصريح (ساهر الليل . وطن النهار), وبعدما تلقينا الرسالة التي أراد أن يوصلها إلينا الكاتب فهد العليوه المولود عام 1990, والمخرج محمد دحام, بمشاركة الممثل العربي (عبد الله البوشهري) من مدينة بوشهر الإيرانية, نتوجه بالكلام الواضح والصريح للذين ماانفكوا يبذلون قصارى جهودهم في العراق من اجل إقناعنا بطيبة المؤسسات الكويتية وحنانها ورقتها وتعاطفها معنا, وإقناعنا برغبتها الصادقة لتلطيف الأجواء الأخوية, ومد جسور الترابط الوثيق بين الشعبين الشقيقين, وحرصها على توطيد الأواصر الحميمة, نقترح عليهم إعادة عرض المسلسل التلفزيوني الكويتي (ساهر الليل) على القنوات العراقية كافة, لما يحمله هذا المسلسل من رسالة إعلامية كويتية مقصودة, ولما يحمله من إيحاءات وإيماءات وتلميحات ستترك آثارها المباشرة في نفوس جمهور المشاهدين في المدن العراقية, لأنها تعكس حقيقة المشاعر, التي تحملها الفضائيات والصحف الكويتية للشعب العراقي, وحبذا لو توحدت الفضائيات العراقية كلها ببث هذا المسلسل الحميم في توقيت واحد وموعد واحد, حتى توصل رسالتها إلى ابعد نقطة في العراق من شماله إلى جنوبه, ونحن على يقين تام من نجاح أصدقاء الكويت بإبلاغ رسالتهم التي حرصوا على نشرها على نطاق واسع, خصوصا بعدما أكدوا لنا إن هذا المسلسل الرمضاني لا يريد إثارة الضغائن والأحقاد بين الشعبين الشقيقين. .
وبناء على ما ورد في تأكيداتهم لا نرى ما يمنع من تكرار بث المسلسل, وتوزيع أقراصه المدمجة على العراقيين في المدارس والأسواق, فالحكمة تقضي بوجوب تعريف الشعب العراقي بما يحمله لها الإعلام الكويتي من مشاعر صريحة وواضحة, سيتعرف عليها بنفسه بعد تكرار مشاهدة الحلقات, ولا ضير من ذلك أبدا خصوصا بعد أن اكتملت حلقاته كلها في شهر رمضان, ونرجو أن لا يشعر الإعلام الكويتي بالحرج من أعادة البث على نطاق واسع, وربما يشاركوننا الرأي في إيصال الرسالة إلى كل فرد في العراق, فكل ما نريده الآن هو أن توافق المؤسسات الإعلامية الكويتية على نشر حلقات مسلسل (ساهر الليل) في الفضائيات العراقية, ونشرها على اليوتيوب, وأغلب الظن أنها توافقنا الرأي على ضرورة طباعة ملايين النسخ منها بأقراص وكاسيتات, حتى يعرف الناس كلهم, من فينا يسعى لتقليب المواجع, ومن فينا يريد إثارة النعرات المكبوتة ؟, ومن فينا استغل اجتماع الناس على موائد الإفطار لكي يعيدهم إلى الأجواء المشحونة بالكراهية ؟, ومن فينا لا يريد إسدال الستار على فواجع الماضي ومواجعه ؟, ومن فينا تسري في شرايينه الدماء الملوثة بالأحقاد والضغائن ؟, ومن فينا يكره الآخر ويبغضه ؟, ومن فينا يريد اجترار وقائع الكوارث المرعبة ؟. .
وحبذا لو تبرعت الفضائيات العراقية وتطوعت لنشر حلقات هذا المسلسل, الذي يحمل المشاعر الكويتية الصريحة والواضحة للشعب العراقية كله, وان لا يكون نشرها حكرا على قنوات (الرأي) و(mbc). .
هذا كل ما أردنا أن نقوله للتعبير عن ردود أفعالنا بعد مشاهدتنا لحلقات المسلسل الكويتي الأخوي اللدود, من دون أن نلجأ إلى لغة التجريح بالألفاظ المخدشة والعبارات السوقية, ومن دون أن نتهجم على أحد, ومن دون أن ننتقص من قدر القبائل العربية, ومن دون أن نتهكم على عاداتهم وتقاليدهم, فهذه هي اللغة الحضارية, التي ينبغي أن نستعين بها في التحاور مع الأشقاء, والله من وراء القصد. . .
يا (ساهرَ الليلِ) البهيِم ألا انتبه
هذا العراقُ وشمسُكم في موكبه
هذا العراقُ إنْ انتخيتَ وجدتَه
طلقَ اليدينِ لمَن يفوزُ بمُطلبِه
هذا العراقُ إذا الظلامُ يلفَّهُ
شرقَ النهارُ على الرُبى مِن مَغربِه
فهو العراقُ إذا نسيتم شموخَه
فاسألْ وُلاتَك عَن عُلاه ومنقبِه