فرسان سنا 24 / الشيخ أبو النور قرة علي
فرسان سنا 24 / الشيخ أبو النور قرة علي..
مسك الختام
عبد الله زنجير * /سوريا
كانت جولة قلم و محبرة ، فيها عذوبة الإلفة و قطرات من ندى الذكريات .. أردتها ومضات و نبضات تحكي التجربة أو بعضها ، و إذ بها قراءة في كتاب لا ينضب ، كتاب ربيع سنا المستدام بإذن الله . لهذا أتوقف معتذرا من أحبة لم يتسع المقام للتنويه بهم ، كانوا مع سنا في بداياتها الأولى و بداياتها الثانية كقناة فضائية للطفولة .. و قدرا ، صادفت كلمات متدبرة للداعية الكبير الشيخ أبي النور قرة علي - حفظه الله - منشورة في جريدة المدينة المنورة ( العدد 12816 ) عن بعض ألبومات سنا ، آثرت أن تكون مسك ختام فرسان سنا و وثيقة من عبير أصحاب الفضيلة :
هذا العمل ، فيوض وجدانية تحركها رشاقة نغم ، تمضي بها شاعرية رقيقة ، و تدخل بها القلوب من ألف باب . و هو جولة إيمانية في حديقة الكون الفسيح ، يقطف خلالها شاعر مرهف الأحاسيس ورودا ذات ألوان سحرية و يضمها باقة .. يسكب عليها دمعة من عينيه و يقدمها أغلى هدية ، و تتلقاها طفولة بريئة مع إشراقة فجر التجديد ، لتنشدها قيثارة الفطرة كأجمل نشيد . أي سحر هذا الذي يجمع بين ( الطفل و البحر ) في أحلى لقاء ، يكشف لنا و بكل دهشة السر العظيم بعد الخفاء و يقول : إن قلب الطفولة يرتشف بحرا غزيرا من أسرار المعاني إذا أحسنا العطاء ؟! نعم
لقد استطاعت ( سنا ) أن تتقدم عندما قدمت الجديد من النشيد ، و خاصة عندما بدأت بتغاريد الإيمان فقدمت رحيق التوحيد .. ثم أكدت سنا قدرتها من خلال شاعرها العظيم و رجال العزم و الصدق و الوفاء على متابعة مسيرة العطاء ، ففجرت لنا أو تفجر بين يديها بضربة زمزمية الجهد ، دفع إليها صدق الإيمان و عبقريته ، فجرت لنا ( نبع الحب ) فإذا به شهدا فنيا منزها عن التقليد و زلالا نقيا بريئا - كزمزم - من أثر التراب ، لأنه فتح و عطاء و هكذا تكون هبة الله
يضيف أيضا : وقد تركت سنا و شاعرها هذا النبع يتحرك فيضه ، ليغمر أول ما يغمر دوحة الأسرة المسلمة ، لتزدهر فيها كل أزاهير الحب و الوفاء ، الحب والوفاء لأب مجاهد و أم معطاء و إخوة أصفياء . و استطاعت ( سنا ) بذلك أن تفوز بالاصطفاء بعد سعي ، بين صفا المحاولات و مروة الاجتهادات ، مشمرة جادة في الطلب فجاء الغوث مددا و مطرا ، والتحم العطاء بين الشعر الرقراق و اللحن السائر في الأجواء و الصوت الرخيم من حنجرة الطفولة البريئة . واجتمع الشريطان الطفل والبحر و نبع الحب معا ، ليتآخيا معا إيمانا و حبا ، فقد ولدا من ذات الرحم المنشوء
و الله من وراء القصد
و .. إلى اللقاء
* عضو رابطة أدباء الشام