روائع فيروز من على سفح جبل الكرمل

جوقة البعث الشفاعمرية تطلق

*شفاعمرو- "تفانين"- على سفوح جبل الكرمل، وبحضور ما يقارب (1200) شخص، جاءوا من كل حدب وصوب، كنا على موعد مع "جوقة البعث" الشفاعمرية في عرضها الغنائي الجديد "اشتقتلك"، في قاعة الأوديتوريوم في مركز الكرمل في حيفا. بدأت الجماهير الشفاعمرية ومن جاورها من المشتاقين للجوقة، بالوصول إلى القاعة قبل نصف ساعة من موعد العرض الرسمي، الثامنة والنصف، ولم يتأخر انطلاق العرض سوى تسع دقائق، حين اعتلى المسرح المدير الإداري للجوقة، السيد عصام نصرالله في التاسعة وتسع دقائق معلنا عن افتتاح الأمسية، لهذا يستحق الجمهور الشفاعمري خاصة والعربي عامة التحية على هذه الدقة في الوقت، على اعتبار أننا اعتدنا على البدء بأي برنامج بعد نصف ساعة من موعده المسجل. ومما قاله عصام "ما أجمل أن يلتقي الأخوة تحت سقف واحد"، نعم جميل ذلك لكن الأجمل أن يلتقوا تحت سقفهم هم، وليس تحت سقف الآخرين.

السيد نصرالله كسر قاعدة الكلمات الطويلة والمملة، بكلمة ترحيبية مختصرة وموجزة لأعمال الجوقة وجولاتها الخارجية في الفترة الأخيرة. ثم دخل العازفون فاتخذوا أماكنهم خلف آلاتهم الموسيقية، وتلاهم أعضاء الجوقة من المنشدين فاستقبلهم الجمهور الذي ملأ مقاعد القاعة بالتصفيق، فمدير الجوقة الفني وقائدها الموسيقي، الفنان رحيب حداد الذي حيى الجمهور بالانحناء، وأعطى الإشارة وأخذ العازفون يداعبون ويلاعبون آلاتهم بكل عشق وود، فخرجت الموسيقى عذبة، هادئة، جميلة، وبعدها انطلقت الجوقة تشنف آذان الجمهور بأصواتها الجميلة، المتناسقة وبأغاني فيروز والرحابنة التي طالما صحونا واستقبلنا يومنا معها: لا يدوم اغترابي، بعدك على بالي، نحنا والقمر جيران.

بعدها تقدمت عضو الجوقة، السيدة عفاف حداد إلى مقدمة المسرح لتقدم كلمة شاعرية في فن السيدة فيروز والرحابنة، والتحام جوقة "البعث" منذ انطلاقها بهذا الفن الراقي، الملتزم، الجميل. فقالت:" جوقة البعث لاحقت مسيرة فيروز، تجمع الأحجار الكريمة، وتضعها بفلسفتها وفكرها، وتنقش الأصول والثوابت الموسيقية التي آمنت بها فخرج الصوت جماعيا، متداخلا، قارئا لفن فيروز بثوب تزركش بالتوزيعات الفنية الحديثة والآلات الموسيقية الحية، لنقول معا.. اشتقتلك."

وعادت "البعث" لتبعث أغنية "زهرة المدائن" بتوزيع جديد رائع وتلنها "أحترف الحزن" وموشح "ارجعي يا ألف ليلة"، وتتابعت الأغاني الجميلة: من عز النوم، بروحي تلك الأرض، ليلية واشتقتلك، وأعقبتها مقاطع من الأغاني الفولكلورية التي رافقها الجمهور بالتصفيق والانسجام.

وهنا أعلن قائد الفرقة عن انتهاء العرض باشاراته التي فهم منها أن الغناء لم ينته، كما أوحت بذلك الأغنية التي رددتها الجوقة بشكل حواري تنافسي بين الشباب والصبايا "ما بنغني .. لأ، بنغني". وعادت السيدة عفاف حداد لتقدم كلمات الشكر لكل من ساهم في اخراج هذا العمل إلى النور، واستعرضت أمام الجمهور مجموعة العازفين ومجموعة المنشدين، واستقبل قائد الفرقة، رحيب حداد ثانية ليقود الجوقة في آخر أغنية "رح نبقى سوا" والتي حملت أكثر من معنى ودلالة، وانتهت بالهتاف "جايي النصر وجايي الحرية"، ليقف الجمهور على أقدامه والأكف لا تتوقف عن التصفيق، ويتم توزيع باقات الورد على المنشدين ولعازفين وقائد الفرقة ومديرها والعاملين في هذا العمل الفني الجميل.

يعطيكم العافية والصحة والقوة

لم يكن لهذا العمل الفني الجميل والرائع، أن يخرج للنور بهذا الاتقان وهذه الجمالية لولا الطاقم والمجموعات التي وقفت وراءه وساهمت فيه. ولا ذرة شك لدينا بأن ما بذله العاملون والفنيون من وقت وجهد، في التحضير لهذا العمل أياما وساعات وأعصابا، لهو مجهود كبير وشاق ولا يعوضه إلا النجاح الذي قوبل فيه هذا العمل والاستقبال الجماهيري الحميم والدافيء له. فلا تحبطي يا جوقتنا "البعث" ولتكن رسالتك واسمك وحب الجمهور دافعا لك في الاستمرار والتجديد والانبعاث في عالم الفن الأصيل. شكرا للموزعين الموسيقيين الذين أبدعوا في توزيعاتهم الجديدة لأغاني فيروز الجميلة: بشارة الخل، شلومو غرونخ، بوعز بن موشيه وميشيل سجراوي. شكرا للعازفين المهرة، الذين نقلوا لنا عمق المشاعر موسيقى دخلت قلوبنا وأسماعنا بانسياب مذهل: سرور صليبا، مهران مرعب، رمسيس قسيس، درويش درويش،ايجور سبتسروف، يوليا كنتور، راشيل زوكوفتسكي، فكتور كرستوف، لف متيوكوف، يانا غوريلكن، جفوا دلوا وافيعاد بن يهودا.

وشكرا لأعضاء الجوقة المثابرين، المتفانين، المتماسكين، شكرا لأصوات الرائعين: سهير جروس( والتي تميزت بأدائها الفردي أيضا)، رنا قسيس، رلى شحادة، ريم خليل، صابرين مشيعل، عفاف حدتد، نبال حداد، ميسون جمال، منال عبود، فادي جمال، جوني شهاب، أشرف حايك، زاهر مشيعل، مقبل شلح، فادي صليبا، زاهر جمال وأشرف داود (اللذان أبدعا بأدائهما الفردي كذلك).

وتحية خاصة لمن وقف وراء الجوقة وجمعية "الزيتون" وعمل بدون كلل أو ملل على مدار سنوات، انه السيد عصام نصرالله، وطاقم العاملين معه وخاصة حنا بيدس. والتحية الجميلة للقائد الموسيقي ومدرب الجوقة، الفنان رحيب حداد الذي يفاجئنا كل مرة بالأعمال المميزة، المدروسة، المتقنة، والتي يتابعها بدأب وروية وأناة، شكرا لك رحيب ، شكرا لذائقتك الموسيقية، ولاحساسك الفني الرفيع.

هذا وعلمنا من مدير الفرقة الفنان رحيب حداد، بأن إدارة الفرقة تخطط لجولة عروض داخل البلاد وخارجها.

وكلمة أخيرة نأمل لجوقة "البعث" مزيدا من الرقي والنجاحات، ونأمل ألا تطيل الغيبة علينا لنبقى سوا، وأن نراها في عمل فني مميز قريبا.

(تصوير رفيق نخلة)