يوسف عليه السلام صديق لكن مسلسل يوسف ليس صديق
ريما عبد القادر /غزة
[email protected]
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد"صلى الله عليه
وسلم"، وعلى أصحابة ومن اتبعه إلى يوم الدين....
جميل ما كتبه الدكتور جبر خضر البيتاوي حفظه الله تعالى في زاوية فنون "مسلسل
الصديق عمل مبدع"، وهو بالفعل عمل مبدع وأثمن المجهود الذي قدم من أجله وأثمن كذلك
كلمات هذا المقال.
وبالفعل قد نظرت لهذا المسلسل حيث كان يبث لأول مرة في شهر رمضان المبارك، وكنت في
ذلك الوقت في الأردن وكنت أتابعه لكن ليس بشكل متواصل، ورغم أن المسلسل وجدت من
خلاله جمال العمل الفني من حيث تناول الموضوع قالب ومضمون لكن بصراحة لا انكر أنني
كنت أخاطب نفسي :"هل يعقل أن تقدم شخصية نبي مثل النبي يوسف عليه الصلاة والسلام
عبر مسلسل؟؟!! فكنت أشعر أن هذا المسلسل ستصدر بحقه العديد من الفتوى التي سوف
تحرمه وبالفعل كان ما كنت اعتقد به".
وأنا مع الفتوى التي تمنع تمثيل شخصية أي نبي من الأنبياء عليهم أفضل "الصلاة
والسلام" من خلال تجسيدها لما لهم من مكانة عالية استحالة أن تكون في بني البشر.
وأكثر ما كان يدهش العقل لدي حينما تم تقديم جبريل عليه "الصلاة والسلام"فهل يعقل
بأي بشر مهما كانت مكانته تقتقرب من حبيبنا جبريل عليه "الصلاة والسلام"؟؟؟!
اعتقد بأن المسلسل ممكن أن يكون ناجح ونشد على كل من عمل به لكن بشرط أن لا يقترب
بأي شخصية من شخصيات في تجسيد الأنبياء...
الأستاذ الفاضل الدكتور البيتاوي أتمنى عليك أن تنظر للموضوع من جديد وأن تكتب مقال
توضح به هذا الموضوع من خلال أسلوبك الرائع. والله يعلم ان هذه الكتابة ماصدرت إلا
لأقول ما علمته لذلك أقول:"بأن النبي يوسف عليه الصلاة والسلام هو الصديق بينما أن
يأتي أحد ليجسد هذه الشخصية فهو ليس الصديق".
وحول الفتوى التي صدرت فهي كالتالي:
أصدر الدكتور المفتي مشهور فواز محاجنه أستاذ الفقه وأصوله وعضو الإتحاد العالمي
لعلماء المسلمين، فتوى بحرمة المسلسل الإيراني (يوسف الصديق) وذلك لأنّه يجسّد صورة
نبي الله يوسف وصورة الوحي وهذا مما اتفق علماء أهل السنة بتحريمه.
وأكد الدكتور فواز أنه لا خلاف بين الفقهاء على حرمة تمثيل أدوار الأنبياء
بأشخاصهم، ومُنطلق التحريم هو أنّ تمثيلهم ليس مطابقا للواقع كما قد يؤدي إلى
إيذائهم وإسقاط مكانتهم.
وقد توصل إلى هذا الرأي عدد من المجامع الفقهية منها :هيئة كبار علماء السعودية
واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالسعودية ومجمع البحوث الإسلامية ولجنة
الفتوى بوزارة الأوقاف الكويتية ودار الإفتاء المصرية والعديد من علماء الأزهر،
منهم : أد. يوسف القرضاوي و الدكتور أحمد عمر هاشم، والدكتور عبد الصبور مرزوق،
والدكتور عبد العظيم المطعني، والدكتور عبد الفتاح عاشور، والدكتور محمد سيد أحمد
المسير، وهو ما مال إليه الدكتور أحمد الريسوني من علماء المغرب، والشيخ ابن باز
والشيخ ابن عثيمين والشيخ عبد الرازق عفيفي، والشيخ عبد الله بن غديان والشيخ عبد
الله بن قعود والشيخ فيصل مولوي نائب رئيس المجلس الأوروبي للإفتاء
.
وقد استندت فتوى التحريم إلى ما يلي
:
-1ما
قد ينتج عن تمثيل أشخاصهم من الامتهان والاستخفاف بهم، والنَّيل منهم والإنزال
لمكانتهم العالية التي وهبهم الله تعالى إياها ؛ إذ يقوم بدورهم -غالبا- أناس
بعيدون كثيرا عن التدين والالتزام بأوامر الله؛ وهو ما قد يولّد السخرية من
الأنبياء ، مع ما في ذلك من ظهور سبّ للأنبياء بتمثيل دور المشركين معهم.
-2
أن غرض التكسب والتربح سيطغى على تقديم الصورة الصحيحة؛ وهو ما يدفع القائمين
بالإنتاج والتمثيل في التلاعب في سيرتهم، والإتجار بما يناسب الربح وهو ما يكون
بعيدا عن الدقة العلمية.
3-أن
القدرة على تمثيل الأنبياء بأشخاصهم عمل صعب فنيا؛ إذ أنّ الله تعالى وهب الأنبياء
قدرات خاصة كي يكونوا أهلا للدور المناط بهم، وهذا لا يمكن تصوره في العمل الفني..
ولا يجوز التعرض بالتمثيل لهم.
-4
أن هؤلاء الكتاب والفنانين ينقصهم أدنى فنيات وأدوات كتابة التاريخ، فضلا عن كتابة
سيرة الأنبياء والمرسلين
.
و حذّر الدكتور المفتي الجمهور من مشاهدة المسلسل، ومن باب أولى مشاهدة غيره من
المسلسلات والأفلام التي تخالف الشرع والأخلاق والعادات والتقاليد.
"رحم الله قارئا دعا للقدس والأقصى والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون"