الكاتب والفنان فؤاد سليمان
الكاتب والفنان فؤاد سليمان:
في ناس وفي ناس!!
ميسون أسدي
***درس علم النفس والسينما والتلفزيون والسيناريو***أتقنت معزوفة "جوني جيتار" التي علمني إياها أبي وأنا في الصف السادس***أتوقع صدور ألبومي الأول، "في ناس"، خلال ثلاثة شهور***روايتي الأولى "صائب والبلاد المقدسة" صدرت عن "المؤسسة العربية للدراسات والنشر" في بيروت***
*ما يكتبه فؤاد سليمان أسبوعيا، وبشكل منتظم، هنا وهناك، يلفت النظر، من حيث تناوله لمواضيع مميزة وبمنظور ساتيري مختلف عن السائد، ولكن الكثير لا يعرف أن وراء هذا الكاتب، الذي يتسم بالتواضع، فنان له حس مرهف ويسير بخطى ثابتة نحو فضاءات واسعة من عالم الفن المحلي والعالمي..
كتب فؤاد المقالة الصحفية والرواية الطويلة وأيضا المسرحية، كتب الأشعار والأغاني، درس علم النفس والسينما والتلفزيون وكتابة السيناريو، تعلم العزف على الغيتار، شارك وأسس أكثر من فرقة موسيقية، قدم عروض عديدة ضمن مهرجانات وأمسيات خاصة.. وقريبا سيصدر له أول ألبوم موسيقي.. وفي هذا اللقاء الخاطف، نلقي الضوء على الخلفية التي جاء منها هذا الفنان وجوانب أخرى من حياته..
**احك لنا قليلاً عن نفسك.
- ولدتُ وترعرعت في حيفا، حيث لا أزال أسكنها مع زوجتي "بتينا". عائلتي الصغيرة مكوّنة من أربعة أنفار: أبي، بروفيسور رمزي سليمان، الذي يعمل محاضرًا في قسم علم النفس في جامعة حيفا، وأمي، صوفيا، التي عملت لمدة ستة وثلاثين عامًا في التعليم، إلى أن خرجت إلى التقاعد منذ بضع سنوات، وأختي ليم التي تعمل في موضوع الـ"بيبليوتيرابيا"، أي العلاج بواسطة الأدب، بعد أن أنهت اللقب الثاني في الموضوع.
**وماذا عن بداياتك مع الموسيقى؟ أين درستها؟
- ما عدى دروس في العزف على القيثارة، أنا لم أدرس الموسيقى. تعليمي الأكاديمي كان في مجال علم النفس، وقد أنهيت اللقب الأول في علم النفس في جامعة حيفا. بعدها التحقت بقسم السينما والتلفزيون في جامعة تل أبيب، حيث بدأت أتعلم في برنامج الاستكمال للحصول على اللقب الثاني في موضوع كتابة السيناريو. لكن اهتمامي، بل عشقي الأساس كان ولا يزال الموسيقى. وأنا أتعلم للقب الأول، كونت بالمشاركة مع أصدقائي فرقة موسيقيّة باسم "نيروزا"، ثم بعد أن أنهيت تعليمي الجامعي قررت أن أركز نشاطي في مشروعي الموسيقي، مما دفعني إلى ترك دراسة كتابة السيناريو والتفرغ لمشروعي الفني كموسيقي وككاتب.
**إذًا أنت بدأت تبدع في مجال الموسيقى في فترة الدراسة الجامعيّة؟
- ليس تمامًا، بل الحقيقة هي أن حبي واهتمامي الكبيرين بالموسيقى والفن قد بدآ قبل ذلك بكثير. منذ الطفولة كنت مهتمًا بالفن. كان أهلي يأخذونني إلى بيت جدي وجدتي ويتركونني لأقضي الوقت في اللعب عندهم، وكانت عائلة جدي وأخت جدي وعائلتها، اللذين سكنوا مع جدي في نفس البناية، يشجعونني على ممارسة مواهبي الفنية ومنها الرسم والغناء. أذكر كيف كنت أقف على كرسي وأغني أغان لفيروز مثل "أعطونا الطفولة" فيصفقوا لي. ويمكن القول أنهم بهذا التشجيع كانوا أول من دربني على الغناء وأنا لا أزال طفلاً. بعد أن كبرت قليلاً بدأت أعزف على القيثارة. كان لأبي قيثارة ومن جيل مبكر بدأت أحاول العزف عليه. أذكر كيف أتقنت معزوفة "جوني جيتار" التي علمني إياها أبي. وأنا في الصف السادس سافرنا إلى الولايات المتحدة، حيث بدأ أبي يدرس في إحدى الجامعات. هناك تعرفت على الـ"إم.تي.في" وبدأت أستمع إلى الكثير من الأغاني، وحين رجعنا إلى بلادنا اشتريت قيثارة كهربائية وبدأت التعلم عليها بمساعدة معلم خاص وأذكر أني عزفت وغنيت أغنية "ليثيوم" لفرقة "نيرفانا" في يوم الطالب.
**وماذا عن مسيرتك الموسيقية في السنوات الأخيرة؟
- كما أسلفت، أنا أظن أن مراحل تطوري كعازف ومغني، وكذلك كمؤلف أغان، قد بدأت منذ الطفولة المبكرة، لكن من الممكن القول أنها قدراتي الفنيّة قد بدأت تتبلور في جيل المراهقة، حين اشتريت القيثارة الكهربائية، والتي كانت قيثارة بيضاء من نوع "إيبينيز". فرقة "نيروزا"، والتي كانت الفرقة الموسيقيّة الأولى التي انضممت إليها، تألفت من وليد سلوم ووئام سلامة ومنّي. يومها بدأت بتأليف أغاني للفرقة وبدأنا نقوم بعروض أسبوعيّة في pub للـ"دانك" في حيفا، كما وعرضنا في حفلات مختلفة. بعد ذلك انشقت الفرقة وتبعثر أعضاؤها وأكملت أنا التعلم على القيثارة الكهربائية كما وتابعت تأليف الأغاني. في جيل متأخر أكثر بدأت أعزف مع فرقة "فريد"، كما وتعرفت على الموسيقي "داني دوورسكي" قائد الفرقة. في هذا الوقت بدأت أعزف مع "فريد" وأغني ألحاني، كما وبدأت بتسجيل أغاني لي في أستوديو يملكه قائد الفرقة. مع "فريد" ظهرت في عروض كثيرة في المقاهي والحفلات. عزفنا في مقهى "بينينو" والـ"هوتنتوت" في حيفا وفي "البيت الفلسطيني" في الناصرة، كما وعزفنا في تل أبيب وفي مهرجانات موسيقيّة، مثل مهرجان "ساجول" وغيرها.
بموازاة مشاركتي في فرقة "فريد"، عزفت في السنة الماضية مع "تريو" مكون، بالإضافة لي، من أختي ليم سليمان ومن أمير نجار. لقد أنشأنا فرقة باسم "الأرواح الجارية" ونظمنا عرضًا مجانيًا خاصًا " في قاعة "حيفا الغد" باسم "شي بخوف يا غزة". لقد كان العرض ناجحًا، حيث حضره جمهور كبير وتم تصويره من قبل تلفزيون "ميكس"، كما وكتب عنه في عدة مواقع.
في فترة لاحقة، أنهيت تسجيل ألبوم من أغاني كتبت كلماتها وألحانها ثم توجهت به لبعض شركات التوزيع، ومؤخرًا تم الاتفاق بيني وبين شركة التوزيع المعروفة "هتاف هشميني" على إنتاج الألبوم والذي سوف يصدر إلى الأسواق تحت اسم "في ناس".
**متى تتوقع صدور الألبوم؟
- أتوقع صدور ألبومي الأول، "في ناس"، خلال ثلاثة شهور. إضافًة، لقد علمت من شركة الإنتاج والتوزيع "هتاف هشميني"، والتي سوف تقوم بإنتاج وتسويق الألبوم، بأنها سوف تطلق قريبًا الـ"سينجل" الأول من الألبوم. وبالمناسبة، أسم الألبوم مأخوذ من أغنية منه تحمل نفس الاسم والتي يقول البيت الأول منها: "في ناس بتيجي حاضرة على هاي الدنيا، في ناس بتشوف مصيرا بالنجوم بالسما، في ناس بتيجي صدفة زي ريشة بالهوا، في ناس بتسأل عنك عشان بدها دوا".
**أعرف أنك تكتب القصة القصيرة والرواية. هل من جديد في هذا المجال؟
- في البداية كتبت القصص القصيرة وقصائد النثر. لقد نشرت قصصًا قصيرة في المجلات الأدبية "مشارف" و"الفكر الجديد" وفي ملاحق أدبية لصحف كالاتحاد وفصل المقال. بعدها توجهت لكتابة الرواية. روايتي الأولى "صائب والبلاد المقدسة" صدرت في "المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت والنشر" سنة 2006، ولي رواية أخرى بعنوان "واقع مأجور" صدرت مؤخرًا عن نفس دار النشر، لكن بسبب الحصار الثقافي الذي تفرضه علينا المؤسسة الإسرائيليّة لم أتمكن بعد من الحصول على نسخ من كتابي.
**تعجبني زاويتك الأسبوعيّة التي أواظب على قراءتها في الملحق الأسبوعي لجريدة الاتحاد.
- أشكرك على هذا الإطراء الذي أعتز به كثيرًا. أنا أكتب عن أمور صغيرة وعن تجارب شخصيّة، لكني أعتقد أنها أمور تتقاطع مع تجارب أناس كثيرين. مقالاتي تنشر في الاتحاد التي أعتز بالمشاركة في الكتابة فيها وكذلك في عدد من المواقع المعروفة.
**وهل من خطط مستقبليّة؟
- على صعيد الموسيقى فقد بدأت بتسجيل ألبوم جديد، أما على الصعيد الأدبي فلدي مشروع لكتاب ثالث وقد بدأت فعلاً بالتحضير له.
أريد أن أنتهز الفرصة لكي أشكر عائلتي على الدعم المادي والمعنوي الذي يمكنني من متابعة مشواري الإبداعي، كذلك أريد أن وأشكر زوجتي الجميلة "بتينا" على الدعم والمحبة، اللذان لم أكن لأقدر بدونهما على مواصلة طريقي الفني.