حول الدبكات الشعبية الفلسطينية
شاكر فريد حسن
لا شك ان الاهتمام بالتراث الشعبي الفلسطيني له بعده ومدلوله الوطني والنضالي ، لما له من خصوصية وارتباط بالمكان والوجود الحضاري الفلسطيني ، وكونه يواجه عمليات التشويه والتزوير والطمس والسرقة .
وتعتبر الدبكة احد الفنون الشعبية ، ومن العادات والتقاليد الفلسطينية ، وجزء مهم من التراث والفولكلور الشعبي الفلسطيني . وهي عبارة عن رقصة شعبية فولكلورية تمارس في الاعراس والافراح والطقوس المتوارثة والمناسبات الاجتماعية والوطنية . وتلعب الدبكة دوراً اساسياً في العرس الفلسطيني ، ولا يكتمل الفرح دون حلقات الدبكة التي يقودها عادة "لوّاح"خفيف ورشيق ودبيك ، على انغام وصوت المزمار واليرغول والاورغ .ولا يزال اهلنا الصامدين في قرى الجليل والمثلث والنقب يتمسكون بهذا التقليد والارث الشعبي، ويحافظون على الدبكة جيلاً بعد جيل .
ومن اكثر الدبكات الشعبية المعروفة والمنتشرة والرائجة هي:" الشمالية، القرّادية ، البدّاوية، الشعراوية ، السبعوية "وغير ذلك . اما اغاني الدبكة فهي :" زريف الطول ، الدلعونا، جفرا، يا غزيل" وسواها. وهذه الاغاني تدور وتتمحور حول الحب والعشق والغزل والوطن والغربة وموضوعات اخرى .
ولعل من اجمل الردات والطلعات التي يشدو بها المغني والحادي الفلسطيني من "زريف الطول" هذه الابيات:
يا زريف الطول وقف تقلك
رايح عالغربة وبلادك احسنلك
خايف يا زريف تروح وتتملك
وتعاشر الغير وتنساني انا
* * *
يا زريف الطول مالي ومالكم
وابتليته بالهوى وش حالكم
وان كان عشرة غيرنا طابت لكم
خبرونا نتدبر حالنا.
وتأخذ الدبكة شكلاً من اشكال النضال والكفاح والمقاومة ، وتؤدي دوراً في مواجهة العدوان المتواصل عل شعبنا وموروثه الشعبي الحضاري . ولذلك فقد تشكلت الكثير من فرق الدبكة الشعبية الفلسطينية داخل الوطن وخارجه ، التي اخذت على عاتقها حفظ وصيانة هذا اللون الشعبي والتقليد الفلسطيني الباقي والراسخ .
ويظل القول في النهاية ، ان حماية تراثنا ودبكاتنا الشعبية هو ضرورة وواجب وطني وقومي وثقافي من الدرجة الاولى.