حول عرض الثلاثي جبران
حول عرض الثلاثي جبران
في 3/5/2008
في حيفا
سمير جبران: نحن على موعد مع الحب!!
*باريس- "تفانين"- استعدادات كبيرة، تجري تحضيرا لاستقبال الأخوة جبران- سمير، وسام وعدنان- في الحفل الكبير، المزمع إقامته في قاعة الأوديتوريوم في حيفا، يوم السبت 3/5/2008، ضمن إطار "مهرجان بيت الموسيقى"، وقد علمنا من المنظمين لهذا الحفل، بأن الطلبات على التذاكر، كثيرة جدا، خاصة بعد الوصلات التي قدمها الأخوة جبران في الحفل الكبير الذي أقيم للشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش، فقد برز الأخوة جبران بمقطوعاتهم الموسيقية وسلبوا ألباب الجمهور الذي شاهدهم لأول مرة، بشكل مباشر، رغم أنهم طافوا العالم بعروضهم الموسيقية، إلا أن ما قدموه في ذلك الحفل، جعل الجمهور المحلي، يتشوق لحضورهم في حفل خاص بهم، فوسائل الإعلام تحدثت كثيرا عن عروضهم العالمية، وها هم اليوم يقدمون حفلة كاملة وخاصة بأبناء بلدهم.. وحول هذا الحفل الخاص، أجرينا هذا اللقاء الخاطف، مع الأخ الأكبر للثلاثي جبران، الفنان سمير جبران..
**ما هو شعوركم بتقديم أول عرض لكم بين أهلكم وجمهوركم بإطار "مهرجان بيت الموسيقى"؟
-لم تأت رغبتنا في تقديم عرضنا الأخير "مجاز" فقط لتلبية الدعوة الفاضلة من "مهرجان بيت الموسيقى" بل أتت تلبية لحاجة شخصية، لكل فرد منا، نحن الأخوة جبران، فقد طال الغياب ولكننا لم نذهب بعيدا، نحب الأهل، والوطن كان يسري معنا في كل أسفارنا وكلما شاهدنا نجاحا أو إنجازا ما في مسيرتنا الأخيرة رأيناكم أمامنا في المرآة والآن، سئمنا النظر في المرآة فسنكسرها في الثالث من أيار لتكون علاقتنا أكثر شفافية، لنشعر بدفئكم وحبكم.. لن أخفي عليكم أننا في السنوات الأخيرة قدمنا المئات من الأمسيات في شتى أنحاء العالم ولكن لقائنا بالأهل وبالأصدقاء وبالوطن، له طعم آخر، كمذاق اللقاء بالحبيب الأول، حيث لا تستطيع أن تضبط إيقاع القلب وتلعثم اللغة.. وأخشى من توتر موسيقي نتيجة فوضى الأحاسيس هذه.. لن أقول أكثر فنحن على موعد مع الحب!!
**أطلعنا على آخر النجاحات التي حققها الثلاثي في أوروبا والعالم؟
-في نهاية عام 2007 أصدرنا عملنا الأخير "مجاز"، حيث استضفنا به عازف الإيقاع الفلسطيني الفنان يوسف حبيش، الذي كانت له بصمة مميزة في موسيقانا ورحلتنا. هذا العمل ومنذ ستة أشهر، يحتل صدارة المبيعات في أوروبا خاصة في فرنسا وألمانيا وانجلترا، وقد اختارته مجلة songline بالمرتبة الأولى لاسطوانات الموسيقى العالمية، ومنذ أسبوع فقط، استلمنا رسالة من أهم شركات الإنتاج العالمي “Warner” في انجلترا تبلغنا فيها، بأنه تم اختيار المقطوعة الموسيقية "مسار" لتكون ضمن اسطوانة تحمل أفضل أعمال الموسيقى العالمية للعام 2008. كما أن العديد من المواقع الإلكترونية قد رشحت "مجاز" كأفضل عمل فني لهذا العام وتم اختيار موسيقى "مجاز" للعديد من الأفلام السينمائية العربية والغربية، والآن، أقوم بكتابة موسيقى خاصة للفيلم "وداعا جيري كوبر"، للمخرج الفرنسي (الجزائري الأصل) نسيم عموشي، ومنذ أسبوعين قدم أخي وسام جبران أربعة آلات موسيقية من صنعه في معرض "الموزيكورا" في متحف اللوفر في باريس، حيث حقق نجاحا وتألقا كبير بين أهم صانعي الآلات الوترية في العالم، أما بالنسبة للحفلات الموسيقية، فقد عدنا مؤخرا من جولة كبيرة في أمريكا وكندا وهذا الشهر، قبل مجيئنا إلى حيفا، سنقدم عشرة عروض في مدن ألمانيا.
**بأي الطرق تتواصلون مع ثقافتكم وحضارتكم العربية بوجودكم في الغربة؟
-قد يضحك البعض، حين أقول: "أنا لا أجيد اللغة الفرنسية"، لأنني مقيم في باريس منذ أربع أعوام! فالغربة مكان ما وجسر ما، لبيت لا أعرفه وأصبحت أجهله فلطالما نمضي الوقت بين المطارات والعواصم والفنادق وحين أعود إلى باريس أعود إلى منزلي وعائلتي الحبيبة.
في داخل المنزل لا تشعر انك في فرنسا، فأنا أعمل جاهدا على أن ابقي ثقافتي بكل تفاصيلها معي، حيث أذهب أو أسكن: نوع الغذاء، محطات التلفزة، السيارة، وبعض الكتب المتواضعة التي تحمل ثقافتنا.. أصدقاء من كل أقطار العالم العربي، لم أحلم يوما أن ألتقي بهم، يجاوروني وأحرص أن أتواجد في معظم النشاطات العربية في باريس وكما تعرفون فإن باريس عاصمة الثقافة والفن والحضارة ولم أشعر يوما بغربة عن هذه الأشياء.. الغربة الوحيدة هي ذكرياتي والحنين إلى الأهل والحارة والأزقة والأصدقاء في الوطن.
**ما هو التجديد الذي أتى به "مجاز" من ناحية موسيقية؟
-من الصعب أن أتحدث عن موسيقاي ومفهوم التجديد.. "مجاز" هو عمل لثلاثة أعواد، ونادرا في موسيقانا العربية أن التقت ثلاثة أعواد بطريقة التأليف التي نتبعها أنا وأخوتي.. لن ننسى أننا أيضا من نفس الجينات الوراثية والدم وإن إخوتي- وسام وعدنان- قد التحموا معي دون تجارب سابقة مع موسيقيين آخرين، الوضع الذي أجبرنا على الغوص في الذات والبحث عميقا عن هدية موسيقية نتميز بها.. أما من ناحية التقنيات، فهذا الأمر لا يعني القراء أو المستمعين.. التقنيات بالنسبة لي، لم تعد هدفا، بل هي وسيلة، نحن بحاجة إلى موسيقى جيدة ترهف السمع وتحمل خط درامي معين، أما تحليل التقنيات فأتركه للنقاد والمهنيين.
**ما هي المشاريع الجديدة والمستقبلية للثلاثي جبران؟
-هناك الكثير من المشاريع الجديدة، مباشرة بعد أمسية حيفا، سنتوجه إلى كورسيكا لتسجيل ساعة من الموسيقى في القناة الرئيسية لكورسيكا.. نطمح بأن ننجح بمواد جديدة لنباشر بإنتاج DVD- صورة وصوت- لموسيقانا، لدينا عدة أمسيات في فرنسا وأوروبا، أهمها في 29/4 في اليونسكو- باريس، وفي 3/6 في بلدية باريس، حيث سيستضيفنا رئيس بلدية باريس بأمسية خاصة، أما عن شهر يوليو فسيكون لنا أكثر من 25 أمسية في أوروبا وتونس والمغرب وأمسية مع الشاعر الكبير محمود درويش في الجنوب الفرنسي في مدينة ARLE.. كما أن هنالك العديد من الاقتراحات لخوض تجارب موسيقية مع موسيقيين أجانب أو عرب، لن أفصح الأسماء الآن، لأننا ما زلنا في مرحلة التنسيق..
**كلمة للجمهور المحلي الذي يترقب العرض؟
-بداية أتوجه بالشكر والامتنان لكونسرفتوار "بيت الموسيقى" ومديره الفنان عامر نخلة، الذي نكن له كل الاحترام والتقدير ونتمنى أن نساهم قدر ما نستطيع بدعمه وبنشر ثقافتنا الغالية في شتى البلاد.
ونتقدم أيضا بجزيل الشكر والحب إلى الأخ رئيس بلدية الناصرة السيد رامز جرايسي، على إطلاعه الدائم على الحركة الثقافية التي نشهدها وعلى دعمه الدائم للفن والثقافة، فقد كان أول من هنأنا عندما تصدر ألبوم "مجاز" المرتبة الأولى، وأجرى اتصالا مع أخي وسام منذ أسبوعين ليهنئه على معرضه في اللوفر، فباسمي وباسم وسام وعدنان، نبعث كل حبنا وشكرنا لرئيس بلديتنا ونشكره على مجهوده الكبير أيضا لإنجاح الحفل في حيفا..
وأخيرا.. نحن على موعد مع الحب!!