سنقاتل فيلم جديد من إبداع ثوار داريا

سنقاتل فيلم جديد من إبداع ثوار داريا

محمد كساح

شاهدت كغيري الفيلم القصير الذي أنتجه المركز الإعلامي لمدينة داريا ... فأعجبتني منه أمور كثيرة سررت لها و إن كان هذا العمل لا يخلو من بعض الملاحظات 

الجدير بالذكر أن فيلم ( سنقاتل ) هو العمل الثاني من إنتاج المؤسسة الإعلامية المذكورة و التي تمتلك حضورا قويا داخل مدينة داريا و عبر وسائل الإعلام المختلفة 

كان العمل الأول بعنوان ( الاجتياح ) وقد استعرض لفصول الحملة المستمرة على المدينة و التي بدأت منذ أكثر من سنتين ... وسأتكلم هنا عن الفيلم الجديد الذي نشر أمس تحت عنوان ( سنقاتل )

نستطيع أن نصنف هذا العمل من باب الأفلام الدعائية فهو يهدف إلى وضع المتلقي في صورة المجاهد الذي يستيقظ كل يوم عند الفجر فيتوضأ و يستعد للذهاب الى جبهات القتال مودعا أمه ، منطلقا في طريقه المنشود ، و ذكرى الشهداء لا تفارق مخيلته ... إنه أراد أن يثأر لهم و يمشي على دربهم ، لايبالي بالمخاطر ولا الأهوال ، وهو مع ذلك يبقى راضي النفس مقبلا على العمل بجد ونشاط لأنه يعلم أن طريقه هذه ستكتب له الخلود ، في الدارين

فكرة الفيلم إذن بسيطة و يستطيع أي مشاهد أن يتلقفها بسهولة و يعيش في الجو الذي أراد صانعوه إيصاله للمتلقي 

خلا فيلم ( سنقاتل ) من تعليق أو حوار وقد استعاض عن ذلك بأنشودة تبدأ مع اللقطات الأولى لتستمر إلى المشهد الأخير

وقد استخدم المخرج مواد أرشيفية تستعرض بعض مشاهد المعارك ، إضافة لمشاهد تمثيلية قام بها الشاب أبو مصعب الذي ظهر سابقا في أعمال تمثيلية من إنتاج المجلس المحلي لداريا

كتب كلمات الأغنية شاعر شاب معروف في المدينة باسم أبو ربيع ، وأنشدها الممثل نفسه ، وسجلت في استديو أنشأه نشطاء هو استديو ( مدى )

كل هذه الأمور رائعة حقا لأن الانتاج بكل مراحله -من تصوير وتمثيل و كلمات و غناء و استديو وإخراج - محلي أنجز بإمكانيات بسيطة في ظل الحصار المطبق على مدينة داريا من جميع النواحي ، 

وهذا إبداع ينبغي الالتفات إليه ورفده و التشجيع عليه ....

لم يقعد نشطاء المدينة يلعنون الظروف التي ضيقت عليهم و وقفت ضد القيام بأي مشروع يخدم قضيتنا الثورية والإسلامية ، و إنما كافح هؤلاء وشغلوا أنفسهم برغم نقص الكوادر والخبرات حتى أخرجوا لنا هذه الأفلام 

خلال سير العمل استوقفتني لقطات أعجبتني كان من بينها تتابع اللقطات التي في البداية ما بين استعداد المقاتل للانطلاق وبين صور الشهداء الذين سقطوا على تراب داريا ، و ذلك في إشارة إلى ما يعتمل في مخيلة هذا المقاتل المنطلق في نفس الدرب و نفس الطريق التي سلكها إخوانه قبله حتى اصطفاهم الله شهداء

ومنها أيضا صورة ( أبو مصعب ) وهو واقف أمام المرآة يشد الربطة التي كتب عليها شعار التوحيد على جبهته و أمه من خلفه ترقبه في حنان ممتزج بالفخر

و لشد ما أثرت بي تلك الصورة للمجاهدين في سيارتهم وهي تغذ بهم السير على الطريق العظيم ... طريق الكفاح والجهاد ... طريق الفوز والشهادة ..  و صوت المنشد يصدح بهذه الكلمات ( قرآنن بإيدن عدرب الموت ... لاجلو مشوا ونادوا بأعلى صوت )

بقيت هناك بعض الملاحظات التي تؤخذ على الفيلم منها غياب القصة والتشويق فيه ، إذ تستمر مشاهده تباعا من غير قصة مشوقة ... اللهم إلا استعراض مشاهد المقاتل و ذهابه إلى الجبهة..

و منها أيضا غياب اللقطات القريبة و البينية التي تكشف التحركات المعقدة مثل تعابير الوجه و غيرها ... حيث اكتفى المصور بتسجيل اللقطات البعيدة والمتوسطة فقط 

و من الأخطاء أيضا إعادة لقطة ركوب السيارة مرة أخرى .. إذ كان من المفترض أن تكون اللقطة الثانية متممة للأولى ولا مبرر لإعادتها هنا بهذه الصورة .

نختم بشكر من قام بهذا العمل و ليوسعوا صدورهم فيما وجهنا إليهم من نقد بسيط ... و نحن ننتظر في المستقبل أعمالا أخرى تغني مكتبتنا المرئية بإبداع ثوري جديد