كيف ندعم المهرجانات الإنشادية
كيف ندعم المهرجانات الإنشادية ؟
نجدت لاطة
سـيقام اليوم عندنا فـي الأردن مهرجان للأنشـودة الإسلامية لمدة يومين ( 22 / 2 و 23 / 2 ) ، سيحضره كبار المنشدين الشباب كـ ( موسى مصطفى ويحيى حوى والعزاوي وغيرهم ) بالإضافة إلى بعض منشدي مسابقة الشارقة كالمنشد إبراهيم الدردساوي وغيره . ومما لفت انتباهي أن كثيراً من الإسلاميين لا يأبهون لهذه المهرجانات ، فتجدهم لا يحضرونها بحجة أن الفن غير مهم في هذه الحياة ، وقد قال لي بعضهم مثل هذا .
وأنا بصراحة لا يهمني كثيراً أن يسمع هؤلاء ـ الذين يدّعون أنهم إسلاميون ـ النشيد الإسلامي ، ولكن الذي يهمني ويؤرقني أن هذه المهرجانات إذا نحن لم نكثر سواد الجمهور فيها فسوف تفشل ، وسوف يخسر القائمون على المهرجان خسارات مالية ، وبالتالي لن يقيموا مهرجانات أخرى في الأيام القادمة ، لأن هؤلاء القائمين على المهرجان يدفعون مبالغ كبيرة لتجهيز المهرجان كاستئجار قاعة كبيرة ودفع ثمن تذاكر الطائرة للمنشدين القادمين من خارج الأردن ودفع أجرة الفنادق لهم وغير ذلك .. بالإضافة إلى ضرورة وجود أرباح لهم ، لأنهم سيفرّغون أنفسهم ومؤسساتهم لتجهيز المهرجان ..
وبالنسبة إلى سعر تذكرة الدخول إلى المهرجان فهو قليل جداً إذا ما قورن بسعر تذاكر المهرجانات الغنائية ، فسـعر التذكرة للمهرجان الإنشادي هو ديناران ( يعادلان ثلاثة دولارات أي عشرة ريالات سعودية ) أي هو مبلغ زهيد جداً ، أما سعر تذكرة حفلة للمطربة نانسي عجرم مثلاً فيبلغ ثلاثين أو أربعين ديناراً ، وأحياناً يبلغ مائة دينار ، وقد بلغت سعر تذكرة المقاعد الأولى لمسرحية المطربة فيروز ( صح النوم ) مائة دينار.
وإذا كان البعض يشتكي من الفقر ويدّعي أنه لا يستطيع أن يدفع ثمن التذكرة فإن الله وصف المؤمنين بأنهم ( ينفقون في السرّاء والضرّاء ) ، ففقراء الصحابة كانوا يتصدقون أيضاً حتى وإن لم يجدوا إلا القليل في بيوتهم . ودفع ثمن تذكرة لحضور مهرجان إنشادي يدخل في باب دعم الفنون الإسلامية ، أي هو صدقة في دعم العمل الدعوي الخاص بالفنون الإسلامية ، لأن هذه المهرجانات إن لم تُدعم من قِبل الجمهور الملتزم فإنها ستتوقّف ، وسيفسح المجال للمهرجانات الغنائية فقط .
وأرجو أن يضع الإنسان الملتزم أن هناك من الناس ستحضر المهرجانات الفنية في كل الأحوال ، فإذا كانت هناك مهرجانات إنشادية ذات مستوى فني عالٍ فإنها ستحضره ، وإذا لم تجد فقد تضطر إلى الذهاب إلى حفلة نانسي عجرم أو هيفاء وهبي .. وحينها لن يتعلموا أن يغنوا أناشيد المنشدين وإنما سيغنون أغنية ( أبوس الواوا وشخبط شخابيط ) .. ولات ساعة مندم ، وأرجو عندها أن لا نضع اللوم على المطربات أو على الحكومات في مسخ الشباب والفتيات ، وإنما ينبغي أن نضع اللوم كاملاً على الملتزمين الذين لم يدعموا المهرجانات الإنشادية بعدم ذهابهم لحضورها .
أرجو أن نفهم ديننا بشكل أفضل ، لأن الفنون في عصرنا هي أوسع باب يدخل منه أبالسة الإنس لمسخ شبابنا وفتياتنا ..