ألوان في الرماد
(ألوان في الرماد) لوحات فنية تنتصر للحياة
وسط الحصار في المركز الثقافي
الفرنسي الألماني في رام الله
رام الله (الضفة الغربية) (رويترز) - "الوان في الرماد" عنوان معرض فني تشيكلي يضم اثنين وعشرين لوحة رسمها الفنان التشكيلي الفلسطيني محمد حرب اختار فيها المرأة لتكون رمزا للخروج من دائرة الرماد التي تعيشها غزة.
وقال حرب الذي لم يتمكن من الحضور للمشاركة في افتتاح معرضه يوم الاثنين في رام الله بالضفة الغربية لرويترز عبر الهاتف "المعرض يشكل لوحة واحدة تمثل فيها المرأة حالة التمرد على الحياة الرمادية في غزة المحاصرة وما تعيشه من حياة بؤس."
واضاف "استخدمت المرأة في لوحاتي لتجسد هذه الحالة مضيفا اليها جمالية الوان الحياة للخروج من هذا الرماد الذي اتمنى الخروج منه كما خرجت لوحاتي الى الضفة الغربية بمساعدة الاصدقاء في المركز الثقافي الفرنسي."
وتبدو المرأة في بعض اللوحات ظاهرة الملامح كاملة وفي لوحات اخرى تظهر اجزاء منها. وقال حرب "تعكس هذه اللوحات التي تظهر فيها اجزاء فقط من ملامح المرأة ملامح كائنات.. بعيدة عن الادمية بسبب الحصار الذي تعيشه وغزة والذي أوصل الحياة الى ادنى مستوياتها."
وأضاف "هي إشارة إلى حالة التآكل التي تعيشها غزة ورغم ذلك ابث فيها الحياة من خلال ذلك الضوء الخارج منها باستخدام الالوان القوية لتكسر كل ما هو رمادي وتشكل تمردا على الفراغ والملل القاتل."
ويستخدم حرب خريج كلية الفنون الجملية في جامعة النجاح الوطنية تقنية التكنولوجيا والرسم بالضوء في لوحاته الفنية مستفيدا من تقنية مزج الالوان والطباعة على القماش باستخدام الحاسوب.
وقال حرب "يمكنني القول انني اول من يستخدم التكنولوجيا والقلم الضوئي ومزج الالوان طباعة اللوحات على القماش في الفن التشكيلي الفلسطيني لتكون تجربتي هي الاولى في الفن التشكيلي الفلسطيني."
واضاف "سبقني الفنان التشكيلي الفلسطيني الراحل اسماعيل شموط في نهاية التسعينات باستخدام الكمبيوتر ولكنه استخدم فقط طريقة الرسم اما انا فعملت على استخدام تقنية الضوء ومزج الالوان وطباعة الرسومات على القماش واضافة الوان اليها اقوم انا بمزجها مستخدما اشياء من الطبيعة."
ويرى حرب في عمله هذا "تطوير للحركة الفنية التشكيلية الفلسطينية" دون ان يشكل ذلك اخلالا بمبادئ الفن التشكيلي " ما قمت به هو تسخير للتكنولوجيا في خدمة الفن لتكون لدينا في النهاية لوحة فنية تشكيلية".
ويستمر المعرض الذي سبق وان عرض الشهر الماضي في المركز الثقافي الفرنسي في غزة حتى نهاية يوليو تموز الجاري.