بين أم جوزيف والعكيد أبو شهاب
بين أم جوزيف والعكيد أبو شهاب؟
شمس الدين العجلاني*
يقولون في المثل الشامي ( كل شي زاد عن حده نقص ) خطر في بالي هذا المثل و أنا أتابع التعليقات على مسلسل (باب الحارة ) و تسألت هل ينطبق هذا المثل على (باب الحارة ).؟ الذي ابتدأ عام 2006 م و لا نعلم متى سينتهي .؟ شخصيات محوريه تختفي من المسلسل لأسباب لا نعلم حقيقتها ، و قيل أنها أسباب شخصية و ليس لها علاقة بالعمل ، ف ( باب الحارة ) فصل على مقاس بعض الممثلين ، و تم إلباس ثوب فلان لفلان .. و بقيت شخصيتي العكيد أبو شهاب ، و حلاق الحارة أبو عصام محور العمل برغم غيابهما أو تغييبهما عن الجزء الرابع .؟
مسلسل باب الحارة كعمل درامي لا غبار علية حقق اكبر قدر من المشاهدين ، و لكنه في الوقت نفسه لم يستطع ان يمنح المصداقية للمشاهدين .. و اعتقد ان ( أم جوزيف ) كانت إحدى أهم الثغرات في ( باب الحارة ) .؟
من أم عبد الله إلى أم جوزيف :
يبدو ان النجاح الذي أصاب ( باب الحارة ) افقد القيمين عليه صوابهم ( ما عادوا شافوا بعيونهم ) ، الفنانة القديرة منى واصف في الجزء الثاني من المسلسل قدمت شخصية العرّافة ( البصارة ) أم عبد الله العالمة بالأمور والموجهة لسلوك بعض الناس في حارة “الضبع” و من ثم تأتي في الجزء الرابع لتقدم شخصية أم جوزيف ، السيدة الشامية التي تعمل على نقل الرسائل بين أطراف الحارات الشامية المحاصرة، جراء ثورتها على وجود الاستعمار الفرنسي في البلاد.
فهل غفل القيمون على المسلسل ذلك .؟ و لا اعتقد ان مثلهم يغفل ذلك ، و يبدو ان الاستخفاف بالمشاهد هو الذي دفعهم لإسناد دور أم جوزيف لفنانتنا الكبيرة ، لأنها الأجدر دائما ، و الأكثر جماهيرية . و لكن كيف يمكن إقناع المشاهد بتحوّل منى واصف من مشعوذة إلى "أم جوزيف" التي تساعد رجال المقاومة.؟ و كيف يمكن للمشاهد السكوت على تصرفات أم جوزيف .؟ فهل لأنها أم جوزيف يحق لها ان تشعل السيجارة و تدخن مثل نساء هذه الأيام في الوقت الذي لم نشاهد رجلا يدخن في ( باب الحارة ) فما هو المغزى من ذلك .؟ و الحديث عن التدخين يقودني لقصة كانت تروى في عائلتنا ، مفادها ان إحدى جداتنا تقدم لخطبتها احد أعيان القوم آنذاك و هو من المدخنين و تمت كل مراسم الخطبة و الزواج و أصبحت جدتنا في بيت زوجها ، و في اليوم الأول لهما دخل الزوج على الزوجة فشاهدها و السيجارة في يدها فصعق من هذا المنظر و طلب منها رمي السيجارة على الأرض فورا ، فما كان من الزوجة إلا أن بادلته بالكلام ، كيف أنت تدخن و تمنع ذلك عني .؟ و أيضا هل كان السفور ( نصف سافرة الشعر ) هو صفه ام جوزيف و طائفتها .؟ ام كان يتعدى طائفتها .؟ و إنني أتذكر الكثير من النساء في ذلك العصر كن كما يقال ( سافرات ) و لم يكّن من طائفة دينية واحده ، و لدي عشرات الصور تعود إلى نساء ذلك العصر و هن سافرات ، يخرجن في المظاهرات و يتعرضن للسجن ، او يحضرن حفلات عامة و يمارسهن مهنة الأدب و الفكر .. صحيح ان النساء في ذلك العصر قد يشبهن نساء ( باب الحارة ) في بعض الجوانب و لكن لم يكّن كنساء باب الحارة. و من ناحية أخرى لماذا أم جوزيف دائما في عتاب( من عيار ثقيل ) و مزح ، بل في صراخ و شتم و قدح في وجوه المستعمر و أهل الحارة فهل لأنها أم جوزيف و ليست ام محمد .؟ فليس من المستحسن ان تظهر شخصيه ام جوزيف بهذا ( السبور ) و لا يظهر هذا السبور في شخصية أخرى . و أتسأل لماذا هذه المبالغة في التركيز على الانتماء الديني لام جوزيف .؟ فالكل يعلم هذا التسامح الديني التي تنعم به سوريه منذ أقدم العصور و الكل يعلم ان سوريه مهد المسيحية والإسلام منها انطلقت الدعوة المسيحية إلى أوروبة عن طريق القديس بولس ومنها كان الأباطرة السوريين.. من كاراكلا وإيلاغابال إلى فيليب العربي ، ومنها كان باباوات روما من"القديس أنيست Anicet من حمص ، ويوحنا الخامس ، والقديس جورجيوس الأول وغريغوريوس الثالث وتيودور الأول ، إلى أسقف إنطاكية أغناطيوس الانطاكي وغيرهم كثيرون من الرهبان السوريين الذين ملؤوا أكثر من معبد ودير في تلة آفانتيان Aventin طوال العصور الوسطى"
و أيضا من دمشق انطلقت الفتوحات العربية الإسلامية إلى بلاد الأسبان غرباً و سور الصين شرقاً و بلاد الروس و الصقالبة البلغار شمالاً و مجاهل إفريقيا جنوباً
في ارض سورية كل العرب موجودون, بدياناتهم المختلفة بمذاهبهم المتعددة باثنياتهم المتنوعة في موقع القرار او من عامة الشعب كان ولم يزل منهم رئيس الحكومة أو البرلمان , قائد الدرك أو الشرطة الوزير أو الخفير , لكل منهم موقعة في سورية بشرط الانتماء لمدرسة الوطن وإتقانه فن حب الوطن 000 و بالتالي ليس من المفيد التركيز على الانتماء الديني لأي شخصيه كانت لان ذلك من مسلمات الأمور لدينا .
( باب الحارة ) اظهر أم جوزيف بصورة مختلفة عن غيرها من النساء ، فنساء حارة الضبع وغيرها من الحارات لا يدخن ولا يتحركن سافرات الرأس وصوتهن لا يسمعه الغرباء إلا في الشديد القوي فيما أم جوزيف خرقت العديد من المعايير والأسس التي تعيشها ( باب الحارة ) ، وأظهرتها بصورة اقرب إلى الهمجية وعدم اللباقة في التعامل..
العكيد بطل المسلسل :
برغم غياب أو تغيب العكيد أبو شهاب عن ( باب الحارة ) فقد بقي في الجزء الرابع من المسلسل هو البطل الحقيقي ل ( باب الحارة ) فلم يغب من الحلقة الأولى إلى الحلقة الأخيرة عن المشاهد فالعكيد متواجد مع المتابع للمسلسل على لسان زوجته أم شهاب التي كادت تموت حزنا على غيابه ، أو مع شقيقته و معتز و أبو حاتم و أبو كاسم و .. قيل الكثير عن غياب أبو شهاب و ان هنالك خلافات كبيره بين المخرج و سامر المصري أدت إلى هذا الغياب ، و لكن المخرج لم يستطع الخروج من عباءة أبو شهاب ، و طيف العكيد سيطر على خيوط ( باب الحارة ) ، و قال بعض الخبثاء ان بسام الملا كان يقصد ذلك ، محتفظا بخط الرجعة للجزء الخامس أو الجزء العشرون .؟ لان أحدا ما لا يعرف متى تنتهي أجزاء باب الحارة ، فهي ابتدأت عام 2006 و لم يحدد بعد في أي عام سوف تنتهي .؟ و طالما تحدثنا عما يقولون خارج الكواليس فهنالك نكتة يتداولها بعضهم مفادها انه لا يجوز ان تظهر البنت اكبر من امها و الحديث هنا عن ام شهاب ام حاتم .؟
* صحفي وكاتب